آباء أطفال اليمن في مسيرة السبعين للأمم المتحدة:صمتكم يقتلهم كما تقتلهم أسلحة العدوان

 

 

خرج أطفال اليمن إلى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء يوم أمس، في مسيرة حاشدة للتنديد بالصمت المخزي للأمم المتحدة تجاه ما تتعرض له الطفولة في اليمن من جرائم وحشية وإبادة جماعية على يد العدوان السعودي الإماراتي الغاشم .. حيث رفع الأطفال المشاركون في المسيرة اللافتات ورددوا الشعارات الرافضة والمنددة بتخاذل الأمم المتحدة وإخراج السعودية- قاتلة الأطفال- من قائمة منتهكي حقوق الأطفال، كما رفعوا صور أشلاء الأطفال الذين قصفتهم طائرات العدوان وصوراً للمعاناة الإنسانية التي يتعرض لها أطفال اليمن بسبب الحصار الجائر، وأكدوا معرفتهم الحقيقية لهوية القاتل الحقيقي الذي قتل طفولتهم وشرَّدهم وحرمهم من التعليم ونشر بأسلحته المحرمة الأمراض في أجسادهم المتهالكة بفعل الجوع والعطش، وكل ذلك لا يخفى على منظمات الأمم المتحدة التي تدعي الوقوف إلى جانب الشعوب المستضعفة التي تعاني من أوضاع إنسانية صعبة.
“الثورة” التقت عدداً من الآباء الذين تواجدوا برفقة أبنائهم أطفال اليمن في ميدان السبعين، ونقلت رسائلهم للأمم المتحدة ..تابعوا:

الثورة / احمد السعيدي

قبل ان نستعرض رسائل الأطفال المشاركين في مسيرة التنديد بصمت الأمم المتحدة جراء ما يتعرض له أطفال اليمن من قبل العدوان الغاشم، نسلط الضوء على أرقام وإحصائيات أعلنتها وزارة الصحة وفيها توثيق أكثر من 3 آلاف طفل قتلتهم قوى تحالف العدوان وجرحت أكثر من 4 آلاف آخرين، بعضهم أصيبوا بإعاقات دائمة أمام مرأى ومسمع العالم، كما أن منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة أوقفت كل أوجه الدعم للطفولة في اليمن في ظل وجود أكثر من 400ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم 80 ألفاً مهددون بالموت وهناك أكثر من 3 آلاف طفل بحاجة لإجراء عمليات قلب مفتوح لاستبدال صمامات في ظل الحصار الجائر على بلدنا الذي يمنع دخول صمام واحد إلى البلد، وفي ظل صمت الأمم المتحدة التي تشهد الزور وتشارك في القتل، وفي الولادة السنوية حوالي مليون طفل ولا توجد لدينا سوى 200حضانة، وبالنسبة للاضطرابات نتيجة الخوف فقد وصل عدد الأطفال الذين خضعوا للفحوصات الطبية نتيجة الاضطرابات النفسية إلى أكثر من 80 ألف طفلٍ وطفلة، وهناك الكثير غيرهم ممن يحتاجون برامج مدروسة لمعالجة حالاتهم.
العيش بسلام
البداية مع الوالد عايد الحاشدي الذي حضر يجر ابنه وليد بكرسي الإعاقة بعد تعرضه لبتر ساقيه بسبب قصف العدوان لمنزلهم في العام الثالث من العدوان ..الوالد عايد نقل رسالة ابنه والتي قال إنه سبق وأرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لليونيسف وقد تناقلتها وسائل الإعلام سابقا، ولكنه قرأها لنا اليوم من جديد:
” نحن أطفال اليمن نتمنى أن نعيش بسلام لأننا نخاف من الحرب ونخاف من أصوات الانفجارات، من حقنا أن نعيش بسلام ونحصل على جميع حقوقنا، نتمنى ألا يكون هناك أي تمييز بين الأطفال وأن نستطيع أن نحقق أحلامنا، منا من يريد أن يكون طبيبا يعالج المرضى والأطفال، ومنا من يريد أن يذهب إلى المدرسة كل يوم وأن يكمل تعليمه ويصبح طيارا، وأحدنا كل حلمه أن يلتقي بأخته التي فارقها قبل أربع سنوات بفعل الغارات ويريد أن يذهب معها للمدرسة صباح كل يوم، نحن سعداء أننا تعلمنا حقوقنا لكننا نحلم ألا نسمع أصوات الحرب وألا نرى دماء أطفال اليمن، هذا حلمنا الأول حتى نستطيع تحقيق بقية أحلامنا، نحلم أن تتم معاملة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بإنسانية وبدون تمييز، نريد أن نعيش الحياة الجميلة بدون حرب وبدون حصار، نحب أن نتعرف على جميع شعوب العالم ونحيا معهم بسلام في هذه الأرض ولذلك لا تتركونا لوحدنا، فصمتكم يقتلنا كما تقتلنا أسلحة العدوان وطائراته وحصاره كل يوم”.
أطفال اليمن وفلسطين
الناشط الثقافي أحمد شرف الدين- والد الطفلة وداد شرف الدين، قال:
” نشارك اليوم مع أطفالنا في هذه المسيرة الحاشدة للتنديد بدور الأمم المتحدة التي أغفلت قتلة الأطفال الحقيقيين في اليمن وفي فلسطين واتهمت أنصار الله الذين يقاتلون من أجل الدفاع عن أطفالنا أطفال اليمن ومن اجل حرية أوطانها في وجه الغزاة والمحتلين، ونؤكد في هذه المسيرة إدانتنا للدور السلبي للأمم المتحدة وصمتها المخزي تجاه ما يرتكبه تحالف العدوان على اليمن من جرائم بشعة بحق الطفولة في اليمن منذ اندلاع العدوان على اليمن والذي استشهد فيه آلاف الأطفال والذين يفارقون الحياة يوميا جراء استمرار الحصار الجائر”.
القائمة السوداء
الشيخ محمد الفهد الذي جاء من همدان برفقة أطفاله الثلاثة حمير وحاشد كنان، علق قائلا:
“خرجنا اليوم إلى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء لندين الدور السلبي للأمم المتحدة التي تجاهلت الحقيقة وباعت مواقفها التي أعلنتها سابقا بإدراج السعودية في القائمة السوداء لانتهاكها حقوق الطفولة في اليمن، وبعدها تراجعت عن تصنيفها بعد أن هددتهم بإيقاف الدعم المالي لمنظمات الأمم المتحدة”.
اتهام الضحية وتبرئة الجاني
والد الطفل الكفيف محمود جار الله أرسل عبر “الثورة” رسالة للأمم المتحدة مفادها أن منظماتها المنافقة قامت بتصنيف أنصار الله في قائمة منتهكي حقوق الأطفال لتصل إلى الاستعطاف العالمي وتعمدت الوقوف إلى جانب الجلاد وإدانة الضحية، مستغربا تحوّل الأمم المتحدة من دورها كجهة يجب أن تتميز بالحياد وألا تقوم بالمساومة على دماء وأطفال اليمن الذين يتعرضون لأبشع جرائم على أيدي مجرمي الحرب في تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي، في ظل صمت مخز للأمم المتحدة وأمينها العام الذي يتاجر بدماء أطفال اليمن مقابل المال السعودي.
منصة للدول القوية
الأستاذ حميد المداني- عضو مجلس الشورى- الذي حضر مشجعا لإبنه احمد ذي العشرة أعوام تحدث لـ”الثورة” قائلا:
” خرجنا برفقة أطفالنا كي يهتفوا الموت لأمريكا والموت لإسرائيل وليقولوا كلمتهم أن الأمم المتحدة ومنظماتها مجرد منصة للدول القوية كي تقوم بتغيير الحقيقة وظلم الشعوب المستضعفة مثل اليمن وأنها قطعت ما تبقى لها من اعتبار لدى الشعب اليمني وأعلنت نفسها إلى جانب تحالف العدوان وأن أطفال اليمن يعرفون من قتلهم بالطائرات ويعرفون من يقتلهم بالحصار، ويعرفون من يقوم بالمتاجرة بدمائهم وبطفولتهم ومع براءة أطفال اليمن إلا أنهم يستغربون من الأمين العام للأمم المتحدة الذي باع نفسه للعدوان”
مجزرة طلاب ضحيان
بينما تساءل الشيخ عبدالعزيز الهدوي- الذي استشهد اثنان من أطفاله يوسف ويونس في مجزرة طلاب ضحيان والذي خرج برفقة أخويهم جهاد وعلي- قائلاً: لماذا لم تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن ساكناً تجاه ما يتعرض له الشعب اليمني من جرائم ومجازر وانتهاكات وحصار في الوقت الذي يقتل فيه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الأطفال والنساء والشيوخ في اليمن يومياً على مدى سبع سنوات، وتساءل الحاج الهدوي: كيف يقيس العالم الذي رأى مجزرة بحق أكثر من خمسين طفلاً قصفتهم السعودية داخل حافلة مدرسية في منطقة ضحيان بمحافظة صعدة ثم يقول إن دول العدوان لا تنتهك حقوق الأطفال وتغض الطرف عن استهداف دول تحالف العدوان التجمعات السكانية وقتل وجرح نحو ثمانية آلاف طفل منذ بدء العدوان واستهداف المدارس والمستشفيات؟.
وصمة عار
بدوره وجّه والد الطفل مؤيد الخاسي- شاعر الفعالية والذي جاء من سنحان للمشاركة في هذه المسيرة- رسالته إلى الأمم المتحدة قائلا :
” نشارك في هذه المسيرة مع أطفالنا لإدانة قرارات الأمم المتحدة السلبية التي تتغاضى عن قتلة الطفولة في اليمن وأن هذا وصمة عار في جبينها وفي جبين كل من يسير معها في الوقوف إلى جانب القتلة والمجرمين الذين سفكوا الدماء وقتلوا الطفولة في اليمن وجعلوا حقوق الطفل معدومة، غير مبالين بحقوق الطفولة والذين يريدون أن يكون الطفل اليمني تابعاً لهم يعلمونه ثقافتهم وانحرافاتهم، وعندما رفض ذلك حُرموه من كل حقوقه وفي مقدمتها الحق في الحياة، فكان أطفالنا هدفًا لدول تحالف الشر في أكثر من مرة، ولم يعودوا يجدون الأمان في بيوتهم ومخيمات النزوح التي نزحوا إليها بعد استهدافهم بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا في جرائمِ حربٍ ضد الإنسانية”.
الحرمان من التعليم
بينما التربوي عبدالله المهدي – موظف بوزارة التربية والتعليم – والد الطفلة علياء المهدي التي تركت التعليم بسبب قصف مدرستها وخوفها من الالتحاق بأي مدرسة أخرى، فقد قال :
” خرجنا اليوم نساند أطفالنا لنلفت عناية الأمم المتحدة وأمينها العام أن التعليم شاهد على وحشية دول التحالف، فقد نالت المؤسسات التعليمية نصيبًا من التدمير الممنهج بنيران العدوان الأمريكي السعودي، وأصيبت بأضرارٍ كارثية، منها مدرسة ابنتي التي رفضت التعليم بسبب الخوف والاضطرابات التي تعرضت لها جراء قصف مدرستها السابقة وهي بداخلها، فالعدوان استهدف أكثر من 2482 مدرسة حكومية وأهلية، وخرجت أكثر من 29% منها من الخدمة نتيجة الأضرار والتدمير الذي لحق بها، كما عمد العدوان ومرتزقته إلى قطع رواتب المعلمين مما أثّر على سير العملية التعليمية، وتسبب في حرمان نحو 4435000 طالب وطالبة من الذهاب إلى مدارسهم بشكل طبيعي، وصار بعضهم يدرس في أماكن بديلة نتيجة لقصف مدارسهم وهم فيها في بعض الأحيان”.
صامدون رغما عنهم
الرسالة الأخيرة كان عنوانها الصمود والتحدي في مواجهة العدوان السعودي والصمت الأممي، فقد أكد الإعلامي محمد الورد- والد الطفل وسيم محمد علي- أن دول العدوان حاولت كسر صمود الشعب اليمني بكل الطرق، وعندما عجزت عن ذلك بكل ترسانتها العسكرية، لجأت إلى جريمة حربٍ مدانةٍ في كل المواثيق الدولية، تتمثل في استخدام سياسة التجويع الجماعي للشعب اليمني، الذي تأثرت منه كل الشرائح، وعلى رأسها الطفولة في اليمن”، وبدلاً من ذهاب الأطفال لمنازلهم وأسرهم، وجدنا أطفالنا يهربون خوفًا من الطائرات والغارات من مخيم إلى آخر، بل لم يسلم من قصف طيران العدوان حتى الطفل الكفيف الذي قُصِفَ في داره، ولم يتمكن من الهرب فاستشهد تحت أنقاض الدار، وعوضًا عن حمل الحقيبة المدرسية كان الأطفال يحملون الماء لمسافاتٍ طويلة، ورغم ذلك يظل ارتباط الشعب اليمني كبارًا وصغارًا بالله وتمسكه بنهجه ومعرفة مظلوميته ومدى أحقيته في الدفاع عن نفسه، يزيد من عزيمة هذا الشعب وإصراره على المضي قدمًا نحو النصر وبناءِ مستقبله أيًّا كانت الصعوبات.

قد يعجبك ايضا