ثمنت القرارات الوطنية للمجلس السياسي الأعلى للحد من قرار حكومة الارتزاق
مسيرة حاشدة في أمانة العاصمة تندد بالحصار ورفع سعر الدولار الجمركي
الثورة / سبأ
شهدت العاصمة صنعاء أمس مسيرة جماهيرية حاشدة بعنوان” الحصار ورفع سعر الدولار الجمركي إجرام أمريكي”.
ورفع المشاركون في المسيرة، اللافتات المنددة بالممارسات التعسفية لتحالف العدوان الأمريكي السعودي التي تستهدف تجويع الشعب اليمني من خلال استمرار الحصار ورفع سعر التعرفة الجمركية، وأعمال القرصنة البحرية على سفن المشتقات النفطية.
ورددوا الهتافات المطالبة بإيقاف العدوان ورفع الحصار وإلغاء قرار جمارك عدن برفع سعر الدولار الجمركي من 250 ريالاً إلى 500 ريال، لما له من تداعيات كارثية في تفاقم الأوضاع الإنسانية للشعب اليمني.
وحيوا المواقف الوطنية الرافضة لقرار رفع سعر التعرفة الجمركية سواء من قبل التجار أو الاتحادات أو النقابات .. مشيدين بمواقف المواطنين في المحافظات المحتلة المعبرة عن رفضهم لإجراءات رفع سعر التعرفة الجمركية.
وحيا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، صمود وثبات الشعب اليمني ومواقفه المناهضة للمؤامرات والسياسات العدوانية.
وأشار إلى أن أبناء الشعب اليمني يقفون اليوم لمساندة جبهة من أهم الجبهات وهي الجبهة الاقتصادية .. وقال” رباطنا في الجبهات العسكرية حقق من خلال الجيش واللجان الشعبية انتصارات تلو الانتصارات، ورباطنا في الجبهة الأمنية له أثره من خلال تعاون أبناء الشعب اليمني مع الأجهزة الأمنية بمدها بالمعلومات التي أسهمت في فضح التآمر على اليمن”.
وأَضاف” رابطنا في الجانب الاجتماعي وحققنا بفضل الله وبتعافي أبناء الشعب اليمني الكثير والكثير من المصالحات بين أبناء القبائل وتحقق العفو والسلم والتصالح في ما بينهم، لأن قبائل اليمن أصبحت اليوم أكثر حماساً لوأد الثأر”.
وتابع “رابطنا في الجبهة السياسية وتحقق ما تحقق من الاتفاقات المبرمة والموقعة من أجل السلام في اليمن وتم تقدّيم وثيقة الحل الشامل ورأى العالم بأسره أننا نملك رؤية للخروج من الحرب العدوانية التي حقق فيها الشعب اليمني انتصاره”.
وأكد محمد علي الحوثي، أن الشعب اليمني رابط في أكثر من جبهة وتحرك وثبت وصبر رغم ما يعانيه من ثلة لصوص ومرتزقة ومحتلين من أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا.
وأعرب عن الأسف لما وصلت إليه حالة تنقل المواد الغذائية .. وقال” ألف و370 كيلو متراً مربعاً لوصول المواد الغذائية إلى صنعاء، في حين المسافة بين الحديدة وصنعاء أكثر من 200 كيلو متر، لا لشيء إنما يريدون إضعاف عضد شعبنا والانتصار عليه”.
وأضاف” استخدموا التجويع والحصار سلاحاً وأرادوا أن نفاوضهم، رغم مخالفاتهم للقانون الدولي الذي لا يسمح لهم على الإطلاق بمحاصرة الشعب اليمني، ليثبتوا بذلك أنهم بحصارهم إنما يستهدفون الأطفال والشباب والنساء والرجال”.
كما أكد أن أبناء الشعب اليمني يعانون نتيجة العدوان والحصار، وفي ظل وجود بارجات أمريكية في المياه الدولية وبعض منها في المياه اليمنية، ويمنع العدوان من دخول سفن المشتقات النفطية والغذائية والدوائية وغيرها من سفن الحاويات على مدى سبع سنوات.
وحث عضو السياسي الأعلى، الجميع على التحرك في الجبهة الاقتصادية .. وقال” نقلوا وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وهناك بدأ توقف رواتب أبناء اليمن، بينما كنا نصرف رواتب جميع الموظفين حتى أنها كانت تنقل الطائرة المرتبات، فيتم تأخيرها في بيشه وجيبوتي، قبل أن تصل إلى عدن”.
ولفت إلى أن البنك المركزي اليمني، قبل نقل وظائفه إلى عدن، كان يصرف مرتبات الموظفين بالمناطق الجنوبية، وكان لديه رقابة لمتابعة الصرف .. مبيناً أنه تم تقديم كشف إلى المبعوث الأممي الأسبق إسماعيل ولد الشيخ باستلام موظفي المحافظات الجنوبية لرواتبهم.
وأشار إلى أن تحالف العدوان والمرتزقة، حرموا الموظفين من المرتبات وأوقفوا كل المنافذ التي كانت تصل إيراداتها إلى البنك المركزي اليمني وذهبوا بها إلى جيوب النافذين وليس إلى البنك المركزي في عدن ولا صنعاء ولا إلى أي محافظة من المحافظات التي تحت سيطرتهم.
وقال” إن البنوك في المحافظات التي تحت سيطرتهم نهبوها وكسرت بعض الخزائن في بعض البنوك، ما يؤكد إصرارهم على مضاعفة معاناة اليمنيين”.. مضيفاً “رغم أننا محاصرون، إلا أنهم يتهموننا بأنا وراء معاناة الشعب اليمني ونحاصره، فهم دائما في معركة المصطلحات، يقلّبون الحقائق بتحويلنا إلى محاصرين في حين يدرك العالم أن الشعب اليمني هو المحاصر”.
وتطرق محمد علي الحوثي إلى حديث الخارجية الأمريكية عن معاناة الشعب اليمني من خلال تحميل المجلس السياسي والحكومة أنهم وراء تلك المعاناة، وطالبوا بصرف المرتبات مع أن الحقيقة واضحة وجلية .. وقال “عندما توفرت المبالغ في الحساب لصرف نصف راتب، تم الصرف، وحينها منع العدوان دخول المشتقات النفطية وتحدث المبعوث الأممي غريفث في مجلس الأمن أن سبب عدم دخول المشتقات النفطية، هو صرف الرواتب من الحساب الذي اعتمدته الجمهورية اليمنية”.
وأشار إلى أنه كان المفترض دعم الأمم المتحدة للحساب لصرف المرتبات كاملة .. وأضاف ” كانوا يقولون أن ما يأتي عبر ميناء الحديدة يكفي لصرف الرواتب وجمعت إيرادات كافة السفن التي دخلت من الحديدة لعدة أشهر، بالكاد غطت نصف راتب، بينما كانوا يدّعون أن كل شهر نستطيع تغطية الرواتب من جمارك ميناء الحديدة، ولم يحصل ذلك ودخل بعدها اليمن في معاناة كبيرة بسبب إيقاف دخول المشتقات النفطية وتضاعفت الأسعار”.
وأفاد عضو السياسي الأعلى أن مجموعة ممن سمح لهم العدو بتهريب المشتقات النفطية إلى صنعاء والمناطق المحاصرة، استغلوا ذلك لبيعها في السوق السوداء لصالحهم وليس لصالح الجهات المختصة في الدولة .. مطالباً موانئ عدن بإظهار الكشف الذي كانت ترد إليه المشتقات النفطية في عدن أو حضرموت ليعلم الشعب اليمني من تلاعب ويتلاعب بقوته.
وتابع” قلنا في أكثر من مناسبة لسنا بحاجة إلى أي مساعدات من دول العدوان، أعيدوا جميع الإيرادات التي كانت ترد إلى البنك المركزي اليمني ونحن حاضرون لصرف الرواتب لمن في الداخل، ولدى المرتزقة “.
وجدد التأكيد أن العدو يعمل باستمرار طوال هذه الفترة على ضرب الريال اليمني أمام الدولار .. وقال ” نحن من ثبّت سعر الدولار بـ250 ريالاً وهذا السعر ثابت في البنك المركزي اليمني، وسارٍ مفعوله رغم العدوان والحصار والقتل”.
وأضاف “مرتزقة العدوان وصل لديهم اليوم سعر الدولار إلى الألف ومع ذلك ذهبوا لرفع سعر الدولار الجمركي رسمياً إلى 500 ريال، ولولا الإجراءات التي تتخذها صنعاء لمواجهة أباطيلهم لرفعوا سعر الدولار إلى خمسين ألف ريال”.
وأشار محمد علي الحوثي إلى أن الهدف من رفع الأسعار زعزعة الجبهة الداخلية وإثارة الشعب اليمني ومحاصرته في معيشته .. وأردف ” لكن شعبنا واعٍ يعلم أننا طوال سبع سنوات نحافظ على أمنه واستقراره واقتصاده وكل ما بوسعنا رغم المؤامرات وكلما تمكنا من جمع أموال، يصدر رئيس المجلس السياسي توجيه بصرف نصف راتب”.
ودعا من يستمر في زعزعة الداخل إلى الحديث عن تحالف العدوان والمرتزقة، بشأن الرواتب واستنكار رفع سعر الدولار في التعرفة الجمركية، كونهم يعانون مع أبناء الشعب اليمني .. وقال” نريد أن يكون لكم صوت واضح، بما فيهم من وقف ضد الفساد في السابق لابد أن يتحركوا ضد العدو”.
وأشار عضو السياسي الأعلى الحوثي إلى أنه خلال لقائه نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير المالية وشؤون الخدمات والتنمية ووزير الصناعة وغيرها من المصالح والقطاع الخاص، تم الإعلان بالحرف الواحد عن تعليق 49 بالمائة على كل حاوية بضائع تدخل ميناء الحديدة وسعر الدولار جمركياً 250 ريالاً .. مؤكداً أن جمرك عفار والجمارك التي بالمناطق المحتلة ستلغى تماماً في حال دخلت السفن عبر ميناء الحديدة.
ومضى” هناك امتيازات أخرى سيتم منحها للسفن التي تدخل ميناء الحديدة الذي يستورد ثلثين وأكثر من احتياجات الشعب اليمني”.. مؤكداً أن الشعب اليمني يعرف أن من يقتله ويحاصره ويدعم المرتزقة هي أمريكا ومن خلفها أدواتها السعودية والإمارات.
وقال” نقول للأمريكيين شعاراتكم زائفة، وشعبنا لن تنطلي عليه تلك الشعارات، لأنه يدرك أن عليه التحرك بثبات ورسوخ وعزيمة في وجه العدوان والحصار الاقتصادي”.
وحمل عضو السياسي الأعلى أمريكا والأمم المتحدة ومجلس الأمن وبريطانيا والدول التي تحالفت على اليمن، عن أي فساد يحصل في بضائع التجار الذين رفضوا دخول بضائعهم بالتعرفة الجمركية الجديدة.
واختتم كلمته بالقول” أبناء اليمن في الشمال والجنوب يعانون ونحن إلى جانب شعبنا ضد التصرفات الهمجية الأمريكية الإسرائيلية السعودية الإماراتية في شؤون البلاد ومحاصرتها”.
وحمَّل بيان صادر عن المسيرة، أمريكا مسؤولية ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار .. معتبراً رفع سعر التعرفة الجمركية قراراً أمريكياً.
وأشار البيان ، إلى أن سياسة التجويع والحصار والتضييق على الشعب اليمني من خلال أشكال عديدة للحرب الاقتصادية بما فيها قرار رفع سعر التعرفة الجمركية، لن تزيد الشعب اليمني إلا إصراراً وصموداً في مواجهة قوى العدوان.
واعتبر أعمال القرصنة البحرية، جريمة حرب مدانة .. مؤكداً أن فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة والحصول على الغذاء والدواء، حقوق مقدسة لا تقبل المساومة.
وأدان البيان الصمت الأممي إزاء إمعان تحالف العدوان الأمريكي السعودي في استخدام الحصار ورقة حرب.
وثمن البيان القرارات الوطنية التي اتخذها المجلس السياسي الأعلى للحد من قرار زيادة سعر رفع التعرفة الجمركية .. داعياً كافة التجار إلى إدخال بضائعهم عبر ميناء الحديدة، وتتحمل أمريكا مسؤولية أي اعتراض أي سفينة تجارية.
وأكد البيان أن الإمعان في التجويع والحصار، يجعل أبناء اليمن أكثر تصميماً على تحرير اليمن من دنس أمريكا وأدواتها .. مشيداً بتضحيات الجيش واللجان الشعبية في ساحات المواجهة لقوى العدوان.
كما أكد البيان استمرار الشعب اليمني في التصدي لقوى العدوان .. مطالباً القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير بتكثيف الضربات الموجعة في عمق قوى العدوان وتثبيت قاعدة السن بالسن والجروح قصاص.
تخلل المسيرة قصيدة للشاعر بسام شانع.