المستقبل للتغيير وشباب الثورة مع الحوار الحامل لمشروعهم الوطني

الحوار سينجح ليس بجهود من في الموفمبيك
ما يجرى في دماج معناه أن هناك أكثر من طرف يريد الهروب من مؤتمر الحوار
المستقبل للتغيير.. إنتاج نظام سياسي جديد.. بناء الدولة.. مخرجات حوار حاملة للمشروع الوطني.. التعويل على وعي الشعب.. المراهنة على الجيل الجديد المتحرر من العقد..”هي بعض من ومضات للناشط الحقوقي والقيادي في الثورة الشبابية السلمية الأخ خالد الآنسي شملها حديثه للثورة.. نقدمه لكم في السطور التالية.
* ثلاث سنوات ثمر على انطلاق ثورة التغيير السلمية هل الذي نشهده اليوم من انفلات أمني وتخريب للخدمات ومقدرات الشعب واغتيالات وأعمال إرهاب هو كل ما حققته ثورة الشباب¿!
– أولاٍ لو أردنا أن نعطي عمراٍ للثورة فعمرها منذ العام 2007م أي منذ بدء الاحتجاجات السلمية أو ما يعرف بالحراك الجنوبي وما ثورة الشباب في 2011م إلا امتداد وهذا الأمر يوضح للعالم صعوبة النظام الذي ثرنا ضده.. وعندما نتحدث عن ما هو حاصل في المشهد اليمني اليوم من انفلات واغتيالات وإرهاب يجب أن نسأل أنفسنا هذا كله ألم يكن موجوداٍ¿!! لا أحد يستطيع أن ينكر أنه لم يكن في الماضي اختطافات واغتيالات واعتداء على الكهرباء المشكلة في عدم وجود الدولة القادرة على بسط سلطتها على كل شيء.
في كل الأحوال ليس جميعنا يعرف أن حتى ثورة 26 سبتمبر لها أكثر من خمسين سنة لا تزال تواجه ثورة مضادة.. ولهذا لا نستغرب أن تواجه ثورة الشباب الثورة الوليدة الثورة المضادة والكثير من المشاريع الصغيرة داخلية وخارجية.
* يعني نحتاج خمسين سنة أخرى حتى تنتهي “الثورة المضادة” وتهدأ اليمن¿!
– لا.. لا نحتاج لخمسين سنة عادة يْعطى بعد كل ثورة فترات معينة لإعادة البناء كل ما نحتاجه إعادة فرز بين السلطة والمعارضة عندما يحدث فصل بين من يحكم ومن يعارض.
عندما يحدث فرز بين السلطة والمعارضة ونعرف من هو النظام السياسي الذي سنحمله مسؤولية ما يحدث هنا ستحدد الثورة موقفها إما ستقبله أو ستلفظه إما أن يكون هذا المشروع ينتمي لمشروع التغيير أو امتداداٍ لما قبله.
* هل تتوقع عودة الشباب للساحات في حال انحراف مسار التغيير¿!
– عندما يشعر اليمنيون أن النظام السياسي لم يكن امتداداٍ لمشروع التغيير لحظتها أنا على يقين أن اليمنيين سيخرجون إلى الشارع ليستعيدوا ثورتهم.
* ألا ترى أن حكومة الوفاق حملت مالا تطيق¿!
– الناس الذين قبلوا أن يتولوا المسؤولية في حكومة الوفاق في هذه المرحلة خاضوا تحديا كبيرا وهي شجاعة منهم تحمل المسؤولية في هذا الظرف لكن في نفس الوقت يتحملون مسؤوليتهم كونهم قبلوا العمل مع طرف ليس لديه الرغبة في التغيير خاصة وأن الحكومة مناصفة بين المشترك وشركائه والمؤتمر واللقاء وكنت أتمنى على الرئيس عبدربه منصور هادي تشكيل حكومة برئاسته تمتلك كامل الصلاحيات لانتشال الوضع مما هو عليه.

الحوار وثورة الشباب
* أين تضع مخرجات الحوار من أهداف ثورة 11 فبراير 2011م¿!
– الثورة في محصلتها تهدف إلى إيجاد وبناء ما لم يكن موجوداٍ لو كانت هناك دولة أصلاٍ لما قامت ثورة ولما كنا تحت هذا المستوى من الارتهان للخارج مؤتمر الحوار من وجهة نظري أصبح أشبه بمبادرة بين القوى السياسية مع المجتمع الدولي ووصفه بمؤتمر وطني إنما هو وصف مجازي باعتبار أن الكثير من فئات الشعب لم تشمل في الحوار الذي سينتج عنه سيكون بمثابة مبادرة هذه المخرجات إذا اتفقت مع أهداف الثورة فنرحب بها وسنكون معها.. وسيلتف حولها الناس جميعاٍ وسيكون مصدر مشروعيتها الأساس هو الاستفتاء على الدستور الذي سيأتي منها أما إذا جاءت المخرجات عبارة عن دستور مع غياب الدولة ومشروع الدولة فمصيرها مصير الكثير من الأوراق السياسية فنحن لا نريد نصوصا ودساتير نحن نريد واقعا ملموسا هذا ما يبحث عنه اليمنيون.

تخلي عن المعتقلين
* بوصفك ناشطاٍ حقوقياٍ كيف تفسر عدم الإفراج عن الكثير من معتقلي الثورة الشبابية¿!
– التخلي عن شباب الثورة الذين مازالوا معتقلين ما هو إلا حلقة من مسلسل الغدر الذي لقيه هؤلاء الشباب من قبل الأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية للأسف غْدر بهم لمجرد الوصول إلى السلطة قضيتهم ركلت جانبا وتم تصنيفهم حزبياٍ وهذه تمثل معنى الانتهازية السياسية التي صورت اللقاء المشترك أقل وفاء لهؤلاء المعتقلين في الوقت الذي نجد القوى السياسية كالحراك استطاعت أن تفرض طلب الإفراج عن جميع المعتقلين بينما المشترك تخلى أو أنشغل عنهم ولم يعرهم اهتماماٍ.
* كحقوقيين ما الذي قمتم به في هذا الاتجاه¿!
– نحن نسعى أن تبقى هذه القضية قضية مجتمعية حية نتواصل مع منظمات حقوق الإنسان في الداخل والخارج في حدود ما نقدر عليه وقضية المعتقلين أٍصبحت الكثير من التقارير الدولية تتحدث عنها وتتعاطى معها باعتبارهم معتقلين سياسيين ومشكلتنا في اليمن غياب مؤسسات العدالة التي يمكن أن تلجأ إليها.
واعتصمنا مع المعتقلين واستطعنا الإفراج عن مجموعة وخرجنا من الاعتصام بناء على طلب بقية المعتقلين لا نملك إلا جهد المقل لكننا سنقول إن بقاء المعتقلين عار في وجه التغيير ومن يقول إن التغيير قد تم فتقول لم يتم والمعتقلون مايزالون خلف القضبان.

أعراض الصراع السياسي
* حرب دماج.. مسلسل الاغتيالات.. تفجير أنابيب النفط وأعمدة الكهرباء ما الذي تفهم من كل هذا¿!
– هي أعراض للصراع السياسي هناك صراع سياسي تحت الرماد هذا الصراع يظهر على شكل اغتيالات اختطافات أعمال إرهابية.. الخ
يظهر في حالة صراعات دموية هدفها إدخال اليمن في دوامة حرب دموية ما يحدث بقدر ما هو مؤلم ويبعث على الحزن والأسى إلا أني أعتبره مؤشراٍ لنهاية كل من يثيرها ويقف خلفها.
وما يجري في دماج معناه أن هناك أكثر من طرف يريد الهروب من مؤتمر الحوار بعد أن شارك فيه وقرب انتهائه حيث يتبع ذلك التزامات على بعض القوى أهمها إعادة صعدة إلى حظيرة الدولة.

نراهن على وعي الشعب
* كيف تقيم أداء قوى التغيير والتحديث في مواجهة كل ما يجري للوطن¿!
– للأسف من كانوا يطلقون على أنفسهم بالقوى الحداثية والعلمانية والليبيرالية وجدناهم قوى طائفية ومناطقية وانقلابية قمعية وجدنا حقوقيين يحيون بقلوب الطائفية هؤلاء لا يمكن أن نراهن عليهم نحن نراهن على وعي الشعب أثبتت الشعوب أنها أكثر مسؤولية من القوى التي قدمت نفسها على أنها قوى حداثية ومدنية وقائدة لهذا المجتمع عندما تنظر للمشهد في مصر أو سوريا وتنظر للذين كانوا يتغنون بالحرية وينتقدون الاستبداد وحكم الفرد تحولوا اليوم إلى أدوات بيد الطغاة لتضليل وقمع الشارع ولهذا نراهن على الشعوب التي تسكنها الثورة كما نراهن على الجيل الجديد المتحرر من العقد ورواسب الماضي.

نظام سياسي جديد
* ما القرارات التي تنتظرها من الرئيس هادي¿ِ!
– الآن بصورة عاجلة أن نخرج من دوامة التراشق بالاتهامات لأن الناس ملت من هذا نحن بحاجة لخطوات معينة تنتج نظاما سياسيا هذا النظام يتحمل مسؤوليته أمام الشعب من خلال حكومة جديدة تكنوقراط أوحتى حكومة سياسية لكن أن يختارها الرئيس عبدربه منصور هادي وبرئاسته يكون أعضاؤها مشهوداٍ لهم بالكفاءة وليس لهم ماضُ سيئ وتْعطى لها كامل الصلاحيات.
* هل تعول كثيراٍ على مؤتمر الحوار¿!
– حقيقة الأمر بحسب المقدمات لا نراهن عليه كثيراٍ باعتبار أن ما يحدث في الموفنبيك هو شكل مظهري لا أكثر بينما القرار بيد مجموعة من القوى الخارجية ولهذا فالحوار سينجح ليس بجهود من في الموفنبيك وإنما بجهود المجتمع الدولي الذي يريد الاستقرار لليمن والمجتمع الدولي مصر على نجاح الحوار وأغلب من في الموفنبيك تواجه من أجل أن لا يْعاقب من المجتمع الدولي.

* كلمة أخيرة¿
– المستقبل للتغيير وستنتصر إرادة التغيير وستمضي سنة الله في الكون لأن إرادة الشعوب هي من تنتصر.

قد يعجبك ايضا