المبعوث الأممي يغادر صنعاء بمؤتمر صحفي في مطار صنعاء المغلق أمام الرحلات المدنية
الانسياق الأممي مع تحالف العدوان إزاء محاصرة اليمن مستمر بغض الطرف عن الجريمة وبتعويم الملف الإنساني
الثورة / صنعاء
أكد المبعوث الأممي إلى اليمن «مارتن غريفيث» سعي الأمم المتحدة لإزالة كل العقبات التي تحول دون حصول اليمنيين على الغذاء والسلع الأساسية بما في ذلك الوقود ، وأوضح غريفيث خلال مؤتمر صحافي عقده أمس لدى مغادرته مطار صنعاء الدولي أنه ناقش مع قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي خطة الأمم المتحدة المتضمنة وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ورفع القيود المفروضة على حرية وحركة الأشخاص والسلع الأساسية، وإعادة إطلاق العملية السياسية.
وأشار إلى أن مواقف الأمم المتحدة واضحة وتشمل إزالة كل العقبات التي تحول دون حصول اليمنيين على الغذاء والسلع الأساسية بما في ذلك الوقود، والسعي لوقف إطلاق النار لتخفيف من وطأة الوضع الإنساني على اليمنيين بشكل فوري ، وقال غريفيث « إن استمرار الأعمال العسكرية في العديد من أنحاء اليمن يقوض فرص السلام ويعرض حياة اليمنيين للخطر، ويجب أن تتوقف».
وأضاف « إن كل المقترحات التي طرحناها تضمنت إعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستئناف الرحلات التجارية».. لافتا إلى أن هذه المقترحات تتماشى مع رغبات وتصريحات الأطراف بشأن إعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية لليمنيين.
وأكد المبعوث الأممي أنه لا يمكن كسر دائرة الاضطرابات السياسية والعنف إلا من خلال تسوية تفاوضية تؤدي إلى مستقبل يسوده استدامة الحوار السياسي والحكم الخاضع للمساءلة والعدالة الاقتصادية والمواطنة المتساوية، وهو طموح يُرشّد جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن».
وجاءت مغادرة المبعوث في وقت تتجه الأنظار إلى ما تسفر عنه الجولات التي أجراها خلال الأسبوع الماضي وما إذا كانت هناك نوايا جادة في تحقيق السلام ووقف الحرب العدوانية على اليمن من قبل الإدارة الامريكية والنظام السعودي ، غير أن ما أورده المبعوث في مؤتمره الصحفي لم يكون صورة واضحة عما يريده هو أولا ، وعما إذا كان تحالف العدوان يسعى للسلام فعلا ، وترك الباب في مسألة الحصار الظالم على اليمن مواربا دون الإفصاح عن موقف واضح.
وإذ أجاب المبعوث مارتن غريفيث على أسئلة الصحفيين لدى مغادرته مطار صنعاء ، ألقى إحاطة مختصرة أمام العدسات أوضح فيها نقاطا أربع اعتبرها مقترحات للحل تنشر “الثورة” هنا نص الإحاطة ، وإجابات المبعوث على أسئلة الصحفيين.
»نص المؤتمر الصحفي للمبعوث الأممي مارتن غريفيث«
توسطت الأمم المتحدة بين الأطراف من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، ورفع القيود المفروضة على حرية حركة الأشخاص والسلع الأساسية من اليمن وإليها، وإعادة إطلاق العملية السياسية. وقد ظلت هذه العناصر قيد التفاوض منذ أكثر من سنة. وطوال هذه العملية اقترحنا العديد من السبل لتجسير الفجوة بين مواقف الأطراف. وقد ناقشت هذه الخطة مع مسؤولين يمنيين وسعوديين في الرياض عدة مرات. وقد ناقشتها أيضًا في مسقط، منذ بضعة أيام. كما ناقشتها مع السيد عبد الملك الحوثي هنا في صنعاء أمس.
أودّ أن أقول أن هناك قدراً كبيراً من الدعم الإقليمي والدولي لخطة الأمم المتحدة ولجهودنا، لكن الأمر الأكثر أهمية من ذلك هو حقيقة رغبة ودعم اليمنيين لإنهاء الحرب ولاستعادة حرياتهم. نأمل أن يسفر هذا الدعم من اليمنيين ومن المنظمات الإقليمية والدولية، وكل العمل الذي أنجزناه مع الأطراف خلال العام الماضي، ربما، عن نتائج إيجابية وأن يؤدي إلى اختتام ناجح لعملية التفاوض الطويلة هذه.
لقد كانت مواقفنا، مواقف الأمم المتحدة واضحة ولا لبس فيها. وأريد أن أكررها هنا. هذه هي وجهة نظرنا:
أولاً: لا بد من إزالة كل العقبات التي تحول دون حصول اليمنيين على الغذاء والسلع الأساسية، بما في ذلك الوقود. ويجب ضمان تدفق السلع، بما في ذلك الوقود، بغرض الاستخدام المدني إلى اليمن وداخله كمسألة مبدأ وبصرف النظر عن الاعتبارات السياسية والعسكرية. وقد تضمنت جميع المقترحات التي تفاوضنا عليها في العام الماضي رفع القيود المفروضة على موانئ الحديدة، خاصة فيما يتعلق بدخول سفن الوقود.
ثانيًا: هناك حاجة ماسة لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد لتخفيف وطأة الوضع الإنساني على اليمنيين بشكل فوري، ولفتح الطرق أمام حركة الأشخاص والسلع بحرية، ولإعادة الحياة الطبيعية إلى الملايين. إن استمرار الأنشطة العسكرية في العديد من أنحاء البلاد، بما في ذلك في مارب، يقوض فرص السلام في اليمن في رأيي، ويعرض حياة الملايين للخطر، ويجب أن يتوقف.
ثالثًا: لقد ضمنت كل المقترحات التي طرحناها إعادة فتح هذا المطار الذي أتحدث منه اليوم، مطار صنعاء. إن فتح هذا المطار للرحلات التجارية هو أمر أساسي بالنسبة لحرية الحركة.
كل هذه المقترحات تتماشى مع الرغبات والتصريحات العلنية التي يدلي بها جميع الأطراف بشأن إعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية لليمن يين. إلا أننا لم نر بعد اتفاقًا.
رابعًا وهي النقطة التي لا تقل أهمية: لا يمكن كسر دائرة الاضطرابات السياسية والعنف إلا من خلال تسوية تفاوضية تؤدي إلى مستقبل من الحوار السياسي اليمني-اليمني المستدام، والحكم الخاضع للمساءلة، والعدالة الاقتصادية، والمواطنة المتساوية للجميع. وهذا هو المبدأ الذي يُرشد جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن.
في رأيي، ليس هناك أي عدل في حرمان اليمنيين من الأمل في أن تكون هناك نهاية لمعاناتهم تلوح في الأفق. وليس من العدل إطلاقًا حرمانهم الفرصة لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا. لا يمكن حكم اليمن بشكل مستدام استنادًا على الهيمنة العسكرية. كما لا يمكن حكمه بشكل مستدام مع التدخل الخارجي.
أعرف أن اتخاذ القرار للانتقال من الحرب إلى السلام يتطلب تنازلات وتضحيات كبيرة من قيادات الأطراف. يحتاج الأمر لشجاعة للابتعاد عن الحرب ومعاناة الحرب، والتوجه نحو الاحتمالات غير المؤكدة التي تصحب السلام. يحتاج الأمر لشجاعة، وأتمنى معكم أن يتم إيجاد هذه الشجاعة لدى القيادات ولدى اليمنيين لإنهاء هذا النزاع وللبناء على تلك القضايا التي كنت أناقشها. شكرًا.
• اسئلة الصحافيين
• الصحفي- لاحظنا غياب هادي وحكومته والمجلس الانتقالي الجنوبي في مسقط فيما كان الأميريكيون والسعوديون وأنصار الله هناك. هل هذه مقاربة جديدة، وهي غياب الأطراف الرئيسية عن طاولة المفاوضات؟ وما هو الدور الذي يلعبه الأمريكيون في مشاورات مسقط وهل يقتصر دورهم على توفير الضمانات فقط؟
• المبعوث غريفيث: كما تعلمون، إن المفاوضات مستمرة منذ عام ونصف. وبسبب فيروس كورونا، كانت مفاوضات مكوكية، حيث أذهب لطرف أولاً ثم أذهب إلى الطرف الآخر، وآخذ الرسائل من واحد إلى آخر. لا يمكن التوصّل إلى اتفاق ما لم يتفق الطرفان، حكومة اليمن وأنصار الله. من واجبهم، ومسؤوليتهم اتخاذ تلك القرارات. لكن وظيفتي هي الذهاب إلى أي مكان، حيث يمكنني أن أتعلّم من الناس كيفية إحراز تقدم في هذه النقاط الأربع. لقد كنت في الرياض قبل مسقط، حيث التقيت كبار المسؤولين في حكومة اليمن. لا استثناءات، فمهمتي واضحة جداً وهي التوصّل إلى اتفاق بين حكومة اليمن وأنصار الله. لقد طرحت سؤالاً حول المبعوث الأمريكي الخاص، نحن نعمل عن كثب مع السيد ليندركينغ، كانت الولايات المتحدة داعمة جدًا لنا، مثل العديد من الدول الأعضاء الأخرى. يعمل مبعوث الأمم المتحدة مع أي دولة من الدول الأعضاء يمكنها أن تساعد. ولهذا قلت في وقت سابق أن هناك قدرًا غير عادي من الإجماع الدبلوماسي يدعم هذه المقترحات.
*الصحفي- تسأل السلطات في صنعاء عن إدخال المشتقات النفطية والأغذية. هل من الصعب للغاية على الطرف الآخر العمل على القضايا الإنسانية؟
• غريفيث: كما قلت سابقًا، كانت الأمم المتحدة ثابتة، كل شهر في مجلس الأمن طوال السنوات الثلاث الماضية، في دعوتها إلى رفع العوائق على إدخال السفن إلى الحديدة. نحن نعتبر هذه قضية إنسانية ويجب أن يستفيد الناس في جميع أنحاء اليمن من تدفق السلع من دون أي عوائق، بما في ذلك الوقود. نحن نعمل جاهدين ليس فقط لإدخال المزيد من سفن الوقود من وقت لآخر، ولكن لفتح الموانئ بشكل طبيعي. لقد تشجعنا كثيرًا في الواقع بالردود التي نتلقاها من حكومة اليمن والتحالف. ونأمل أن نشهد المزيد من التقدم قريبًا في ذلك. نقطة إضافية واحدة: وقف إطلاق النار في كل أنحاء اليمن هو مسألة إنسانية أكثر من أي شيء؛ فتح الطرق للسماح للأطفال بالذهاب إلى المدرسة، والسماح للناس بالذهاب إلى العمل، والسماح بالتداول التجاري، والسماح بلمّ شمل العائلات، كل هذه مسائل انسانية. لذلك لا خيار بينها بل كلها بغاية الأهمية.
* الصحفي- كانت هناك جولات عديدة من المفاوضات بين اليمنيين وبين اليمنيين والتحالف، لكن حتى الآن لم نر أي مبادرة من شأنها استئناف عملية السلام في اليمن، متى تعتقد أنه ستكون هناك مفاوضات جادة؟
• المبعوث غريفيث: أسمع، لا أحد يمكن أن يكون أكثر إحباطًا مني، لقد أمضينا عامًا ونصف نعمل على أمور يسهل وصفها نسبيًا ، وقف إطلاق النار ، وفتح مطار صنعاء ، وفتح موانئ الحديدة ، واستئناف العملية السياسية التي تشهد تأخيراً كبيراً. لقد ناقشنا هذا الأمر بتفاصيل كثيرة كلمة بكلمة مع الطرفين لمدة سنة ونصف. اسمحوا لي أن أكون صادقا معكم. في بعض الأحيان نحرز تقدمًا جيدًا، ونتوقّع النجاح، وأننا سنتوصّل إلى اتفاق، ثم تتدخل الحرب ويعتقد طرف أو آخر أنه سيحقق المزيد من المكاسب في ساحة المعركة، لذا فهو لا يريد إنهاء الحرب. دعوتنا بسيطة للغاية: أوقفوا الحرب، وأوقفوا احتمالات المكاسب العسكرية، وأنهوا النزاع، وابنوا سلاماً لليمن، واجعلوا اليمن مكانًا للشعب اليمني.
• لقد سألتني متى سيحدث هذا؟ يتهمني الجميع بأنني متفائل جدا. لست متأكدًا من أن ذلك سيحدث اليوم. نحمل من لقائنا مع عبد الملك الحوثي أمس بعض الأفكار التي سنشاركها مع الطرف الآخر. ما يمكنني أن أقول هو أنّ هناك طاقة دبلوماسية حقيقية الآن وهذا ما لن نشهده دائماً. أعتقد أنها قوية ولكن العديد من القضايا- لا جميعها – هي إنسانية، وأعتقد أن هذا سبب قوي للغاية لضرورة توصل القادة إلى اتفاق عاجل.