روسيا تتهم أمريكا بالتخلي عن أسلحة عالية الدقة لطالبان.. انفجار جديد في محيط مطار كابل يتسبب بقتل وجرح العشرات
عواصم / وكالات
شهدت العاصمة الأفغانية كابول أمس انفجاراً عنيفاً جديداً في محيط مطار حامد كرزاي الدولي.
وأفادت مصادر صحفية بأن الانفجار نجم عن إطلاق قذيفة (آر بي جي) سقطت بالقرب من أحد المنازل في محيط المطار.
ودوت صافرات الإنذار وسيارات الإسعاف التي هرعت إلى موقع الحادث، وبادرت عناصر حركة “طالبان” بالتحرك و فرض طوق على موقع الانفجار
ونقلت قناة Ariana news الأفغانية عن شهود عيان قولهم إن صاروخا أصاب منزلا سكنيا في كابل ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل أربعة منهم أطفال.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد حذّر السبت، من أنّ هجوما جديداً وشيكاً “محتمل جداً” في هذه المنطقة، قبل بضعة أيام من الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية وكذلك القوات الغربية في 31 أغسطس.
في غضون ذلك، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين قولهما إن الولايات المتحدة نفذت ضربة عسكرية في كابل ضد مشتبهين فيهم بأنهم عناصر لجماعة “ولاية خراسان” التابعة لتنظيم “داعش”.
من جانبه، أكد المتحدث باسم “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، في تصريح للصحفيين أن الولايات المتحدة شنت غارة جوية استهدفت انتحاريا وراء عجلة قيادة سيارة مفخخة كان يعتزم مهاجمة مطار كابل.
ويأتي ذلك في ظل التفجيرات الدموية التي دوت في محيط مطار كابل الخميس الماضي وأودت بأرواح نحو 200 شخص بينهم عشرات المدنيين الأفغان و13 جنديا أمريكيا، وتبناها تنظيم “داعش”.
ولخطورة الوضع، ارتأت فرنسا وبريطانيا الدعوة إلى إقامة “منطقة آمنة” في العاصمة الأفغانية. وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أن بلاده وبريطانيا ستحثان الأمم المتحدة الاثنين على العمل من أجل ذلك لحماية العمليات الإنسانية.
وقال ماكرون في تصريحات نشرتها صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” إن “هذا بمنتهى الأهمية. هذا سيوفر إطارا للأمم المتحدة للعمل في حالة طوارئ”.
وأشار إلى أن منطقة آمنة كهذه ستتيح قبل كل شيء للمجتمع الدولي “مواصلة الضغط على طالبان” التي باتت موجودة في السلطة بأفغانستان.
وتجتمع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي – فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين – الاثنين لمناقشة الوضع في أفغانستان.
وقال ماكرون إن باريس ولندن ستنتهزان الفرصة لتقديم مشروع قرار “يهدف إلى تحديد ‘منطقة آمنة‘ تحت سيطرة الأمم المتحدة، ستتيح مواصلة العمليات الإنسانية”.
وتأتي تصريحات ماكرون في وقت تشارف الجهود الدولية لنقل الرعايا الأجانب والأفغان الراغبين بمغادرة بلادهم، على الانتهاء.
من جهة أخرى أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن مسؤولين من تركيا وقطر ومجموعة السبع يعتزمون عقد اجتماع اليوم لبحث مستقبل أفغانستان ومطار كابول.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد مغادرة الجيش الأمريكي يوم الثلاثاء ستزداد صعوبة الطريق أمام الأفغان لإجلاؤهم مع سيطرة طالبان الكاملة على المطار.
وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إن المسؤولين يجرون محادثات مع الحلفاء وطالبان للسماح باستئناف الرحلات الجوية غير العسكرية في أسرع وقت ممكن بعد رحيل الجيش الأمريكي.
ولم يعلق على التقارير التي تفيد بأن تركيا وقطر تعتزمان إدارة المطار مع طالبان.
وأشار إلى أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث يوم السبت مع وزير الخارجية التركي مولود تشاوويش أوغلو بشأن أفغانستان.
كما تطرق ملخص مكالمة بين بلينكن ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمن إلى انهيار أفغانستان وأهمية استمرار العمليات في مطار كابول بعد انسحاب قوات التحالف لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية والسفر الضروري.
وفي سياق متصل أعلن مسؤول بحركة طالبان الأفغانية أمس أن الحركة التي تولت السلطة في أفغانستان والقوات الأمريكية المنسحبة من البلاد تهدفان إلى تسليم مطار كابول على وجه السرعة.
ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه قوله “نحن في انتظار الإشارة الأخيرة من الأمريكيين لنتولى بعدها السيطرة الكاملة على مطار كابل”.. مضيفا أن الحركة التي سيطرت على العاصمة كابول يوم 15 أغسطس بعد تقدم خاطف، لديها فريق يضم خبراء فنيين ومهندسين مؤهلين مستعد لإدارة المطار.
من جانب آخر، قال مسؤول أمني غربي بمطار كابول ،وفق “رويترز”، اليوم الأحد إنه لم يبق سوى نحو ألف مدني في المطار مع دخول القوات الأمريكية المرحلة الأخيرة لعملية الإجلاء.
وأضاف المسؤول أن حجم الحشود عند بوابات المطار تراجع بعد تحذير من هجوم آخر وشيك.
إلى ذلك أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن الولايات المتحدة الأمريكية تركت ورائها العديد من الأسلحة عالية الدقة في أفغانستان.
وقال شويغو في مقابلة مع قناة “سولوفيوف لايف” التي تبث عبر “اليوتيوب” وفق ما نقلته وكالة” سبوتنيك” إن بعض من الأسلحة عالية الدقة التي تركتها الولايات المتحدة في أفغانستان تشمل أنظمة دفاع جوي محمولة، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات.
وحول عمليات الإجلاء من أفغانستان، قال شويغو: “نأمل أن تمر على ما يرام.. نحن نعتزم إنجاز المهمة”.
وينظم شويغو، عملية إجلاء أكثر من 500 مواطن روسي من أفغانستان بواسطة طائرات النقل العسكرية (MTA)، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الروسية قبل أيام.
يشار إلى أن حركة طالبان قد بسطت سيطرتها على معظم أراضي أفغانستان، إثر سقوط المدن تباعا بيدها خلال أيام والسيطرة على جميع المعابر الحدودية، ومن ثم دخولها قصر الرئاسة، بعد فرار الرئيس أشرف غني إلى الإمارات، والعديد من المواقع الحكومية في العاصمة كابول يوم 15 أغسطس الجاري.