مصادر لـ”الثورة”.. زيارة المبعوث إلى صنعاء لم تأت بجديد في المجمل وحملت بعض المقترحات في التفاصيل اشتراطات أمريكية – سعودية تعيق السلام.. السعي لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية من خلال الحصار والعقاب الجماعي
الثورة / عبدالرحمن عبدالله
غادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث يوم أمس العاصمة صنعاء، بعد زيارة استمرت يومين التقى فيها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ومسؤولين في حكومة صنعاء، وفيما تشير المصادر إلى أن الزيارة-التي أتت بعد أشهر طويلة من آخر زيارة للمبعوث- لم تأت بجديد يمكن أن يمثل خرقا في مسار المفاوضات المتعثرة على خلفيات سعي تحالف العدوان ربط الملف الإنساني بملفات سياسية وعسكرية.
ولدى مغادرته مطار صنعاء أوضح مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث- في مؤتمر صحافي أجراه مع حضور عدد من الصحفيين في المطار المغلق أمام الرحلات التجارية والمدنية- أنه ناقش مع قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي خطة الأمم المتحدة المتضمنة وقف إطلاق النار على مستوى اليمن ، ورفع القيود المفروضة على حرية وحركة الأشخاص والسلع الأساسية، وإعادة إطلاق العملية السياسية ، حسب ما جاء في مؤتمره المتلفز.
وتشير مصادر خاصة بـ”الثورة”، إلى أن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كان واضحا وحاسما في لقائه بالمبعوث غريفيث، في ضرورة أن يتم فصل الملف الإنساني عن الملفات السياسية والعسكرية، على اعتبار أن محاصرة اليمن ومنع وصول الوقود والغذاء والدواء جريمة إبادة جماعية يفترض بالأمم المتحدة أن توضح موقفها إزاءها، وأنها إجراءات تنتهك القوانين الدولية الإنسانية وتخالف كل المواثيق والشرائع التي يعرفها البشر.
ففيم أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على ضرورة الفصل بين الملف الإنساني والملفات السياسية والعسكرية، معتبرا حجز سفن النفط عقاباً جماعي يستخدمه تحالف العدوان كوسيلة ضغط لفرض شروط غير عادلة في وقف إطلاق النار ، مشددا على أنه لا يمكن إجراء تفاوض على وقف إطلاق النار تحت ضغط حجز المشتقات النفطية ومقايضتها بأي اشتراطات عسكرية أو تفاوضية وذكرت المصادر الخاصة بـ”الثورة” أن المبعوث طرح مقترح الاتفاق على القضايا الإنسانية والعسكرية في وقت واحد وتنفيذه بالتزامن ، ما اعتبرته المصادر تغيرا نسبيا في المقايضة التي يطرحها تحالف العدوان بين الملفات ، لكنه في المحصلة مقترح لن يؤدي إلى نتيجة في مسار التفاوض الذي لابد أن يكون فاتحته رفع الحصار الجوي والبري والبحري.
ولفتت المصادر إلى أن المبعوث الأممي مارتن غريفيث، طرح مسألة الاتفاق على القضايا الإنسانية والسياسية والعسكرية في وقت واحد واقترح التنفيذ بالتزامن ، غير أن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أكد على ضرورة فصل الملف الإنساني عن بقية الملفات السياسية والعسكرية، معتبرا ربط الملف الإنساني بملفات سياسية وعسكرية- ووضع خطوة رفع الحصار عن الموانئ والمطارات بتحقيق أهداف سياسية وعسكرية يسعى تحالف العدوان السعودي الأمريكي إلى تحقيقها- تقابل خطوته في إطلاق سفن الوقود المحجوزة والسماح بوصول الوقود والأغذية والأدوية إلى الموانئ في الحديدة، ورفع الحصار على مطار صنعاء أمام الرحلات المدنية ، معادلة لا يمكن قبولها إطلاقا.
وأكد قائد الثورة أن المدخل للمفاوضات هو قيام تحالف العدوان الأمريكي السعودي برفع الحصار البري والبحري والجوي عن اليمن، وأشار إلى أن ربط الملف الإنساني بأهداف سياسية وعسكرية يسعى تحالف العدوان لتحقيقها من خلال الحصار والضغط والتجويع، معادلة لا يمكن قبولها إطلاقا.
موقف لم يتغير عمّا سبق وأعلنه رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط في مناسبات عدة، وأكده رئيس الوفد الوطني مرارا منذ بداية العام الحالي الذي أوفدت فيه أمريكا مبعوثا خاصا عينته لشؤون اليمن، في محاولة لاستثمار الكارثة الإنسانية التي تسبب بها الحصار المشدد بإرادة أمريكية وإشراف مباشر، للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية عجزت وفشلت دول تحالف العدوان في تحقيقها بالحرب العسكرية.
وتشير المصادر الخاصة إلى أن زيارة المبعوث لصنعاء- التي جاءت بعد زيارات مماثلة لمسقط وعواصم دول العدوان خلال الأيام الماضية- تأتي ضمن سياق المحاولات لإيجاد صيغة مقبولة تحقق فصل الملف الإنساني عن الملفات السياسية والعسكرية، وتضمن أولا رفع الحصار البحري والجوي والبري وفق صيغة مقبولة وتوافقية.
وقد أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن المدخل الحقيقي لكل الملفات هو من بوابة معالجة متطلبات الملف الإنساني والتي تهم كل مواطن يمني كونها تعود عليه بالضرر المباشر في حياته وأمنه واستقراره الغذائي، وحث الأمم المتحدة على موقف واضح وصريح بدلا من الانسياق مع رغبات تحالف العدوان.
ورغم إشارة المبعوث إلى أن مواقف الأمم المتحدة واضحة وتشمل إزالة كل العقبات التي تحول دون حصول اليمنيين على الغذاء والسلع الأساسية بما في ذلك الوقود، والسعي لوقف إطلاق النار للتخفيف من وطأة الوضع الإنساني على اليمنيين بشكل فوري ، فإنه لم يبد موقفا واضحا وصريحا إزاء الجريمة، مكتفيا بالمطالبة المعومة بضرورة إزالة العوائق أمام السلع والضروريات، والأمر يسحب نفسه على بقية التفاصيل، أمر اعتبره مصدر مطلع مراوحة عند نقطة الصفر.
وصرّح غريفيث بأن “استمرار الأعمال العسكرية في العديد من أنحاء اليمن، يقوض فرص السلام ويعرض حياة اليمنيين للخطر، ويجب أن تتوقف” ، وأضاف « إن كل المقترحات التي طرحناها تضمنت إعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستئناف الرحلات التجارية».. لافتا إلى أن هذه المقترحات تتماشى مع رغبات وتصريحات الأطراف بشأن إعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية لليمنيين» ، لكن المصدر أكد للثورة أن المراوحة ما تزال عند نقطة ما قبل البداية ، ما يعكس رهاناً أمريكياً سعودياً مشتركاً بتواطؤ أممي على فرض شروط وفروض على اليمن من خلال الحصار والتجويع.
وكان قائد الثورة قد نبه في لقائه المبعوث، بأن تحالف العدوان إذا كان يظن أو يتوقع أن لجوءه وإمعانه في حصار الشعب اليمني سيقوي من موقفه فهو واهم، لأنه كلما زاد حصاره كان الشعب اليمني على قناعة راسخة وثقة تامة أنهم لا يريدون السلام ولا يسعون إليه .