استعداد المرأة اليمنية للعيد.. صمود يتجاوز كل المنغصات

 

الدور الأكبر يقع على عاتق المرأة في تجهير متطلبات العيد
فرحة العيد لا بد منها رغم ارتفاع أسعار المتطلبات العيدية
روتين العيد لدينا لم توقفه صواريخ العدوان

أيام قلائل ويهل علينا عيد الأضحى المبارك الذي تستعد له الأسرة اليمنية وخاصة المرأة التي تعتبر أول المعنيّين بالعيد وتفاصيله، إذ إنّها تتولّى الجزء الأكبر من الاستعدادات والمهام المنزلية والشرائية اللازمة لاستقبال العيد. وبسبب الأزمة الاقتصادية التي فرضها علينا الحصار الجائر على بلادنا ، ومحدودية دخل الأسر في هذه الأيام ، تتحوّل الحاجيات العيدية إلى همٍّ شاغل يؤرق المرأة، والأم على وجه التحديد.
وهكذا تراقب المرأة اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث تبدأ المرأة بإجراء الإحصاء للمتطلّبات المنزلية العيدية، ومن ثمّ تنهمك بمتابعتها وتولّي التجهيزات المنزلية، لتصل ذروة الانشغال في الأيّام الأخيرة التي تسبق المناسبة.

الاسرة / خاص

أم عمار توضح لنا أن اقتراب العيد يعني المرأة أساساً، باعتبارها مسؤولة عن التجهيزات والترتيبات الأسرية، وهو بذلك يتحوّل إلى موسم عمل وإجهاد، قبل أن يكون فرحة”. وتضيف “في فترة ما قبل العيد نتخلّى عن الاهتمامات والأولويات اليومية المعتادة، لننشغل بالتجهيز للعيد، من متابعة احتياجات الأطفال، وتجهيز وتفقّد مظاهر المنزل، وحتّى التحضير للأكلات العيدية وتحديداً كعك العيد”.
من جهتها، ترى أمة الرحمن أن “روتين العيد لم توقفه صواريخ الحرب، وتقول: ربّما لأن منزلنا لا زال قائماً وأسرتي لا زالت تعيش بخير وسلام فقد صنعنا كعك العيد ً. وسلامة أسرتي هو عيدي وتواجدهم معي هو عيدي الحقيقي.
المظاهر الاجتماعية
ويمثّل التنافس النسوي أحد أبرز المظاهر الاجتماعية التي تتحكّم باستعدادات العيد، إذ تراقب المرأة استعداد الأسر المجاورة أو محيط الأقارب للعيد، وتحاول مجاراتها وأحياناً التميّز عنها، بالاستعدادات والتجهيزات المنزلية المختلفة، التي تجعل المنزل ومظهره وحتّى الأطفال فيه يعكسون تميّز المرأة، سواءً كانت أمّاً أو مجموع النساء والفتيات المعنيّات بتلك الأسرة.
تراقب المرأة استعداد الأسر المجاورة أو محيط الأقارب للعيد، وتحاول مجاراتها وأحياناً التميّز عنها
إلّا أن التنافس ومراقبة الأسر الأخرى يتحوّل إلى حالة سلبية، بسبب تفاوت دخل الأسر، باعتباره العامل المحوري في قدرة ربّ كلّ أسرة على توفير الاحتياجات. في هذا السياق
تقول سلمى القاضي ، أنا لا اهتمّ بالتجهيزات الشخصية لي ولأطفالي، وأتجنب إظهار ذلك أمام الجيران، لما له من آثار نفسية على الأسر التي لا تستطيع توفير المتطلّبات العيدية.
وترجع فوزيه ربة منزل/ اهتمام المرأة بتجهيزات المنزل، أكثر من الزوج في كثير من الحالات، إلى كونها هي من ستستقبل الزوّار من أهاليها وأقاربها، وتحاول إظهار أكبر كمّ من مظاهر العيد، أمام الزوّار الذين يكونون، في الغالب، من الإخوة والأخوال والأعمام والأنساب، وما إلى ذلك من روابط أسرية.
عسب العيد
يُعتبر” عسب العيد”، كما يُعرف في مناطق صنعاء ومحيطها، و”العوّادة” في مناطق أخرى، من أبرز العادات الاجتماعية المرتبطة بالعيد، وهو عبارة عن مبلغ من المال يقدمه الرجال للنساء حسب قدراتهم المالية وتوفّر المرأة، عن طريق “العسب”، أو مجموع ما تتسلّمه من أقاربها ومن ذوي الصلات الأسرية المختلفة، مبلغاً لا بأس به، يعين الزوج، أحياناً، في جانب المتطلّبات ومستلزمات الزيارة، فيما تقوم النساء، أحياناً أخرى، بتوفيره لشراء مقتنيات منزلية أو خاصّة، بعد كلّ عيد، غير أن “العسب” يرتبط أكثر، في بعض المناطق، بمناسبة “عيد الفطر”، في حين يُعدّ الأمر محدوداً بمناطق معينة بمناسبة عيد الأضحى.

 

قد يعجبك ايضا