10 آلاف طفل قتلهم تحالف العدوان السعودي الأمريكي.. فكم هي الأموال التي استلمها غوتيريش ثمناً لدمائهم
الثورة /صنعاء
لم يفكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في معاناة أطفال اليمن التي تسببت بها الحرب العدوانية التي تشنها السعودية و17 دولة على رأسها أمريكا على الشعب اليمني والتي قتلت وجرحت بالطائرات أكثر من 10 آلاف طفل، بل انخرط في صفقات مشبوهة مع النظام السعودي، وجعل من دماء أطفال اليمن ثمنا للحصول على مكاسب مالية من النظام السعودي القاتل والمجرم.
وخلال ستة أعوام وثلاثة أشهر كان الأطفال اليمنيون على رأس بنك الاستهداف الممنهج للشعب اليمني، الإحصائية الرسمية تؤكد أن حوالي 10 آلاف طفل جرحوا وقتلوا بغارات تحالف العدوان وهم في منازلهم ومدارسهم وفي طرق السفر وغيرها من الأماكن التي كان الأطفال فيها ضحايا للحرب الإجرامية التي تشن على اليمن منذ مارس 2015م بقيادة أمريكية سعودية.
وعلاوة على الأطفال الذين قتلوا مباشرة بالغارات الأمريكية السعودية ، فإن الأضرار النفسية والمعنوية التي يعاني منها الأطفال جراء الحرب لا تظهر بالأرقام بل بمدى الترويع الذي ترك آثارا نفسية مرعبة لدى ملايين الأطفال ، كما أن الحصار السعودي الأمريكي المفروض على الموانئ والمعابر أدى إلى حرمان الناس من إيصال الأدوية والمساعدات، مما ضاعف من الضحايا تحمل الأطفال الجزء الأكبر منها ، فقد أحدث نقصاً حاداً في الدواء والغذاء، وأدى إلى انتشار الأمراض بسبب تلوث المياه وحدوث سوء تغذية لملايين الأطفال علاوة على التشوهات الخلقية في المواليد..
ونتيجة لسوء التغذية وتضرر قطاع الصحة بفعل نقص الأدوية وعدم وصول المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء فإن اليمن أصبح يعاني اليوم أسوأ أزمة إنسانية قاسية باتت تفرضها حرب العدوان السعودي الأمريكي التي لا تفرق بين صغير وكبير ووضعت اليمنيين في كارثة المجاعة الأسوأ في القرن الحديث.
وتزداد مأساة ومعاناة الأطفال جراء الأوضاع الإنسانية السيئة التي يواجهونها يومياً جراء الحصار ففي الوقت الذي يواصل تحالف العدوان بقيادة “أمريكا والسعودية” فرض الحصار الخانق والإجرامي على اليمن، يشمل المطارات والموانئ والمنافذ الحدودية البرية، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية عبر هذه المنافذ، وسط صمت دولي مطبق، وتواطؤ أممي مكشوف مدفوع الثمن.
تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» أن طفلاً يمنياً واحداً على الأقل يموت كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية والأمراض، وتحذر من أن 3 ملايين طفل يعانون سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العناية العاجلة، ووفق «اليونيسف»: «يموت في اليمن على الأقل طفل واحد كل عشر دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الإسهال وسوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي، وأن من بين هؤلاء الأطفال 462 ألف طفل على الأقل يعانون «سوء التغذية الحاد الوخيم».
وتؤكد المنظمة أن أمراض التقزم تفشت في اليمن بفعل العدوان والحصار، وتؤكد أن التقزم بين الأطفال يسجل مستوى أعلى على مستوى العالم؛ إذ يعاني 8 من أصل كل 10 أطفال في صعدة مثلا من سوء التغذية المزمن في نسبة لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل.
أما الأطفال الذين حرموا من التعليم فتظهر الأرقام المفزعة والمرعبة الصادرة وفق آخر إحصاءات عن منظمة أوكسفام الدولية للإغاثة المتعلقة بقطاع التعليم أن أكثر من مليوني طفل يمني حرموا من المدارس ، وتبلغ عدد المدارس التي دمرها تحالف العدوان الأمريكي السعودي، 2621 مدرسة ومنشأة تعليمية ، المدارس المدمرة كانت تستقبل أكثر من مليوني طفل حرموا نهائيا من التعليم ، وتتوزع على تدمير 260مدرسة تدميراً كلياً وتدمير 2483 مدرسة تدميراً جزئياً فيما 804 مدارس تضررت نتيجة استخدامها مأوى للمواطنين الذين تعرضت منازلهم للقصف من العدوان.
الإحصائيات الرسمية للوزارة أكدت أن عدد المدارس المغلقة في مناطق المواجهات العسكرية بلغ 680 مدرسة يدرس فيها 213 ألفاً و290 طالباً وطالبة، وأن حجم الخسائر والأضرار المادية التي لحقت قطاع التعليم بشكل عام جراء العدوان السعودي الأمريكي بلغ 334 مليوناً و52 ألف دولار.
وإلى جانب كون الأطفال عرضة للقتل والإصابة من طائرات تحالف العدوان السعودي الأمريكي بشكل مستمر منذ بداية الحرب التي أعلنت من أمريكا، يعاني أطفال اليمن من انعدام الرعاية الصحية اللازمة، في ظل الاستهداف والتدمير الواسع الذي تعرض له القطاع الصحي في اليمن.
في مستشفى الجمهوري بمحافظة صعدة شمال اليمن، يقبع العشرات من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد جراء الصراع المسلح في البلاد.
واستنادا إلى تقرير اليونيسف، أصبح 14.1 مليون شخص، منهم 7.4 مليون طفل، بحاجة إلى الرعاية الصحية جراء الحرب التي تقودها أمريكا والسعودية على اليمن ، وتوقف ما يقارب 6 آلاف مرفق صحي عن العمل بسبب التدمير، وقلة التجهيزات، وانعدام الكهرباء والوقود ونقص الكوادر الطبية.
وبحسب تقديرات اليونيسف، لقي 10 آلاف طفل دون سن الخامسة حتفهم في السنة الماضية بسبب أمراض يمكن الوقاية منها ومعالجتها مثل الإسهال والالتهابات الرئوية، إضافة إلى أن “2.5 مليون طفل يواجهون خطر الإصابة بالإسهال وأكثر من 320 ألفا يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد، هذا بالإضافة إلى أن 1.3 مليون يواجهون خطر الإصابة بالتهابات القصبة الهوائية، إلى جانب 2.6 مليون تحت سن الـ 15 يواجهون خطر الإصابة بالحصبة”.
ويقول الدكتور عبدالله الضبيع طبيب أطفال مختص، “انتشرت أمراض الحصبة والسعال الديكي والكزاز والحمى الشوكية وشلل الأطفال والالتهاب الرئوي والإسهال الفايروسي خلال مدة الحرب السعودية الأمريكية منذ مارس 2015م.
وخلفت الغارات الهمجية التي شنها تحالف العدوان على الأحياء السكنية والمنشآت التعليمية وغيرها، آثارا نفسية عميقة على الأطفال في اليمن جراء أصوات الانفجارات وكذا تعرض أقاربهم للقتل أو للإصابة، إضافة إلى معايشتهم للغارات الجوية العدوانية، وبثينة الريمي التي فقدت كل أهلها تلخص المشهد المروُّع.
تكشف هذه الأرقام بعضا من الجريمة التي لم توثقها الصور والمشاهد، وتؤكدها المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمستقلة، وهي أرقام لا تفضح فظاعة وإجرام السعودية وأمريكا بل وتكشف عن العبث والتواطؤ الذي تمارسه الأمم المتحدة في إخفاء هذه الجرائم وغض الطرف عنها، وهو ما يعد إهدارا لقيم العدالة وحقوق الضحايا وتكريما للمجرمين ومنحهم الغطاء لجرائمهم.
كان المؤمل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونير غوتيريش- وهو يتبوأ ولاية ثانية في الأمانة العامة للأمم المتحدة- أن ينصف الضحايا من المجرمين ، لكنه منح القتلة براءة وأخرج النظام السعودي من القائمة السوداء ، وأدرج اليمنيين في القائمة ، موقف يفسر الحال الذي باتت عليه الأمم المتحدة التي تنطلق في مواقفها ليس على أساس العدالة والموقف الإنساني بل على أساس الأموال والنفقات والمنح التي تقدمها الأنظمة والحكومات ، وتضع دماء الأطفال وقيم العدالة ثمنا لها.