تعتبر المرأة اليمنية أولى شرائح المجتمع التي تضررت بشكل رئيسي من العدوان على مدى سبع سنوات فكانت ضحية القصف المباشر وضحية التأثيرات التي طالتها بسبب العدوان والحصار والتي تأثر نتيجتها ما يزيد عن 82 %من اليمنيين وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة تتصدرها المرأة وفي حين أن أغلب نساء العالم ينعمن بحقوقهن وفقاً للقوانين والاتفاقيات الدولية غابت تلك الاتفاقيات عن المرأة اليمنية في ظل العدوان والحصار الذي لا زال يسلب اليمنيين حقوقهم صغارا وكبارا.
الاسرة – خاص
وضع مأساوي
رئيسة منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل سمية الطائفي قالت: للمرأة اليمنية دور أساسي في دعم الاستقرار رغم الظروف الراهنة للبلاد.
وتمتد معاناة المرأة في اليمن خلال 2300 يوم من العدوان والحصار وقد وتجاوزت الضحايا من النساء ستة آلاف امرأة بين شهيدة وجريحة.
وأشارت إلى الوضع “المأساوي” للمرأة في اليمن .. مبينة أن 8 آلاف امرأة تموت سنوياً وفق إحصائيات “الصحة” بصنعاء فيما تفتقد 75 % من النساء للرعاية الصحية بسبب الحصار.
وأشادت بدور المرأة في دعم الاستقرار الصحي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي في اليمن.. لافتة إلى مشاركة المرأة على الصعيد السياسي ومراكز صناعة القرار وتبوئها مواقع وزارية ورئاسة لجان وعضوية في مجلس الشورى وغيره.
ولفتت الطائفي إلى إنشاء المرأة اليمنية جمعيات ومؤسسات أهلية ومنظمات حقوقية بالرغم مما تتعرض له البلاد من انتهاكات من قبل تحالف العدوان.
وقالت فاطمة محمد عضو مجلس الشورى في تصريح لها “كل الجرائم والانتهاكات التي تعاني منها المرأة اليمنية هي بسبب العدوان على اليمن، سواء بالقتل العمد المباشر للمدنيين، أو بالحصار الشامل وسياسة التجويع والتهجير القسري الذي طال ملايين اليمنيين ، وبكل أسف العالم لا يدرك حجم المأساة نتيجة التهجير من محافظة إلى أخرى .
تواطؤ مع العدوان
تقرير لمنظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل يستنكر صمت الأمم المتحدة إزاء الوضع الإنساني المتردي في اليمن بفعل الغارات الوحشية على المدنيين وخاصة الأطفال والحصار المفروض عليهم من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي وأن الأمم المتحدة تقف موقف المتفرج على الانتهاكات المرتكبة بحق الطفولة على مدى سبع سنوات، وغضها الطرف عن كل ما يرتكبه التحالف من مجازر بشعة راح ضحيتها الآلاف من الأطفال وأن الأمم المتحدة لم تصدر قرارا واحدا لفك الحصار المفروض على اليمن برا وبحرا وجوا، والذي نتجت عنه آثار كارثية في كافة القطاعات سواء الاقتصادية أو الصحية وغيرها.
قتل الأطفال
كما ناقش التقرير موقف الأمم المتحدة المخزي الذي تعرت فيه من الإنسانية حين قامت بشطب تحالف العدوان ولأكثر من مرة من اللائحة السوداء لقتلة الأطفال، متعللة تارة بأنها تعرضت لضغوط من الدول الكبرى بقطع الدعم عنها، وتارة أخرى بأن تحالف العدوان عمل على خفض عدد القتلى من الأطفال، وكلها أعذار واهية، مؤكداً أن الأمم المتحدة لا تراعي إلا مصالحها ومصالح الدول الكبرى.
وتطرق إلى ردود الأفعال المناهضة لما تقوم به الأمم المتحدة من قبل بعض المنظمات الدولية كمنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش.
ووثق التقرير الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان بحق المدنيين وخاصة الأطفال، مبيناً أن العدوان تسبب في مقتل ثلاثة آلاف و٨١٦ طفلاً، وجرح أربعة آلاف و١٤٩ آخرين حتى نهاية يونيو ٢٠٢١م.
وأشار إلى الآثار الكارثية جراء استهداف العدوان القطاع الصحي وفرضه حصارا على سفن المشتقات النفطية والغذاء والدواء، مبيناً أن الحصار تسبب في تهديد أكثر من ١٥٠٠ مستشفى ومركز صحي و٤٠٠ بنك دم ومختبر بالتوقف وأن حياة الآلاف مهددة بالموت، وأن ٢٠٠ طفل مولود يوميا مهددون أيضاً بالموت بسبب إغلاق الحضانات نتيجة شح الوقود، كما أنه يموت ١٠٠ ألف طفل من حديثي الولادة بمعدل ٦ أطفال كل ساعتين بسبب الحصار، ويولد سنويا حوالي مليون طفل ولا يوجد سوى ٢٠٠ حضانة.
وحسب التقرير يوجد أكثر من خمسة آلاف و٢٠٠ مريض بالفشل الكلوي بينهم أطفال حياتهم مهددة بالموت بسبب النقص الحاد في المشتقات النفطية، وقرابة ٢٠٠ ألف مريض بالسكري بينهم أطفال يحتاجون إلى الأنسولين الذي يحتاج للتبريد المناسب في ظل مؤشرات حادة بقرب توقف أجهزة تبريدها.
وذكر أن إغلاق مطار صنعاء أدى إلى خسائر بلغت ١٥٠ مليون دولار، وتسبب الإغلاق في وفاة أكثر من ٨٠ ألف مريض بينهم أطفال كانوا بحاجة ماسة لتلقي العلاج في الخارج، ولا يزال أكثر من ٤٥٠ ألف مريض بحاجة للسفر للخارج منهم أكثر من ٦٥ حالة مرضية بالسرطان وأكثر من ١٢ ألف مريض بالفشل الكلوي وبحاجة إلى عمليات زراعة الكلى بصورة عاجلة، كما أن انعدام الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية تهدد حياة أكثر من مليون مريض.
وأفاد التقرير بوجود أكثر من ثلاثة آلاف حالة تشوه خلقي، وأكثر من ثلاثة آلاف مريض يعانون من تشوهات قلبية بينهم أطفال بحاجة إلى العلاج في الخارج.
وقد أدى حصار العدوان إلى انتشار الأوبئة وأمراض سوء التغذية بين الأطفال، مبيناً أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين طفل يعانون من سوء التغذية، وأكثر من ٤٠٠ ألف طفل مصاب بسوء التغذية الوخيم، كما أن عدد الأطفال دون سن الخامسة المصابين بسوء التغذية بلغ قرابة مليوني طفل بينهم ٤٠٠ طفل بحالة حرجة و١٢ ألف طفل توفوا.
أمراض مختلفة
وأشار التقرير إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية و٥٠٠ يعانون من فشل كبد بائي، وأكثر من ثلاثة آلاف طفل بحاجة لعملية قلب مفتوح لاستبدال صمامات في ظل الحصار الذي يمنع دخول صمام واحد إلى اليمن.
كما تسبب العدوان في انتشار أمراض كالكوليرا والاسهالات والدفتيريا وحمى الضنك والحصبة والملاريا والأمراض التنفسية المختلفة والسرطان وغيرها من الأمراض التي زادت حدتها نتيجة ممارسات دول تحالف العدوان واستخدامها الأسلحة والقنابل المحرمة دولياً وغيرها من الوسائل التي ساهمت في انتشار الأمراض.
وتحدث التقرير عن بعض فضائح الأمم المتحدة وتقديمها مساعدات من الأدوية والأغذية منتهية الصلاحية، ورفضها سفر بعض الأطفال الذين كانوا بحاجة ماسة لتلقي العلاج في الخارج على متن طائرتها الخاصة.
ورصد التقرير أبرز الجرائم بحق الطفولة في اليمن والتي راح ضحيتها الآلاف كجريمة حافلة ضحيان، ومدرسة الفلاح، ومدرسة الراعي، وعرس بني قيس، وجمعة بن فاضل وعرس سنبان.
وأوضحت سمية الطائفي أن إطلاق التقرير يأتي لتعرية موقف الأمم المتحدة أمام ما ارتكبه تحالف العدوان من جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب اليمني ووقوفها إلى جانب المجرم وتجريم الضحية وآخرها قرار تصنيف الشعب اليمن ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال.
وأشارت إلى أن التقرير وثّق نماذج من جرائم العدوان بحق الأطفال والمعاناة الإنسانية جراء ممارساته الإجرامية بحق الشعب اليمني وتدميره البنية التحتية ومقدرات البلاد وإغلاق المطارات والموانئ.
ودعت الطائفي المجتمع الدولي والأمم المتحدة للاضطلاع بالمسؤولية وتجريم المجرم وإيقاف العدوان ورفع الحصار والضغط على دول العدوان للسماح بدخول سفن المشتقات النفطية وعدم التعرض لها مستقبلاً.