اللي اختشوا ماتوا

علي محمد الأشموري

 

 

ونحن على أعتاب قرن «الشيطان» كما قال صلى الله عليه وسلم نتذكر جريمة «مجزرة وادي تنومة» والدور السعودي المنتقم والبريطاني القذر الذي دعم النظام الوهابي وآل سعود «كشوكه» في المنطقة مستأسداً على حجاج بيت الله الحرام اليمنيين الذين وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل الحكمة والأرق قلوباً وألين أفئدة، كانت المشاعر الجياشة لأداء فريضة الحج تهفو إلى بيت الله الحرام فاستقبلهم نظام آل سعود في وادي تنومة بوحشية إجرامية فقتل النساء والشيوخ وأصبحت جريمة تنومة نقطة سوداء في جبين حكام نجد والحجاز الذين عاثوا في الأرض فساداً، سفكوا الدماء وراح ضحية ذلك الإجرام القذر والدور المناط من قبل بريطانيا المشبوه 3003 حجاج من أصل 3500 حاج.
في البداية أنكر آل سعود أن لهم صلة بتلك الجريمة البشعة، ومن ثم جاء الاعتراف بعد أن ضغط الإمام على ضرورة معرفة الجناة، فتعذروا -آل سعود- أنهم جاءوا للقتال وسفكت الدماء بصورة وحشية، وكانت أكبر الأزمات السياسية اليمنية – السعودية فقد استباح النظام الوهابي الحجاج والتجار اليمنيين وأخذوا من القتلى الغنائم المتمثلة في فلوسهم وتجارتهم وماطلت نجد والحجاز في تلك الجريمة التي لم يسبق لها مثيل ضد عزل يلبون نداء الله، فكانت دماؤهم مباحة تحت ذرائع واهية وزيف ودجل وخبث بريطاني – سعودي باعتبار أن الإمام كان عازماً على تطهير الجنوب من الاحتلال البريطاني، فنقلوا المعركة عبر «عبدالعزيز» إلى اليمن بمجموعة همجية تشربت على القتل والفيد في الشهر الحرام، وبالمماطلة والتسويف لآل سعود التي نجحت في أول اختبار بالنسبة لبريطانيا التي زرعت آل سعود والكيان الصهيوني في فلسطين فهما شوكتان في حلق الأنظمة العربية – الإسلامية، وكانت أمريكا تنظر بعين المصالح الاقتصادية لإيجاد قدم لها في المنطقة الغنية وزرعت القاعدة «الإسلام الدامي» الذي تريده واختها داعش فسادت الفوضى في المنطقة، ورغم الوعود في التحقيق في الجريمة اكتفى آل سعود -بعد حروب الإدريسي ودخول الحديدة – بتسوية المسألة بانسحابه مقابل نجران وجيزان، أي بإبقاء نجران وجيزان اليمنيتين تحت الوصاية السعودية، وبدأت تقحم نفسها في المشاكل الداخلية لدول الجوار، ومنها اليمن نتيجة الضعف العسكري والإخفاقات في تلك الحقبة وما تلاها، وكانوا يدسون أنوفهم في كل شيء داخل اليمن وفي سياستها التسليحية والتعليمية والاقتصادية طوال قرن ويزيد بعام واحد وأصبحت جريمة المجزرة مسكوتاً عنها طوال العقود الثلاثة الماضية.. ومنذ 2015م بدأ الحديث بصوت عال عن المذبحة والقرصنة السعودية ومن ورائها البريطانية – الأمريكية والتدخل الأمريكي السافر في اليمن حتى أن الأمر وصل للسفراء أن يتنقلوا في المحافظات وبين القبائل كحكام وهو ما يخالف العرف الدبلوماسي ويتعارض مع قوانين السيادة، فكانت الرياض تعين من تشاء وتقصي من تشاء من الرؤساء بالقتل، وما حدث للشهيد إبراهيم الحمدي خير دليل لأن نظام آل سعود شعر بخطورة افلات مشروعه منهم، وبدأت الحرب على اليمن منذ 2015م بتمويل سعودي – إماراتي – قطري تحت يافطة إعادة الشرعية فكان وبالاً عليهم وأنفقت مئات المليارات لشراء الأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية وشراء عالم العصابات وحدثت المجازر والحصار البري والبحري والجوي والأمم المتحدة وأمريكا تفتك في الشعب اليمني رجالاً ونساءً وأطفالاً وبنى تحتية بحقد البعير وأصبحت الحرب الإلكترونية حتى اللحظة تكوي عقول الشباب في اليمن وسوريا وفلسطين لأنهم خرجوا عن طوع الأمريكان بعد ثورة 21 سبتمبر ومازال الحصار والقتل والتدمير والسرقة للتاريخ والجغرافيا سارياً، وما حدث في محافظة البيضاء المحررة لخير دليل في الزاهر وفي ذي ناعم المحررتين من القاعدة وداعش والإخوان المسلمين المشتتين في تركيا وقطر، تركيا التي منيت بهزيمة في اليمن ولم يعد إلا بضعة أشخاص بعد انهزامها في الحرب العالمية الأولى فالتاريخ يجب أن يُقرأ بصورة صحيحة، لأن من دخل اليمن لابد أن يخسر منذ الاحتلال البرتغالي والبريطاني للمحافظات الجنوبية والاحتلال التركي الذي غابت عنه الأجندات فالجرائم لا تسقط بالتقادم في حق الشعوب المقاومة وقد بينت دول محور المقاومة في لبنان واليمن وغزة والقدس « فلسطين» هشاشة ما يسمى بالنظام الدولي الجديد تحت ضربات سيف القدس في فلسطين، وبينت هذه الدول المقاومة أن الكيان الصهيوني المحتل وجيشه من ورق، مع قبته الحديدية، وتغير النتن بحكومة ائتلافية هشة «كرتونية» وأصبحت المقاومة اليمنية بقيادة الأنصار الذين ادخلوا فيما يسمى بقوائم الإرهاب الأمريكي ضد الأطفال وقتلة الأطفال اليمنيين فمن الذي قتل الأطفال في اليمن ودمر البنى التحتية غير المطبعين وشذاذ الآفاق الأمريكان وأذيالهم السعودية – والإمارات وهم آخر من يتحدث عن حقوق الإنسان والديمقراطية ومحاربة الإرهاب الذين صنعوه وفرضوه في دول محور المقاومة، وهاهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الثورة على الشاة ومنذ أربعين عاماً تحت الحصار الأمريكي البريطاني.
آخر الكلام:
كان النظام السابق يرسل أبناءه إلى الاتحاد السوفياتي للدراسة وعند العودة لا تعتمد شهاداتهم، لا الماجستير ولا غير الماجستير، بضوء من أمريكا أما من يدرس في أمريكا فكان يحتل أخطر المناصب، صادفت أحد البروفسورات يحمل دكتوراه من إحدى الجامعات السوفياتية، فلم تعتمد في اليمن وأعيد إلى الولايات المتحدة الأمريكية فاعتمدت شهادة الدكتور «ثابت» في أعرق جامعات واشنطن ورفض العودة إلى اليمن ليواصل في الاتحاد السوفياتي رسالة الأستاذية.. الحليم تكفيه الإشارة.. فأقرأوا التاريخ جيداً.. فالحقوق لا تضيع بالتقادم والله المستعان.
للتأمل:
ما يحدث اليوم في سقطرى والمحافظات المحتلة من قتال عنيف بين أذيال السعودية – والإمارات المنبطحتين، يدعو للتأمل والبحث، فالعقل المقاوم اليمني قد شب عن الطوق وأًصبح العقال السعو – أماراتي مفضوحاً وخارج اللعبة.. والعتب على الشركات الروسية التي تقوم بطباعة العملة اليمنية المزورة لتدمير الاقتصاد اليمني فقد أصبح الدولار إلى اللحظة في المحافظات المحتلة 1007 ريالات والفوضى تعم المحافظات المحتلة والدواعش والقاعدة يفرون من أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى المحافظات المحتلة ولا عزاء للسعودية – والإمارات والتطبيع العلني مع كيان الاحتلال.. واللي اختشوا ماتوا.

قد يعجبك ايضا