الإعلام الحربي يوزع مشاهد لاستهداف معسكر العدوان في الوديعة بطائرات قاصف
عملية أصابت العدو بالذعر وحصدت عشرات المرتزقة
العملية تؤكد ألا مكان آمن للعدوان ومرتزقته على أرض الوطن ولو كان أقصى الصحراء
الثورة / عبدالجليل الموشكي
بث الإعلام الحربي، عصر أمس الخميس، مشاهد نوعية لعملية استهداف معسكر لمرتزقة العدوان في الوديعة بـ 10 طائرات قاصف 2k، وكان اللافت هو بث “لحظات إطلاق المسيّرات ومشاهد من داخل المعسكر”.
العملية نُفذت قبل حوالي أسبوع، حيث هاجمت الطائرات المسيّرة مركز قيادة معسكر الوديعة التدريبي التابع لقوى العدوان ومواقع التدريب وقطاعات الحشد ومواقع أخرى، وكان ذلك كله بعد عمليات الرصد والإطلاق والوصول لأول مرة .
وتحمل العملية بين طياتها الكثير من الدلالات العسكرية والسياسية في ذات الوقت، وبالنظر إلى تفاصيل زمان العملية تتضح الكثير من الأسرار، حيث يكشف تنفيذ العملية في هذا التوقيت اشتداد وتيرة الحسم العسكري والعمل الدؤوب لتأديب تحالف العدوان وإجباره على التوقف، خصوصاً أنها جاءت تزامناً مع سلسلة من العمليات للطيران المaسيّر في العمق السعودي، وبعدها استهداف معسكري صحن الجن والمنطقة الثالثة، ناهيك عن تقدم الجيش واللجان الشعبية باتجاه مركز مدينة مارب وتضييق الخناق على المرتزقة لاستكمال تطهيرها، ويجدر بالذكر تزامن التوقيت مع تواجد ضباط سعوديين لقوا مصرعهم.
وفيما يتعلق بمكان العملية يبعد منفذ الوديعة عن مركز مارب 261 كم، حيث تكشف لنا المسافة مدى الدقة التي يمتلكها سلاح الجو المسيّر في استهداف العدو ضمن أماكن قصوى في مناطق تواجده يعتبرها مؤخرة لتدريب جحافله، ظناً منه بأنها منطقة آمنة، متجاهلاً لقدرات الطيران المسيّر والقوة الصاروخية التي استطاعت أن تطال ما بعد العمق السعودي بعمليات دقيقة.
وبالدخول إلى تفاصيل العملية تتضح القدرة الاستخبارية العالية للجيش واللجان الشعبية في الحصول على المعلومات الدقيقة والمحدثة باستمرار، حيث كشفت المشاهد التي بُثت المعرفة بكل تقسيمات المعسكر المستهدف ومركز القيادة والسيطرة فيه وأماكن تجمعات المرتزقة والآليات العسكرية، فضلاً عن توقيت التجمع بتواجد الضباط السعوديين، إلى جانب الاختراق النوعي لصفوف المرتزقة بظهور تصوير من داخل المعسكر أثناء الاستهداف بثقة ودون ارتباك، والذي يرى مراقبون أنه سيشكل رعباً لدى قوى العدوان أكثر من العملية نفسها.
وتكشف المشاهد التي بثها الإعلام الحربي لأول مرة لحظات إطلاق طائرات قاصف 2k من أكثر من مكان، في إشارة واضحة إلى التمكن القتالي والدقة في تحديد الأهداف والقدرة على الاستهداف من أي مكان على مستوى المناطق المحررة، واكتملت حلقة التكتيك القتالي المحترف بالتصوير من داخل المعسكر، لتعكس المشاهد برمتها الفارق الكبير بين ما يقدمه الإعلام الحربي من عمليات نوعية، وما تضلل به أبواق العدوان.
وعن النتائج المادية التي حققتها العملية فإنها أسفرت عن مصرع وإصابة أكثر من 60 من مرتزقة العدوان بينهم قادة، بالإضافة إلى مصرع عدد من الضباط السعوديين، وفقاً لتصريح المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، ونعود هنا للتذكير بأهمية ما حققته العملية بربط توقيت الاستهداف بلحظات تواجد الضباط السعوديين، وطبيعة تحركهم.
ويضاف إلى ذلك تمكن طائرات قاصف 2k من التحليق مسافة طويلة ووصولها إلى الهدف بدقة عالية دون أن تكتشفها رادارات ومنظومات العدو الدفاعية التي تفاخر بقدراتها الدول التي صنعتها وأخذت من السعودي مقابلها مليارات الدولارات، إلا أنها فشلت تماماً في التصدي للطائرات المسيّرة اليمنية، وهو ما يحسب لقوات الجيش واللجان الشعبية التي أربكت حسابات قوى العدوان رغم تواضع الإمكانيات التي تمتلكها مقارنة بما يمتلكه العدو.
واستطاعت طائرات قاصف بدقتها في الاستهداف أن تصبح نموذجاً فريداً يسجل لليد اليمنية المبتكرة والمطورة، حيث صُنعت خصيصاً لتنفيذ العمليات الهجومية، التي تمتاز بالقدرة على حمل كميات كبيرة من المتفجرات التي تساعد على زيادة القوة التدميرية، ولها قدرة انفجارية على ارتفاع 10 إلى 20 متراً عن الهدف المحدد، ومدى مؤثر قاتل من 30 إلى 80 متراً، الأمر الذي إن دل على شيء إنما يدل على أنها صنعت للتنكيل بمعسكرات المرتزقة في أي مكان تتواجد فيه، خصوصاً أن أول عملية نفذتها كانت في قاعدة العند الجوية بلحج، مستهدفة قيادات المرتزقة، وحصدت الكثير منهم.
وتكشف الغارات الهستيرية لطائرات العدوان مدى وقع العملية وتأثيرها البالغ في صعيد المواجهة الشاملة بكل ما حملته في طياتها من أبعاد ودلالات ورسائل بالغة الأهمية، إلا أن أبرز رسالة للعملية يمكن فهمها هي أن الجغرافيا اليمنية باتساع رقعتها أصبحت محرمة على الاحتلال ومرتزقته، وأن أي مكان يتواجدون فيه سيكون عرضة للاستهداف، في سياق معركة التحرر والاستقلال للوطن كل الوطن، فطائرات قاصف ليست وحدها، وللتطوير والابتكار مسيرة عمل لا تنتهي، وإن انتهى العدوان والحصار.