رابطة علماء اليمن تدعو في ندوة "منع الحج صد عن المسجد الحرام وخدمة لأعداء الإسلام" إلى التنديد الواسع بالجريمة السعودية
غضب يمني متصاعد جراء منع النظام السعودي أداء فريضة الحج تحت مبررات واهية
العلماء: غض الطرف عن قرار النظام السعودي منع الحج ساهم في تماديه في ممارسة الانتهاكات بحق شعائر الله
مفتي الديار اليمنية : التعذر بكورونا ليس منطقياً في ظل فتح النظام السعودي لأماكن الملاهي والترفيه وحفلات الغناء
على علماء الأمة الصدع بقول الحق والقيام بمسؤولياتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
نائب وزير الأوقاف: النظام السعودي غير مؤتمن على الحرمين الشريفين ومقدسات الأمة
البيان يحذِّر من خطورة الصمت أمام سياسات الترويض واستهداف هوية الأمة وثوابتها وإغراقها في الأهواء واللهو والترفيه
الثورة /
يتعالى الغضب في أوساط الشارع اليمني مثل بقية البلدان الإسلامية إزاء منع النظام السعودي المسلمين من أداء فريضة الحج للعام الثاني على التوالي، متحججا بمزاعم مواجهة الجائحة، فيما دعت السلطات الحاكمة في الرياض إلى إقامة حفلات الترفيه للحشود الهائلة من الناس في مختلف مناطق المملكة دون أية قيود أو إجراءات احترازية
وعُقدت بالجامع الكبير بصنعاء أمس، ندوة بعنوان “منع الحج صد عن المسجد الحرام وخدمة لأعداء الإسلام”، نظمتها رابطة علماء اليمن ووزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة تزامناً مع أيام الحج وتنديداً بمنع النظام السعودي المسلمين من الحج.
وفي الندوة التي حضرها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل، تحدث مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين عن الحج وصد آل سعود ومنعهم عموم المسلمين من الدخول للمشاعر المقدسة لأداء هذه الفريضة.
وأشار إلى أهمية اضطلاع العلماء بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في تنوير الناس وتبصيرهم وتبيين الحقائق وتوضيح اللبس في كل أمور الحياة، خاصة في مثل هذه المواقف المهمة .. لافتاً إلى أن كتمان الموقف إزاء ذلك خيانة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال” مسؤولية العلماء في اتخاذ موقف واضح إزاء صد آل سعود للمسلمين من أداء هذه الفريضة واجبة، من خلال الحديث عنها عبر المنابر والجُمع والمناسبات والأعياد في اليمن والشعوب العربية والإسلامية، ورفع الصوت ضد هذا المنكر وإخلاء المسؤولية أمام الله”.
وتطرق إلى أن الله تعالى شرع فروض الصلاة والصيام والحج، لتعزيز وحدة الأمة في صلاة الجماعة وتوحيد فريضة الصوم، وأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، باجتماع المسلمين على أداء المناسك في صعيد واحد، كمظهر من مظاهر الوحدة الإسلامية.
وعبًّر العلامة شرف الدين عن الأسف إزاء ما يمارسه علماء آل سعود من تحريض على قتال اليمنيين والسوريين في خطبهم ومنابرهم، وعدم تحريضهم ضد الكيان الصهيوني الذي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني والمغتصب للأراضي العربية.
ودعا إلى تحرك العلماء وأحرار وشعوب الأمة ضد منع النظام السعودي وصده للمسلمين عن أداء فريضة الحج واكتفائه السماح بأداء مناسك الحج للمقيمين على أراضي المملكة .. وأضاف” إن حجة النظام السعودي في منع المسلمين من أداء فريضة الحج والتبرير إزاء ذلك بكورونا ليس منطقياً، لماذا يهدد كورونا ضيوف الرحمن والطائفين في بيت الله الحرام، ولا يهدد أماكن الملاهي والترفيه وحفلات الغناء؟”.
وطالب مفتي الديار اليمنية علماء المسلمين والأمة، بالصدع بكلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتنديد بمنع النظام السعودي من أداء فريضة الحج .. مؤكداً أن آل سعود يريدون من وراء ذلك، تفريغ هذه الفريضة من مضمونها الحقيقي.
من جانبه أشار نائب وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة العلامة فؤاد محمد ناجي إلى أبعاد منع النظام السعودي المسلمين من أداء فريضة الحج للحيلولة دون الوحدة الإسلامية وإعلان البراءة من أعداء الله وانعقاد المؤتمر الإسلامي على صعيد عرفات.
وأوضح أن النظام السعودي تدرَّج في منع الحج على مراحل حتى وصل إلى هذه الخطوة من خلال اعتماد نسبة واحد بالمائة وفرض مبالغ باهظة وتسييس فريضة الحج وإفراغها من مضمونها وهدم الآثار الإسلامية وإشغال الأمة بفتن داخلية وإبرام صفقة القرن ويأسه من حسم معركة اليمن وتضييق الحرمين الشريفين وارتكاب جرائم بحق الحجيج والتطبيع مع الصهاينة.
وأكد العلامة ناجي أن النظام السعودي غير مؤتمن على الحرمين الشريفين ومقدسات الأمة .. محملاً الأمة وعلماءها وأحرارها مسؤولية مناهضة قرار نظام آل سعود منع المسلمين من أداء هذه الفريضة واتخاذ خطوات لرفع وصايته وولايته عن الحرمين الشريفين.
وأفاد بأن من أبعاد الحج، سعي النظام السعودي لتشجيع الانحلال والتعري والتفسخ لأبناء شعب نجد والحجاز من خلال فتح الملاهي والمراقص وإقامة حفلات الترفيه، فضلاً عن بدء هذا النظام مرحلة جديدة من التدين المحرف والمزيف.
ونبه نائب وزير الإرشاد من خطورة بقاء النظام السعودي على إدارة المقدسات الإسلامية .. وقال” لا يُستبعد أن يتآمر هذا النظام ويستغل انقطاع الحج بإجراء تعديلات وتغييرات جوهرية على بعض الأماكن المقدسة والآثار الإسلامية واستهداف الكعبة والبيت الحرام”.
ودعا إلى صحوة إسلامية للتنديد بقرار النظام السعودي منع أداء المسلمين لفريضة الحج وجعلها عبادة شكلية وطقوساً جوفاء، سلبت من مضمونها ورسالتها وأهدافها وغاياتها.
وقّدمت خلال الندوة التي حضرها رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان ووكيل وزارة الإرشاد الشيخ صالح الخولاني والوكيل المساعد لقطاع الحج إسماعيل ضيف الله، ورقتا عمل من عضوي رابطة علماء اليمن طه الحاضري ورضوان المحيا، بعنوان “مواقف الدول الإسلامية من منع الحج بحجة كورونا، وتغيير آل سعود لمعالم الحرمين الشريفين وتغييب مقاصد الحج.
وتناول الحاضري والمحيا أعمال التوسعة العشوائية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وهدم قبور الصحابة وآل البيت وعلماء الأمة في البقيع وطمس هوية مكة الدينية وفرض المذهب التكفيري والتمهيد والتبرير للتطبيع مع الكيان الصهيوني من منبر الحرم.
واستنكرا مواقف الدول الإسلامية الصامتة إزاء منع آل سعود المسلمين من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، واستعرضا المنافع التي تشهدها الأمة في فريضة الحج سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ودينياً.
وأكد بيان صادر عن الندوة تلاه وكيل قطاع الحج والعمرة بوزارة الإرشاد عبدالرحمن النعمي، الرفض القاطع لقرار منع النظام السعودي للوافدين من أداء فريضة والذي يخدم هذا القرار الأجندة الأمريكية والصهيونية ويتماهى مع مشاريع وأهداف دول الاستكبار العالمي.
واستهجن البيان، صمت الدول الإسلامية والهيئات والمؤسسات العلمائية وغضها الطرف عن قرار آل سعود بمنع الحج عن أبناء الأمة الإسلامية وعدم اتخاذ أي موقف تجاه ذلك.
وأشار إلى أن ممارسات النظام السعودي وجرائمه ومسارعته المفضوحة في تولي اليهود والنصارى كفيلة بالخروج عليه وإسقاط ولايته ووصايته على الحرمين الشريفين .. داعياً إلى إدانة جرائم النظام السعودي بحق ضيوف الرحمن منذ مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين مروراً باستهداف الحجاج في عرفة ومنى والحرم المكي وغيرها.
وناشد البيان علماء الأمة الاضطلاع بواجبهم ومسؤولياتهم الملقاة على عاتقهم تجاه المقدسات الإسلامية وتوعية الأمة بواجبها ضد المشاريع الهدامة والمخططات الأجنبية والأطماع الصهيونية.
كما نبهت رابطة علماء اليمن ووزارة الإرشاد من خطورة الصمت إزاء سياسات الترويض التي تستهدف هوية الأمة وثوابتها ومعالم دينها وإغراقها في الأهواء واللهو والترفيه.