الانسحاب المذل من أفغانستان أحدث علامات الانهيار

تلغراف: الانحطاط والغطرسة أديا أخيرًا إلى سقوط الإمبراطورية الأمريكية

 

 

لندن / وكالات
تحت عنوان «الانحطاط والغطرسة أديا أخيرًا إلى سقوط الإمبراطورية الأمريكية»، نشر محرر صحيفة «صاندي تلغراف» مقالا في الصحيفة الأم «دايلي تلغراف»، أكد فيه أن الانسحاب الأمريكي الأخير من أفغانستان بطريقة مذلة هو علامة أخرى من علامات انهيار الإمبراطورية الأمريكية.
شدد الكاتب على أن الولايات المتحدة لم تعد شرطي العالم، حيث تتراجع على كل الجبهات وأن ساستها غير الأكفاء عاجزون عن عكس مسار هذا الانحدار، أمام صعود قوى أخرى محلية توسعية استبدادية ما ينذر بصراعات مستقبلية.
وأشار الكاتب إلى أنه لا توجد إمبراطورية أبدية وأن كل الإمبراطوريات تسقط في نهاية المطاف بسبب الغطرسة.
وأضاف أن الكارثة الإنسانية المؤلمة المتمثلة في الانسحاب الفاشل من أفغانستان هي فقط أحدث علامة على انتهاء الحقبة الأمريكية، حيث لم تعد واشنطن شرطي العالم ويوشك أن يكون هناك مستقبل مقلق من الخلافات بين القوى الإقليمية التوسعية والسلطوية.
وأشار الكاتب إلى أن النفوذ الأمريكي بلغ ذروته منذ أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وأن نهضة الرئيس الأسبق رونالد ريغان وهدم جدار برلين وإنهاء الشيوعية ومعسكرات الاعتقال السوفيتية وصعود وادي السيليكون واختراع الإنترنت كانت كلها أعوام للهيمنة الأمريكية وأيام مجد السلام الأمريكي.
ومع ذلك يرى الكاتب أن كل ما سبق كان انحرافا قاسيا عن المسار ودلالة على الفكرة الأمريكية، وبعد ذلك سار كل شيء بشكل خاطئ وعانى العالم من محاولة طويلة الأمد وفاترة، وفي نهاية المطاف غير مثمرة بشكل كارثي، لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.
ويؤكد الكاتب أنه وبعد مرور 20 سنة في أفغانستان أصبحت خطة أمريكا العالمية حطاما وأصبحت نخبها مرتبكة بشأن كل شيء تقريبا، والغباء وعدم الكفاءة اللذان ظهرا في الانسحاب من أفغانستان يؤكدان أن قادة أمريكا لا يفهمون بقية العالم ولا يصلحون لحكم بلدهم، ناهيك عن العالم.
وأوضح الكاتب أن التعميم الساذج أعمى الأمريكيين وأنهم لم يعودوا يفهمون الدين أو القبلية أو التاريخ أو الاختلافات الوطنية.. أو لماذا تريد البلدان أن تحكم نفسها؟!
وأفاض في ذكر فشل وتراجع أمريكا في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وقال إن فكرة Pax Americana أي السلام الأمريكي لم تحقق أي شيء ذي أهمية في هذه الأماكن، وفي ظل هذه الظروف كيف لا يمكن أن تكون الإمبراطورية الأمريكية في حالة انهيار نهائي؟!
وخلص إلى أن أمريكا، عمليا، لا ينبغي لها أبدا أن تحاول بناء دولة وأن التغيير يجب أن يكون تلقائيا وطبيعيا، وإلا لن يكون مستداما.
واختتم الكاتب مقاله بأن الغرب فقد السيطرة وأنه ستكون هناك تحركات سكانية جماعية وحروب عملة ومعارك عالمية على الموارد الطبيعية. ومع أن الإمبراطورية الأمريكية كانت على الأقل تؤمن بالحرية والديمقراطية، فإن ما سيحل محلها لن يتظاهر حتى بأنه ليبرالي.

قد يعجبك ايضا