كانت مواقف الأنظمة العميلة تجاه ما حدث مؤخرا في غزة شبيهة بـرقصة الأفاعي، حيث وقد رقصوا رقصتهم الأخيرة على جثث وأشلاء ودماء الفلسطينيين كما رقصوها مسبقا في اليمن، لكن مواقفهم الركيكة حتى وإن تركت الشعب الفلسطيني وحيدا لن تغيِّر من مسار المعركة التي نكَّلت بالعدو الصهيوني أشد تنكيل، فلا أحد يعول على تلك الأنظمة التي تربصت السوء والهلاك بالمقاومة الفلسطينية ودعت للسلام المخزي مطبقة بذلك بنود التطبيع التي جعلت منهم أحذية لصهيون ينتعلهم أينما توجه.
فالإمارات العميلة كان لها ذات الموقف السعودي سواء في أعلى الهرم أم المواقف الشعبية والتي لم تعد تهتم بقضايا الأمة المركزية نتيجة التضليل الثقافي والتدجين الديني الذي ارتشفته من المناهج التكفيرية، والتي قدمت العدو صديقا والصديق عدوا، ولا يخلو شعب من الوعي والبصيرة كسنة” إلهية خالدة مخلدة حتى قيام الساعة، ولا بد لتلك الشعوب من صحوة وتحرر حتى لو كانت في اللحظات الأخيرة من الحياة الدنيا.
أما من تحدث بسخف وحقارة عن الشعب الفلسطيني، ومجَّد بلحن قوله اليهود المعتدين، ممثلا الموقف الخليجي، فذاك هو في حد ذاته صهيوني الجنسية والهوية والمبدأ، ولن تنطلي خدعة العقال على أصحاب العقول الواعية، فمثله كمثل أصحاب اللحى الطويلة والأثواب القصيرة والأصوات الرنانة والثقافات المغلوطة، أصحاب ألسنة الفتنة والشذوذ باسم الدين، فالحقيقة هي أن الصهاينة يتحركون بحرية مطلقة في دول الخليج ولهم لسان عربي متقن في الحديث، وإن كان العكس هو الصحيح فـقد حسم القرآن الكريم كل تلك المواقف والأقوال والخنوع في قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).
ختاما
لم تعد الأنظمة المطبعة بشكل عام تمثل القضية الفلسطينية، بل إنها أصبحت تمثل الاحتلال والجريمة الصهيونية، وللقضية أهلها الأحرار الذين سيبذلون الغالي والنفيس من أجل نصرة القدس وتحرير فلسطين من دنس اليهود، وجميع من دار في فلك الصهيونية حتى من باب السلام وتجنب الحرب، فإنهم رجس، والقدس محرم عليهم كما هو محرم على اليهود وجميعهم له نفس الهوية، والعاقبة للمتقين.