في حين تنشغل الصحافة اليمنية بالمعارك الموزعة في أرجاء اليمن والحراك البائس في أروقة السياسة ينشغل حيز من الصحافة العالمية بتجربة شباب يمنيين يخوضون غمار المنافسة في أكبر مسابقة عالمية للسينما وصناعة الأفلام عن فيلم وثائقي أعدوه بجهود شخصية محضة..
فيلم (ليس للكرامة جدران) الفيلم الوثائقي الذي حاز على أربع جوائز من قبل ويدخل الآن في التنافس على جائزة الأوسكار مدته خمسة وأربعون دقيقة يستعرض أعمال العنف في 18 مارس 2011م التي شهدتها ساحة جامعة صنعاء “ساحة التغيير” والمعروفة بـ”جمعة الكرامة” وراح ضحيتها العشرات من الشباب والشابات المحتجين. الذين خرجوا يحلمون بالخبز والحرية وأرصفة أفق تتسع لأقدامهم المجنحة والحالمة.
الفيلم الذي أخرجته سارة إسحاق و عبدالرحمن حسين وأنتجه أمين الغابري وشركة نقطة ساخنة اختارته أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة المعروفة بالاسم الشائع “مسابقة جائزة أوسكار” ضمن قائمة الترشيحات لدورتها الـ86 شملت ولأول مرة فيلما يمنيا.
وتأتي أهمية الحدث في كون صناعة السينما في اليمن ما زالت في بدايتها بل تكاد تكون معدومة عوضا عن أنه من النادر جدا أن تدخل الأفلام العربية في المنافسة على جائزة عالمية مثل أوسكار حتى في تلك البلدان التي تعرف بازدهار صناعة السينما فيه مثل مصر الأمر الذي يجعل حدث دخول (ليس للكرامة جدران) في التنافس على أوسكار حدثا مهما في تاريخ السينما اليمنية والعربية أيضا…
وخبر مثل هذا يستقبله طاقم الفيلم بحماس شديد ودهشة وعدم تصديق يقول أمين الغابري (نشعر أنا ورفيقاي سارة وعبدالرحمن بفرحة غامرة ورهبة كون هذه الجائزة من أكبر الجوائز في العالم وكونها ستشكل إضافة كبيرة جدا للإنجازات التي حققها الفلم حيث وقد فاز إلى حد الآن ب 4 جوائز عالميه وأيضا فخر لليمن بحصوله على هذه الجائزة السينمائية الكبيرة)
وفي تصريح خاص لـ”الثورة” يقول أمين الغابري منتج الفيلم (عندما أنتجنا الفيلم كنا نؤمن بقوة الرسالة التي يحملها الفيلم وهي نقل الحقائق والمعاناة التي واجهها الناس في ذلك اليوم وتسجيل مقطع هام من تاريخ اليمن وكان طموحنا عاليا لإيصال هذه الرسالة إلى العالم ليروا حقيقة ما جرى ولا زلت أتذكر صديقي عبدالرحمن عندما كان يقول لنا ممازحا تخيلوا السنة الثانية نروح ع الاوسكار¿ فضحكنا وقلنا في نفس الوقت إن شاء الله ليش لا¿! )
وأمين الغابري منتج ومخرج تصويري وهو نجل الفنان الفوتوغرافي المعروف (عبدالرحمن الغابري) يرى أن (الأهم من الجوائز هو إيصال رسالة الفيلم) ويرى أن (الذي جعل الفلم مميزا هو قوة الرسالة التي يحملها والقصص التي يرويها يكفي إني في كل عرض له أشاهد الجمهور يبكي من شدة تأثره بالفيلم).
Prev Post