الشيوخي: المقاطعة شكل من أشكال المقاومة ولا بد من إحياء وتفعيل حملات مقاطعة الاحتلال وسحب الاستثمارات بالتكامل مع حركة المقاطعة العالمية

مقاطعة البضائع الأمريكية الإسرائيلية خيار استراتيجي للأمة لرفع كلفة العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني

أحد عشر يوما من العدوان والحرب العسكرية التي شنتها إسرائيل على مدينة غزة الفلسطينية كشفت هشاشة وضعف هذا الكيان الغاصب عسكريا وذلك بفعل الرد المزلزل للمقاومة الفلسطينية التي دكت بصواريخها البسيطة عاصمة إسرائيل (تل الربيع) (أبيب) وجميع المدن الإسرائيلية في أرض فلسطين المحتلة وبعد الهدنة التي سعى العدو الإسرائيلي للإعلان عنها فجر الجمعة الماضي بوساطة مصرية تبرز الحاجة للاستمرار في تنفيذ الدعوات المتعلقة بالحرب الاقتصادية ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كخيار من خيارات المواجهة بين شعوبنا العربية المسلوبة والمظلومة وبين قوى الهيمنة والاستعمار والاحتلال الأمريكية الصهيونية ولما للمقاطعة التجارية من أثر بالغ على كيانات الاستكبار العالمي..
الثورة / أحمد المالكي

دعت اللجان الشعبية الفلسطينية في بيان صحفي مركزي جماهير الشعب العربي الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وفي داخل ما يسمى بالخط الأخضر وفي دول اللجوء والشتات والدول العربية والإسلامية إلى إحياء وتفعيل حملات مقاطعة البضائع الإسرائيلية ردا على العدوان الهمجي الإسرائيلي وردا على المجازر التي يرتكبها الاحتلال وآلته العسكرية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم وممتلكاته ومقدراته .
وأوضح أمين عام اللجان الشعبية الفلسطينية المهندس عزمي الشيوخي أن المقاطعة شكل من أشكال المقاومة ولا بد من إحياء وتفعيل حملات مقاطعة الاحتلال وسحب الاستثمارات بالتكامل والتناغم مع حركة المقاطعة العالمية وسحب الاستثمارات وعزل دولة الكيان الإسرائيلي الاحتلالي
واكد على أهمية تنفيذ كافة قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بكل ما يتعلق بفك الارتباط الاقتصادي مع دولة الاحتلال وتحرير القطاعات الاقتصادية كافة من التبعية للاقتصاد الاحتلالي الإسرائيلي .
ودعا أمين عام اللجان الشعبية جماهير الشعوب العربية وحركتي فتح وحماس وجميع الفصائل والفعاليات الرسمية والوطنية والأهلية والشعبية لإحياء وتفعيل وإنجاح حملات مقاطعة البضائع والمنتجات والخدمات الاستيطانية والاحتلالية الإسرائيلية بشكل عام.
واعتبر الشيوخي أن مقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية أحد المحاور الهامة للاشتباك الاقتصادي مع الاحتلال وفي الحرب الاقتصادية التي يشنها الاحتلال على المقدرات والمصانع والمؤسسات والعقارات والأرض والبنية التحتية .
واكد على أهمية تحقيق الانتصار بفك الارتباط مع اقتصاد الاحتلال وتحويله إلى احتلال خاسر وتحقيق نجاحات وانتصارات في الاشتباك الاقتصادي وفي معركتنا الاقتصادية بما يزيد من عزلته ويقصر من عمره على طريق الحرية والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.
وأكد أنه يجب أن تتكامل حملات المقاطعة في فلسطين مع حركة المقاطعة العالمية لمحاصرة الاحتلال وعزله وحتى تشكل المقاطعة عاملا ضاغطا مؤلما للاحتلال على طريق الحرية والتحرير وزوال كافة أشكال الاحتلال عن الأرض المقدسة .
مشيرا إلى أن الأرباح التي يجنيها الاحتلال من خلال تداولنا للبضائع والمنتجات والخدمات الاسرائيلية تعود رصاصا إلى صدور أبناء شعبنا وقذائف فوق رؤوسنا وبمقاطعتنا نقطع شريان الحياة عن المستوطنات وعن الاحتلال ونسرع في زوال الاحتلال بالتقصير من عمره .

لن تتوقف
من جانبه أمين عام حزب المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي يؤكد أن “مقاطعة إسرائيل ومنتجاتها وإن كانت محدودة، لم ولن تتوقف على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بل وصلت تحركاتها لكل دول العالم ولا تزال، حيث تسببت في انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 46% سنة 2014م، وذلك وفقاً لتقرير صادرة عن الأمم المتحدة.
وتتوقع مؤسسة راند الأميركية بأن تلحق حركة المقاطعة خسارة بإجمالي الناتج المحلي الإسرائيلي تتراوح بين 1 و2% ، أي ما بين 28 و56 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة. كما كشف آخر تقرير للبنك الدولي أن الصادرات الإسرائيلية إلى السوق الفلسطينية انخفضت بنسبة 24%، كما تبنت عدة شركات عالمية وبنوك وصناديق استثمارية منطق حركة المقاطعة BDS، فيما بدأ بعضها بسحب استثماراته من السوق الإسرائيلية، حيث دعت 310 من المؤسسات والأحزاب الأوروبية قيادة الاتحاد الأوروبي لتجميد اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد وإسرائيل. فضلاً عن تبني العديد من نقابات العمال لنداء مقاطعة إسرائيل”.
ويردف “اليوم تتصدر حركة مقاطعة إسرائيل BDS عناوين رئيسة في الإعلام، وتلعب دوراً مهماً في التأثير على الرأي العام تجاه القضية الفلسطينية، كما أنها تشكل الاتجاه السائد في عدة دول حول العالم”.

المواجهة المشروعة
وتعتبر المقاطعة أسلوبا نموذجياً كأحد أوجه المواجهة المشروعة والجهاد ضد الاحتلال كي تنال الشعوب حريتها واستقلالها. والمقاطعة (الاقتصادية) تعني بمفهومها العام إيقاف التبادل السلعي والخدماتي بشكل كلي أو جزئي مع الطرف المراد مقاطعته بما يخدم مصالح وأهداف الطرف الداعي للمقاطعة، ويشمل التعامل الاقتصادي والخدماتي بكافة أشكاله أي وقف التبادل السلعي والخدماتي مع الطرف المطلوب مقاطعته بهدف التأثير عليه سياسياً أو أضعافه عسكرياً واقتصادياً، وتأتي المقاطعة بهدف إحداث الضغط والتأثير على أمريكا وإسرائيل بما يخدم المصالح العامة للأمة الإسلامية..

مقاطعة تاريخية
ومن أروع صور المقاطعة بالتاريخ الحديث ( إضراب عام 1936) الذي قام بتنفيذه الشعب والثوار الفلسطينيون ضد اليهود والاحتلال البريطاني وقد استمر هذا الإضراب لمدة ستة أشهر مسجلا أطول وأفضل إضراب (مقاطعة ) في التاريخ, كذلك لا ننسى التجربة الهندية الشجاعة والتي نفذها الشعب الهندي بزعامة المهاتما غاندي ضد المستعمر البريطاني “للقارة الهندية” وكذلك مقاطعة الشعب الفيتنامي الصامدة المتميزة ضد المحتلين الأمريكيين والفرنسيين حتى نالوا حريتهم وكبرياءهم، وهنا لا ننسى الانتفاضة الفلسطينية المباركة عام 1987م ونموذجها البطولي المشرف في الجهاد ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، باعتبارها تكتيكا ضمن أوجه الجهاد الأخرى.

خسائر
وفي هذا السياق، قدرت تقارير اقتصادية أن خسائر العدو الإسرائيلي المتراكمة من المقاطعة العربية حتى نهاية عام 1999م بنحو 90 مليار دولار، منها 20 مليار دولار قيمة صادرات إسرائيلية مقدرة للعرب و24 مليار دولار للاستثمارات المتوقعة في الدول العربية، فضلا عن 46 مليار دولار خسائر مباشرة وغير مباشرة جراء مقاطعة الشركات العالمية.
وكرد فعل شعبي عربي على موقف الولايات المتحدة الداعم والمؤيد لإسرائيل في عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني الأعزل، بلغ حجم الخسائر الفعلية للشركات الأمريكية بالمنطقة العربية نتيجة لحملة المقاطعة الشعبية خلال 2002 فقط حوالي 250 مليون دولار، وإن هذه الخسائر عبارة عن انخفاض في حجم المبيعات بنسبة 10% في الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الأمريكية، و50% في مطاعم الوجبات السريعة وبعض أنواع مستحضرات التجميل.
وبدأت الشركات الأمريكية – خاصة الصغيرة والمتوسطة – تستشعر الخطر من امتداد حملة المقاطعة الشعبية إلى أسواق إسلامية كبيرة مثل باكستان وإندونيسيا، وهذا الأمر دفع الشركات إلى المسارعة بتكليف شركات علاقات عامة ذات معرفة وثيقة بسلوكيات المستهلكين في الدول العربية والإسلامية بتنظيم حملات إعلامية دعائية مركزة لتقليل حجم الخسائر الناجمة عن المقاطعة، بينما لجأ الوكلاء المحليون لمطاعم الوجبات السريعة إلى نشر إعلانات بالصحف المحلية في مختلف الدول العربية ينفون فيها ما يتردد عن تبرع بعض الشركات الأمريكية بإيرادات يوم كامل لإسرائيل.
يُذكر أن حجم أرباح شركة “أمريكانا” قد انخفض بنسبة 10% في عام 2001م مقارنة بعام 2000، في حين ذكرت أوساط اقتصادية أن شركات ماكدونالدز، وشركات المياه الغازية وفي مقدمتها “كوكاكولا” قد خسرت نحو 80% من زبائنها خاصة في الآونة الأخيرة نتيجة حملات المقاطعة.

شركات أمريكية
وكانت تقارير قد كشفت عن خسائر فادحة تكبدتها العديد من الشركات التي تقدم دعما، مباشراً، أو غير مباشر، لدولة إسرائيل، بعد أن استجاب ملايين المسلمين والعرب لدعوات مقاطعتها الكثيرة، تأكيدا على تمسكهم بدعم ونصرة الفلسطينيين، ورفضا منهم للمشاركة بطريقة أو أخرى في قتل إخوانهم.
وأشارت إحصائية رسمية نشرتها الصحف البريطانية والأمريكية إلى تعرض الشركات الأمريكية والغربية في الدول العربية لخسائر كبيرة؛ نتيجة للمقاطعة الشعبية التي بدأت مع اندلاع الانتفاضة، حيث انخفضت الكوكاكولا بنسبة 20%، وانخفضت مبيعات الوجبات الأمريكية السريعة ماكدونالدز بحوالي 35%، فيما انخفضت مبيعات شركات ايريال الأمريكية للمنظفات بنسبة 25%، وأكدت الإحصائيات أن قيمة العلامة التجارية العالمية لشركة أمريكية أخرى تنتج مشروباً غازياً قد انخفضت بنسبة 13%، وكمؤشر إلى تأثر هذه الشركة بحملات المقاطعة في الدول العربية والإسلامية، فقد تجاوزت خسائرها في إحدى الدول العربية أكثر من نصف رأسمالها في هذه الدولة.

مبادرات يمنية
محافظ محافظة ذمار الأستاذ محمد البخيتي جدد التأكيد في تصريحات خاصة للثورة على أهمية مقاطعة البضائع الأمريكية كونها تمثل الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني التي تمده بالمال والسلاح لقتل الشعب الفلسطيني الشقيق إلى جانب مقاطعة البضائع الإسرائيلية وذلك لرفع كلفة العدوان الإسرائيلي على غزة والشعب الفلسطيني الشقيق وكون المقاطعة الاقتصادية تعتبر من الأسلحة الفعالة التي يجب أن تتبناها الشعوب العربية وتدخل في المواجهة الشاملة مع الأمريكان والصهاينة.
كما ناقش اجتماع بمحافظة صعدة برئاسة المحافظ محمد جابر عوض، آلية تنفيذ حملة مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية.
وفي الاجتماع الذي ضم رئيس لجنة التخطيط والمالية بمحلي المحافظة أحمد القطابري ومدير مكتب الصناعة عبد الرحمن الصيلمي، أشار المحافظ عوض، إلى أهمية مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية.
واعتبر المقاطعة الاقتصادية من أهم الأدوات التي تسهم في تكبيد أعداء الأمة خسائر اقتصادية كبيرة.
وشدد على أهمية دور وسائل الإعلام في توعية المجتمع بعدم شراء المنتجات الأمريكية والإسرائيلية.
فيما أشار مدير مكتب الصناعة، إلى أن المقاطعة الاقتصادية سلاح فعال في وجه أعداء الأمة.

قد يعجبك ايضا