رفع الدولار الجمركي وسعر البنزين في عدن.. من المجرم ومن المتضرر؟

حسن حمود شرف الدين

 

 

غباء ما بعده غباء، واستحمار ما بعده استحمار.. بل إنه لو استطعنا إدراج أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات في قائمة غينيس لأغبى الأنظمة لدول العالم لتصدرت قائمة أغبى الأغبياء وأبلد البلداء على مستوى جميع دول العالم بما فيها جميع الدول المتحالفة معها.
أقدم العدو الأمريكي منذ أول يوم عدوان على بلادنا في 26 مارس 2015م على فرض حصار شامل “بري وجوي وبحري” بالتزامن مع إطلاق أول صاروخ تجاه اليمن، أغلقوا المطارات وأغلقوا الموانئ وأغلقوا المنافذ البرية كخطوة أولى لمنع أو تقليص دخول المواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية بهدف إركاع القوى الوطنية المتصدرة لثورة 21 سبتمبر.. بعد مرور أيام وأسابيع وشهور بل سنوات.. اتضح للعدو الأمريكي أن الحصار لا يكفي للضغط على هذه القوة الصاعدة في اليمن والتي اعتبرتها خطرا على التواجد الأمريكي في المنطقة الإسلامية بشكل عام.. فعمدت على نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.. أيضا للضغط على المجتمع في الداخل اليمني على القوى الوطنية التي تدافع عن الأراضي اليمنية والدفع بهم للخروج إلى الشارع وتحويل العداء باتجاه هذه القوى الوطنية.. لكن حنكة القيادة وحكمة الشعب أفشل خطتهم.
استمر العدوان والحصار منذ سبعة أعوام والإدارة الأمريكية قاب قوسين أو أدنى من الجنان.. فاتجهت إلى أسلوب جديد في الضغط على الداخل اليمني “شماله وجنوبه” فحين عجزت أدوات أمريكا ممثلة بالسعودية والإمارات من توفير الرواتب لموظفي الدولة في اليمن بسبب إقدامهم على نقل البنك المركزي من صنعاء إلى اليمن عمدت إلى طباعة أوراق نقدية جديدة اعتبرتها حكومة صنعاء أوراقا مزورة وغير رسمية، هدفت هذه الخطوة إلى إضعاف القيمة الشرائية للعملة المحلية، وهو ما حدث بالفعل في المناطق المحتلة وعجزت عن تحقيقه في المناطق التي تحت سيطرة حكومة صنعاء بسبب الإجراءات الوقائية التي اتخذتها حكومة صنعاء منها منع تداول العملة غير الرسمية منعا باتا واتخذت إجراءات عقابية وحازمة في هذا الشأن.
ورغم أن الضرر طال المناطق التي سيطر عليها العدو المناطق المحتلة في مارب وحضرموت وعدن وتعز وغيرها جراء طباعة أوراق نقدية دون غطاء أو إجراءات قانونية صحيحة.. لم يحرك ساكنا المواطن الضعيف في المناطق المحتلة، ويستمر التستر على هؤلاء المجرمين في عدن وشبوة ومأرب باعتبارها مناطق رئيسية يتواجد فيها المحتل الأمريكي والسعودي والإماراتي.
ورغم أن ثروات البلد من المشتقات النفطية وغيرها تنهب من قبل العدو الأمريكي وقوى تحالف العدوان بشكل غير مسبوق وتعتبر من أكبر جرائم السرقات على مستوى العالم أجمع، إلا أن المواطن في المناطق المحتلة لا يستلم حقوقه من الرواتب ومن توفير الخدمات البسيطة كالكهرباء والمياه وتوفير النظافة والأمن وغيرها من الخدمات.
ما يدعو للضحك والحزن في وقت واحد أن العدو الأمريكي ممثلة بأدواتها السعودية والإمارات أوعزت لحكومة عدن “حكومة الفار هادي” بأن ترفع رسوم “الدولار الجمركي” وهذا الإجراء بالتأكيد سيتضرر منه كافة المواطنين وفي مقدمتهم المواطنون في المناطق المحتلة، رغم أن الثروات التي يتم نهبها من المناطق المحتلة ستغطي احتياجات المواطنين من رواتب وغيره من الخدمات.
نحن أمام عدو أمريكي متمرس في الانتهاكات بمختلف أشكالها القتل والسحل وإطلاق التهم جزافا والاحتلال بأي طريقة كانت وفي أي وقت وفي أي مكان دون رقيب أو حسيب.. كذلك نحن أمام عدو سعودي إماراتي تجرد عن معنى الإنسانية وأصبح وحشاً يقاتل من أجل مصالح العدو الأمريكي في المنطقة، ولا يقاتل من أجل استقرار اليمن ولا يقاتل من أجل الأمن القومي السعودي، بل يقاتل من أجل الأمن القومي للعدو الأمريكي.
يواصل العدو الأمريكي تشديد الحصار على الشعب اليمني كاملا “شمالا وجنوبا” حيث أقدم هذا العدو الغبي على رفع سعر الدبة البترول لـ20 لتراً بـ12200 ريال، وهذا بالتأكيد سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار في المناطق المحتلة بعد رفع الدولار الجمركي ورفع قيمة البنزين.
كل هذا وما هو آتٍ من العدو الأمريكي البريطاني الإسرائيلي السعودي الإماراتي يتم أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي منظمات ومؤسسات حقوقية وقانونية.. وجميعها بالتأكيد شريكة فيما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار، شريكة بصمتها المشبوه بتلقيها أموالا وصفقات من الأنظمة الخليجية وفي مقدمتها السعودية والإمارات التي تبنت وتصدرت الدفاع عن أمريكا واسترداد ما خسرته في اليمن.

قد يعجبك ايضا