في تصريح علني لأحد المسؤولين الصهاينة قبل أيام قليلة قال فيه “امتلاك إيران القنبلة النووية أهون من سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب” ..
هذا التصريح موجز جدا لكنه تضمن كشفا لكثير من الحقائق وتضمن إجابة على الكثير من التساؤلات، وفيه بيان لكثير من الأمور التي قد تبدو غامضة لمن يستغبي وغير واضحة لكل مرجف..
هذا التصريح تصريح صادق بكل حرف من حروفه فالصهاينة يعلمون أن إيران لو امتلكت القنبلة النووية فلن توجهها نحو فلسطين أبدا، لأن هذا يتنافى مع مبادئ الثورة الإسلامية وأخلاقها..
أما لو سيطر أنصار الله على مضيق باب المندب فإن عربدتهم في الأحمر والعربي ستنتهي، كما أنه –التصريح- يعكس حقيقة حسابات العدو الصهيوأمريكي المستقبلية وتقييمه الدقيق وتوقعاته للمستقبل ،وهو ما يدفعنا إلى أن نتساءل عن صوابية تقييمه وتوقعاته المستقبلية، فإذا كان من المعلوم لدى الجميع أن النظام الصهيوأمريكي الغاصب والمجرم يعتقد اعتقاداً جازماً أن إيران هي أعظم خطر يهدده ويهدد مصالحه في الشرق الأوسط ويقلق مضاجعه ويؤرقه في الوقت الحالي فكيف يكون امتلاك إيران للقنبلة النووية أهون عند الكيان الصهيوني من سيطرة “الحوثيين” على مضيق باب المندب؟ هذا يعني أنه لو خُيِّر بين الأمر غير المنطقي بالنسبة له والمتمثل بامتلاك إيران السلاح النووي وبين الأمر الطبيعي والمنطقي أمام العالم والمتمثل بسيطرة “أنصار الله” على مضيق باب المندب باعتبار أن باب المندب حق ثابت لليمن ومن البديهي أن يكون تحت يد السلطة اليمنية لفضَّل الأمر غير المنطقي على الأمر الطبيعي والمنطقي..
ما يعني ويؤكد أن العدو الصهيوأمريكي يرى أن خطر “أنصار الله” عليه مستقبلا أشد وأعظم من خطر إيران، وهذا ما يفسِّر سبب استمرار العدوان على اليمن وسبب استمرار الحصار الخانق علينا، وسبب انتهاج قوى العدوان سياسة العقاب الجماعي على اليمنيين بفرض الحظر على مطار صنعاء ومنع دخول الاحتياجات الأساسية من مشتقات نفطية ودواء وغذاء، ورفض تسليم المرتبات …إلخ، ما يؤكد أن العدوان علينا صهيوامريكي الهدف والغاية..
التصريح السابق للمسؤول الصهيوني يفسّر أيضا أنه تم توزيع الأدوار بين السعودية والإمارات في اليمن طبقا للرؤية الصهيوأمريكية، وطبقا لأطماعها التي تتطابق مع أطماع كل من السعودية والإمارات ، فأطماع السعودية تتمثل في الثروة البترولية في مأرب والجوف والحصول على منفذ بحري على البحر العربي للخلاص مما يتعبرونه هيمنة إيران على الخليج الفارسي ومضيق هرمز، ولتحقيق ذلك فقد ركزت قواتها العسكرية ومرتزقتها من الإخوان على هذه المحافظات ومنها محافظة المهرة من أجل الحصول على النفط والغاز بلا ثمن كهدف صهيوأمريكي ولتحقيق المصالح السعودية وإشباع أطماعها ، وبالمثل الإمارات تركزت قواتها وقوات مرتزقتها من خونة العفافيش وخونة الانتقالي على عدن وعلى الشريط الساحلي في البحرين العربي والأحمر وعلى الجزر اليمنية في كلا البحرين وما قيام الإمارات مؤخرا بإنشاء مطار وقاعدة عسكرية في جزيرة ميون وما سبقها في سقطرى إلا أكبر دليل وشاهد مادي على ذلك، والهدف هو تمكين العدو الصهيوأمريكي من السيطرة على باب المندب والجزر اليمنية بقناع إماراتي والحيلولة دون فرض السيادة اليمنية عليها كهدف صهيوأمريكي، وكذلك منع تحويل عدن ومينائها إلى منطقة حرة للتجارة العالمية كهدف إماراتي كون حصول ذلك سيقضي على المنطقة الحرة للتجارة العالمية في دبي وعلى مينائها الحر..
هذا التصريح الصهيوني أيضا يؤكد حقيقة أخرى هامة جدا هي أن العدو الصهيوأمريكي اليوم أصبح متيقنا أن عدوان تحالفهم المزعوم قد فشل فشلا نهائيا وأن وقف تطهير مارب هو آخر رهاناتهم، والأمل الوحيد المتبقي لهم للبقاء في الجنوب والسواحل والجزر اليمنية بعد انكسارهم وانهزام قواتهم هم وأذنابهم من أعراب الجزيرة العربية للعام السابع، فهم يعلمون علم اليقين أن تطهير مارب هو المسمار الأخير في نعش مؤامراتهم العدوانية على اليمن وعلى الشرق الأوسط بشكل عام بما فيها اﻹطاحة بمؤامرة” شرق أوسط جديد وبصفقة القرن” كما أنهم يدركون جيدا أن تطهير مارب هو الخطوة الأولى والأساسية لنهاية عدوانهم وزوالهم وعودتهم يجرجرون أذيال الخيبة والفضيحة بخفي حنين، وأن انتصار الشعب اليمني أيضا سيجعل الهيمنة المستقبلية على الشرق الأوسط لمحور المقاومة وسيمثل الخطوة الأولى لزوال إسرائيل وتحرير فلسطين، وهذا ما سيتحقق بإذن الله تعالى ومشيئته شاؤوا أم أبوا، استسلموا للأمر الواقع أم لم يستسلموا، وما ذلك على الله بعزيز، والأيام بيننا.