التوظيف بالأحجار الطبيعية!

دخلت الأحجار الطبيعية على خط التوظيف كتجربة جديدة للتشغيل ضمن برنامج يستهدف العاطلين عن العمل والعاملين بأجور زهيدة في المديريات والمناطق النائية في سبع محافظات.
تمثل هذه التجربة محاولة أخرى يقوم بها صندوق الفرص الاقتصادية لتحسين أوضاع فئات اجتماعية تعاني من فقرا مدقعا أشد وطأة عليهم من الأحجار الصلبة التي وضعت أمامهم كخيار أخر للوصول إلى فرصة العمل وهذه المرة عليهم النحت في الصخر للحصول عليها .
سيقوم البرنامج طبقا للقائمين عليه بتحفيز وإيجاد فرص عمل للفئات المستهدفة من خلال الاستثمار المباشر في المشاريع الصغيرة في أربعة مكونات تتمثل في تطوير سلسلة القيمة للأحجار الطبيعية والمنسوجات وتحسين سوق العمل وتمويل الاستثمار الريفي والسياسات والشركات.
ويركز -بحسب المدير التنفيذي لصندوق الفرص الاقتصادية فوزي التوي- على تحسين الوضع الاقتصادي للأسر الريفية الفقيرة عن طريق خلق فرص عمل مستدامة ومتنوعة للعاطلين من خلال الاستثمار في المشاريع الريفية الصغيرة والأصغر والمتوسطة ذات الطلب العالي في السوق والنمو المرتفع والتي توفر العديد من فرص العمل للفئات المستهدفة .
ويتوقع التوي أن يحقق البرنامج نتائج هامة في زيادة النمو والربحية في القطاعات المستهدفة وتوسع فرص التوظيف والتدريب والخدمات المالية والتطبيق التدريجي للمسؤولية الاجتماعية للشركات والعمل اللائق.
تجمعات
تمثل البطالة بشكل عام وفي المناطق الريفية باعتبارها تجمعات سكانية كبيرة تحديا تنمويا يتطلب توفير فرص عمل مناسبة في المقام الأول وهذا يفوق قدرات اليمن بوضعها الاقتصادي الحالي الأمر الذي يجعل مسألة مجابهة هذه التحديات مرتبطة بتنفيذ خطط فاعلة وواسعة ودقيقة .
ويؤكد خبراء أن اليمن تمتلك قوة بشرية مثالية وهذه ليست معضلة بالمعنى الاقتصادي لأن الموارد البشرية في أي بلد تعتبر ثروة قومية عالية النفع لكنها تحتاج فقط لخطط تجعل الإنسان قادرا على رفع طاقته الإنتاجية وطرق تفكيره في الأساس ثم المهارات وخلق البيئة المنافسة القائمة على الاستفادة من الآخرين وتوظيفهم لحالة الإنتاج.
مؤكدين أن الحلول قصيرة المدى لمواجهة هذا التحدي الجسيم ينبغي أن تكون واقعية مبتكرة وفعالة من شأنها المساهمة في تخفيف الفقر وتطوير الأداء وإجراء عملية هيكلة إدارية واسعة لانتشال البطالة.
ويرى الخبراء أهمية تنفيذ حزمة من الأنشطة المخططة على طول سلسلة الإنتاج ابتداء من المجتمعات وانتهاء بالأسواق المحلية والإقليمية والدولية بالإضافة إلى أهمية مثل هذه البرامج في مكافحة الفقر الذي يعد مشكلتنا الرئيسية في اليمن في ظل التنامي الواضح للسكان بالتوازي مع تفاقم البطالة وعدم قدرة الاقتصاد الوطني في الوصول بوضعيته الراهنة في معالجة هذه المشاكل المعيشية المتفاقمة.
ثروة
يرى وكيل وزارة النفط لقطاع المعادن الدكتور يحيى الأعجم أن انتشار الثروات الطبيعية وانتشارها في مختلف محافظات الجمهورية أحد العوامل التي ستساعد على نجاح مثل هذه المشاريع التنموية والذي يمكن أن يسهم نجاحها في توفير فرص عمل وخلق تنمية مجتمعية مستدامة للشباب من مختلف الفئات العمرية في المناطق المستهدفة مما ينعكس بحسب الأعجم على التنمية المتكاملة للوطن ككل والتي ستكون نموذجا لبقية المناطق.
وبحسب الدكتور يحيى فإن مثل هذه البرامج يمكن أن تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة الريفية الفقيرة عن طريق خلق فرص عمل مستدامة ومتنوعة للعاطلين عن العمل في المجتمعات الريفية حيث سيتم دعم البرنامج من خلال مكون تطوير سلسلة القيمة للأحجار الطبيعية وترشيد التكاليف المالية وتطوير كفاءة المحاجر الطبيعية وعمليات التجهيز باستخدام التكنولوجيا والمعدات المتطور وأكد استعداد وزارة النفط وهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية تسهيل أعمال المشروع وتقديم الدعم لإنجاحه من خلال إقامة وحدة تنفيذية للمشروع في هيئة المساحة الجيولوجية سيكون له أثر كبير في تسهيل العمل والمساهمة في سرعة تنفيذ الأعمال المقبلة الحقلية والمكتبية.

قد يعجبك ايضا