القيم الأخلاقية في أمريكا..انهيار مستمر

50 ألف امرأة وطفلة يتم تهريبهن إلى الولايات المتحدة سنوياً لاسترقاقهن وإجبارهن على ممارسة الدعارة

 

 

صارت منظومة القيم بما فيها من أخلاق وآداب وسلوكيات والتزامات، اليوم، محط تساؤلات استنكارية مشروعة لدى الكثيرين ، الذين هالهم ما وصلت إليه هذه القيم من انحطاط، وراعتهم الورطة التي تعمقت في المجتمع الأمريكي ، بسبب اعتلال جسم هذه القيم، حيث ضاعت الحشمة والوقار، وصار التهتك والوقاحة جرأة، والفوضى حرية، والعنف استعراض للقوة، والابتذال مسايرة لإيقاع العصر، وهم بذلك يهدمون هويتهم الحضارية، إلى الحد الذي أصبحوا يجاهرون بشذوذهم ولا يجدون حرجا في إشهار عاهاتهم النفسية واعطابهم الوجدانية.
ففي الوقت الذي ظلت فيه الحضارة الغربية تفرض نفسها عبر التقدم التكنولوجي، فإن أكبر ما يعيبها الاهتمامات المظهرية لا الجوهرية، والاعتماد في تربية الآباء للأبناء على الدلال المفرط والذي دمر جيلا بكامله، وحوله إلى كتلة بشرية همها الأساس، صوت جميل وعروض الأزياء والأكلات السريعة.
وقد ضربت هذه الحضارة بقوة بؤرة العلاقات والصلات التي تنبض حميمية في العادة بين الآباء والأبناء، فهوت جسور الثقة وانقطعت حبال المودة والصحبة الدائمة بين هذين المكونين، ما أفضى إلى انقطاع تيار التواصل السليم، وتضررت اللحمة الأسرية، وصار اهتمام جيل الألفية الثالثة منكبا على وسائل التواصل الاجتماعي وفضاءات الحرية السائبة من مقاهي وسهرات ليلية وأماكن خاصة لتصريف فائض النشاط والنزوات والتحرر الزائف، وراح يستهلك ويفني شبابه في عالم افتراضي غريب قوامه ” النت” والهواتف الذكية.
كذلك، فإن أهم ما يطبع في أمريكا، الانحلال الأخلاقي، فوفق آخر الدراسات التي أجرتها ” بي بي سي”، فإن 50 % من الأمريكيين يقيمون علاقات غير شرعية، في حين بلغت النسبة في إيطاليا 38 % وفي فرنسا %36.
كما ذكرت دائرة الإحصاءات الأمريكية، أن 10.4 مليون أسرة تعيلها الأم فقط دون وجود أب في أمريكا.
وحسب الموقع الرسمي الحكومي لولاية نيوجرسي الأمريكية، فإن حوالي 3 ملايين امرأة في أمريكا يتعرضن لاعتداء جسدي من زوج أو صديق سنويا.
وقد أكدت دراسة قامت بها وزارة الدفاع الأمريكية أن 78 % من النساء في القوّات المسلّحة تعرضن للتحرش الجنسي من قبل الموظّفين العسكريّين، ما يبرز تعرض المرأة الغربية للاضطهاد والابتزاز والتحرش الجنسي بمعدلات هائلة.
وكانت جريدة “نيويورك تايمز” قد أشارت إلى أن حوالي 50 ألف امرأة وطفلة يتم تهريبهن إلى الولايات المتحدة سنوياً لاسترقاقهن وإجبارهن على ممارسة الدعارة.
ويدعي الغرب دائما التخلص من الأعمال المخزية والمهينة التي تحط من كرامة المرأة ويتحدثون دائما عن حقوقها، في حين أن استغلال أجساد النساء في صور الإباحية تجلب 12 مليار دولار سنويا في أمريكا، وفقا لـ “رويترز”.
وقد تم تسجيل أعلى نسب الاغتصاب في أوروبا، إذ ارتفعت النسبة على حدود 58 % مؤخرا، وهو ما يساهم في انتشار مرض السيدا وأمراض أخرى.
ومن أهم تمظهرات هذه الحضارة الغربية، التعليم الخصوصي المريح، وكذا ألبسة الموضة الأشد عريا وإثارة والمقتنيات من محلات تسوق علامات تجارية مشهورة، ناهيك عن ارتياد المطاعم واستهلاك الأكلات السريعة وتكمل البرامج الغناء والمواهب التفاهة البقية الباقية، فيما يصرفون الغالي والنفيس على التفاهات من سراويل ممزقة وملابس تفتقد للذوق السليم وتقليعات من قصات الشعر تشمئز لمراءها النفوس وتصيب بالغثيان.

قد يعجبك ايضا