أكثر من 120 غارة صهيونية على غزة خلال يوم أمس سبقت إعلان الهدنة

العدو الصهيوني أعلن وقف الحرب على غزة ابتداء من الثانية فجر اليوم

الثورة /

أعلنت وسائل إعلام يهودية، أن كيان العدو الصهيوني وافق – عبر مجلسه الوزاري المصغر – على وقف لإطلاق النار من جانب واحد ، وجاء الإعلان ليلة أمس عقب اجتماع لقادة العدو الصهيوني خرج بموافقة على وقف إطلاق النار من جانب واحد.
ولفتت وسائل إعلام صهيونية إلى أنه وبعد مداولات لأكثر من 3 ساعات، قرر «كابينت» العدو الصهيوني ، مساء أمس الخميس، وقف إطلاق النّار في قطاع غزة ، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ وقف ما أسماه العدو اليهودي «حارس الأسوار» اتخذ بإجماع الوزراء، مشيرةً إلى أنّ «اتفاق وقف إطلاق النار سيسري الساعة الثانية من فجر الجمعة، بالتوافق مع المصريين».
إعلان العدو لوقف الحرب ، جاء بعد ساعات من إعلان رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو أنه سيستمر في الحرب على غزة، ليتراجع بعد ساعات عن مزاعمه، ما يكشف الهزيمة التي تعرض لها كيان العدو الصهيوني في هذه الجولة من المعركة.
فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» تأكيده أن «هدنة متبادلة ومتزامنة مع إسرائيل تبدأ في الثانية فجر الجمعة» ، إلى ذلك قال القيادي في حركة «حماس» مشير المصري أن إعلان العدو الصهيوني وقف لإطلاق النار هو «إعلان هزيمة»، مؤكدا أن المقاومة ستستمر في حماية القدس والشعب الفلسطيني.
وقال القيادي مشير المصري، أمس الخميس، إنّ المقاومة «ستبقى حارسة القدس وحامية الشعب وصِمَام أمان لفلسطين»، مضيفاً أنّ كلمة المقاومة «ستبقى هي العليا» ، وأكد المصري أنّ وقف إطلاق النار هو «إعلان هزيمة وهروب من الميدان أمام ملحمة النصر التي تسطّرها المقاومة»، التي تمكّنت «بوحدة موقفها وثورة شعبها من أن تخترق حصون العدو، وتبدّد أوهامه، وتفرض قواعد اشتباك جديدة».
وأتى تصريح المصري متزامنا مع ما أفادت به وسائل إعلام صهيونية – نقلاً عن مصدر سياسيّ – بأنّ «الكابينت صوت على وقف للنار أحاديّ الجانب» ، وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ وقف إطلاق النار سيبدأ صباح اليوم من الثانية قبيل الفجر ، وحتى لحظة الخبر لم تعلق فصائل المقاومة الفلسطينية على ما أعلنته وسائل إعلام الصهاينة.
وسبق إعلان العدو الصهيوني وقف الحرب على غزة ، تصعيد القصف على القطاع من الجو والبحر، إذ شن العدو الصهيوني منذ وقت مبكر من صباح أمس الخميس – أكثر من 100 غارة جوية على شمال غزة. وتقول التقارير إن الزوارق الحربية كانت تطلق النار طوال الليل على المدينة المحاصرة.
كما واصل العدو الصهيوني حتى مساء أمس – بالتزامن مع الحديث عن الهدنة – قصف قطاع غزة من البر والبحر والجو طوال الليل وصباح أمس ، وحتى وقت متأخر من يوم أمس الخميس ، وشن طيران العدو أكثر من 120 غارة مستهدفا منازل وأحياء في قطاع غزة ، ونقلت مصادر عن قيام زوارق حربية بقصف القطاع طيلة ليلة أمس.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة خلال 11 يوما من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إلى 230 شهيداً و1710 جريحى ، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس الخميس، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في اليوم الـ11 للعدوان المتواصل على قطاع غزة إلى 230 شهيداً بينهم 65 طفلاً و 39 سيدة و17 مسناً بالإضافة إلى إصابة 1710 آخرين.
ونقلت وكالة «فلسطين اليوم» عن الناطق باسم الوزارة، أشرف القدرة، قوله: إن عدد الإصابات جراء العدوان بلغ 1710 إصابات بجراح مختلفة، منها 55 إصابة شديدة الخطورة، و400 إصابة في الأجزاء العلوية منها 153 إصابة في الرأس والرقبة.
وأضاف القدرة: إن من بين الإصابات 470 طفلا و310 نساء ، وطالب الجهات المعنية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل فتح المعابر لوصول المساعدات الصحية والوفود الطبية وتسهيل حركة الجرحى والمرضى من وإلى قطاع غزة.
وحذر القدرة، من مخاطر استهداف منظومة الكهرباء في قطاع غزة لما لها من تداعيات خطيرة على عمل المنظومة الصحية وخدماتها الحيوية وتلف الأدوية الحساسة والتطعيمات وتعطل الأجهزة الطبية.
من الواضح أن كيان العدو الصهيوني سعى إلى هدنة مؤقتة، إذ أن استمرارها يعني مزيدا من الخسائر من جانبه ، بعدما فاجأته المقاومة بضربات نوعية وكثيفة هي الأولى من نوعها منذ مجيئ الكيان الغاصب وعصاباته اليهودية.

هزيمة صهيونية وانتصار فلسطيني كبير
نشرت قناة الميادين تحليلا لرصد ما يقوله الإعلام الإسرائيلي حول مآلات الحرب التي استمرت 11 يوما بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية ، مشيرة إلى أن الإعلام الإسرائيلي أكد أن «حماس» قطفت «صورة النصر ، وأضاف التحليل- الذي نشرته الميادين على موقعها – أن وسائل الإعلام الإسرائيلية اعترفت بفشل العدو في إحراز تقدم في مواجهة المقاومة الفلسطينية وأن قادة العدو يخشون من إطالة الحرب نظرا للخسائر التي تعرضوا لها في أيامها العشرة.
ومع تجاوز العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومَه الحادي عشر، حافظت إنجازات المقاومة الفلسطينية على رسم خطوط النقاش الإعلامي في «إسرائيل»، والذي تركّز على عدة محاور، منها: النقاش بشأن معادلة التكلفة والجدوى؛ سعي «إسرائيل» لإحراز «صورة النصر»؛ مواصلة الحديث عن مخاطر الاستمرار في عملية عسكرية استنفدت نفسها، ودخلت في مرحلة المراوحة والتخبّط.

إسرائيل فوّتت “صورة النصر”
يبدو أن «أُمّ المعارك» في النقاش الإعلامي الإسرائيلي تدور حول «صورة النصر»، وكيفية تحقيقها. وحفل الخطاب الإعلامي بكثير من النقاش والجدل بشأن هذا المفهوم. والجديد الذي سُجّل في الساعات الماضية، هو تعزّز الرأي القائل بأن السعي وراء «صورة النصر» أمرٌ لا لزوم له أساساً، في
«المواجهات المحدودة» (كالتي تجري اليوم في غزة). ولشرح هذه الفكرة، كتب الصحافي في «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، آرييلا هوفمان، مقالاً تحت عنوان: «مطاردة الصورة»، مشيراً إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: «دولة سيادية ليست في حاجة إلى صورة انتصار، جيش نظامي يشتقّ عملياته من الأهداف التي وُضعت له، في هذه الحالة، ضرب قدرات حماس وتعميق الردع، من دون الاستخفاف بالأهمية الكبيرة لكيّ الوعي. صورة انتصار هي جزء من الترسانة الإرهابيّة، حماس يمكنها أن تتفاخر بصور الإصابات المباشرة في مراكز سكانية في إسرائيل، وبمشهد المواطنين المرعوبين وهم يبحثون عن ملاذ، أو صور الغلاف (محيط غزة) وهو خالٍ من سكانه، وليس إسرائيل».
الأمر الثاني: «يتصل بالحاجة إلى صورة، تعبّر أكثر من أي شيء، عن شعور تفويت الفرصة، بحيث تصبح المعادلة: لا توجد صورة؟ لا انتصار».
الموضوع الثالث: «الأهم في النقاش العام الدائر في الأيام الأخيرة، يتناول الخشية من أن مطاردة تلك الصورة المتملّصة تؤثر في قرار السعي لوقفٍ إطلاق النار، وقف النار يجب أن يأتي انطلاقاً من فهمٍ مفاده أن استمرار القتال، على ما يبدو، لن يحقق إنجازات مهمة، وأن بنك الأهداف النوعية ينفد، وتجربة الماضي تفيد بأن هناك خطراً معقولاً في أن تكون التكلفة أكبر من الجدوى. والتكلفة تُقاس، ليس فقط بمصطلحات ملايين الشواكل في اليوم، بل أيضاً بثمن دبلوماسي ثقيل».
يضاف النقاش إلى رأي جرى تداوله، ومفاده أن لا جدوى من اللهاث وراء هذه الصورة، لأن حركة «حماس» قطفتها منذ بدايات القتال، وبالإضافة إلى ما جرى التطرّق إليه من ذكر إنجازات حركة «حماس» في هذه الجولة، أعاد خبراء عرض هذه «الإنجازات الاستراتيجية» التي وصفوها بالضخمة.
وفي هذا السياق، أشار مدير «الوكالة اليهودية» وسفير «إسرائيل» لدى الولايات المتحدة سابقاً، سالي مَريدور، في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إلى إنجازات المقاومة الفلسطينية، عبر 4 نقاط مُركّزة:
الإنجاز الأهم برأيه هو «العنف الذي اندلع داخل المجتمع الإسرائيلي بين عرب ويهود».
الإنجاز الثاني هو تنصيب «حماس» حاميةً للقدس والحرم القدسي في نظر كل عربي ومسلم في العالم.
الإنجاز الثالث يتمثّل بتموضع «حماس» على خلفية ضعف السلطة الفلسطينية، في موضع المهيمن في الساحة الفلسطينية.
الإنجاز الرابع هو «كشف ضعف منظومة الدفاع الإسرائيلية ضد الصواريخ أمام صليات من قذائف صاروخية كثيفة تُطلق خلال وقتٍ قصير في اتجاه النقاط نفسها، وإيران وحزب الله، الأقوى بما لا يُقاس من حماس، يشاهدان ويدرسان».

العدوان الإسرائيلي ومرحلة التخبّط
مع مرور الوقت، يتعزّز المفهوم السائد لدى مختلف الأوساط الإسرائيلية، والذي مفاده أن العملية استنفدت نفسها ودخلت مرحلة المراوحة، بمعزل عن الضرّر الذي لحق بحركة «حماس».
وبشأن ذلك، أشار معلق الشؤون العسكرية في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية طال ليف رام إلى أن «أغلبية الإنجازات حققتها إسرائيل في الأيام الأولى من العملية. الأيام الأخيرة أصبحت أكثر تعقيداً. إلى غاية الآن، نزع الجيش الإسرائيلي من حماس بنجاح كامل قدرتها تقريباً على التسلّل إلى الأراضي الإسرائيلية والقتال في أراضينا. العائق تحت الأرضي، والاستخبارات التي تطوّرت كثيراً في السنوات الأخيرة، وفّرت استجابة ممتازة على طول الحدود البرية والبحرية».
في سياق موازٍ، حذّر معلق الشؤون العسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية يوسي يهوشع، من أن واقع المراوحة ينطوي على «مخاطر قد تقلب معادلة التكلفة والجدوى»، عبر ارتكاب «إسرائيل» أخطاء جسيمة في فترة «مسافة الكبح»، في إشارة إلى المرحلة التي تمرّ فيها العملية العسكرية الإسرائيلية بتخبّط، ولاسيما في مراحلها الأخيرة.

تقرأون في الملف :

فلسطينيون يتظاهرون في مصنع طائرات صهيوني بمدينة بريطانية

موقف دولي مشتت.. مجلس الأمن يستعرض جرائم الصهاينة ولا يدينها..وأمريكا تمعن في دعمها السافر لجرائم العدو اليهودي

المقاومة الفلسطينية تفرض معادلة سيف القدس والعدو يسعى لتهدئة تعفيه من تبعات الهزيمة

“الجهاد” تدعو إلى اعتبار اليوم الجمعة يوم غضب ونفير عام بأنحاء فلسطين

أحرار العالم من الدول والشعوب والمنظمات يتضامنون مع الفلسطينيين ضد العدو الإسرائيلي

قد يعجبك ايضا