في اندونيسيا يهللون في الشوارع.. وفي وجزر القمر يحيون لعبة المصارعة
كيف تقضي المجتمعات الإسلامية أيام عيد الفطر المبارك
يحل على المسلمين في جميع أنحاء العالم عيد الفطر المبارك بعد مرور شهر رمضان الفضيل الذي ينسج الناس فيه خيوط عبادتهم وقربهم من الله بقوة ومتانة تكفل شحن وشحذ هممهم طيلة العام، فيأتي العيد مكملاً لمراسيم شهر الصيام كهدية ومكافأة من الله عز وجل يمن بها على عباده فتنشتر أجواء البهجة والسرور ويبدأ المسلمون باستقبال هذه المناسبة بكل مظاهر الفرح والسعادة كل بحسب عاداته وطقوسه الخاصة به والتي نذكر بعضاً منها في السطور التالية.
الثورة / مها موسى
يمارس المسلمون طقوس الاحتفال بهذا العيد بعادات متمايزة في بعض منها ومتشابهة في البعض الآخر، ففي اندونيسيا يطلق على الليلة التي تسبق عيد الفطر اسم ” تكبيران، كما يشتهر عيد الفطر باسم ” ليباران” في هذا اليوم يؤدي أهل اندونيسيا صلاة العيد سوياً في المصليات والساحات والمساجد، ومن عاداتهم الخروج في الشوارع مهللين مكبرين مرددين تكبيرات العيد متبادلين التهاني بينهم والتي تتمثل في قولهم لبعضهم ” سلامات العيد” وتعني ” عيد سعيد” وأيضا قولهم ” العفو بيننا ظاهراً وباطناً ” وهي دعوة للتسامح بينهم.
في عيد الفطر يتزاور الاندونيسيون فيما بينهم فتكون أول الزيارات للعائلات القريبة وفي اليومين الثاني والثالث للأصدقاء والعائلات البعيدة.
أما عن ماليزيا، فأجواء العيد أكثر بهجة وفرحاً حيث ينتقل الماليزيون إلى مسقط رأسهم قبل قدوم العيد بيوم، فيزينون المنازل ويهيئونها ويضيئون الشوارع ويعدون الموائد الشهية ويفتحون أبواب منازلهم على مصارعيها استقبالاً للضيوف.
وفي صباح يوم العيد يقيم الماليزيون صلاة العيد في المساجد الكبرى، كما يتميز الرجال الماليزيون في عيد الفطر بارتدائهم الملابس التقليدية ذات الألوان الجميلة والزاهية وأغطية الرأس المشهورة عندهم .
ومن الكلمات المتبادلة فيما بينهم بعد صلاة العيد ” ماف زاهير دان باتين ” والتي تعني اللهم اغفر أخطائي.
وفي جزر القمر تختلف طقوس الاحتفال بعيد الفطر حيث ترتبط بلعبة ” المصارعة فتقام المسابقات والمنافسات بين المصارعين على مستوى الجزر الثلاث (انجوان وموهيلي وجزيرة القمر الكبرى ) , هذا المنافسات تستمر طيلة أيام العيد جاذبة الكثير من النساء والرجال .
ومن طقوسهم أيضا في عيد الفطر ما يعرف بـ ” إعطاء اليد ” أو ” إعطاء الكف ” حيث يقومون بتبادل التهاني سائلين بعضهم البعض ” هل أعطيت فلاناً اليد ” أي هل سلمت على فلان ؟
أفغانستان وجنوب أفريقيا
بينما يستعد الناس في أفغانستان لاستقبال عيد الفطر من العشر الأواخر لشهر رمضان المبارك حيث تنظف البيوت وتزدحم الشوارع وتفاقم الأسواق.
وما إن يحل يوم العيد يبدأون احتفالهم به بأداء صلاة العيد ثم يتبادلون التهاني بقولهم ” عيد مبارك ” متمنين لبعضهم قبول الصيام والقيام والطاعات.
وبعد أن تنتهي الصلاة يعودون إلى البيوت مهنئين الأهل والأولاد ثم الأصدقاء والأحباب موزعين الهدايا مقدمين النقود لاسيما للأطفال في مظهر من مظاهر الاحتفال بالعيد.
وتتشابه جنوب أفريقيا في طريقة استعدادها لاستقبال مناسبة عيد الفطر المبارك مع أفغانستان حيث يستعد الناس للاحتفاء بهذه المناسبة من قبلها بأيام معدودة فترى الشوارع والأسواق مزدحمة لشراء الملابس الجديدة.
وفي مشهد من مشاهد الاحتفالات في جنوب أفريقيا تزين البيوت وتعد الحلويات الشهية واللذيذة.
وفي صباح العيد يجتمع الناس هناك لأداء صلاة العيد كتقليد إسلامي عالمي ومن بعده يتبادلون التهاني والتبريكات في هذا اليوم المبارك , ثم تجتمع كل أسرة في جو اسري مبهج في مجموعات كبيرة لتناول طعام الغداء مقدمين الهدايا العينية والمادية لاسيما للأطفال .
باكستان والبانيا
أما في باكستان فيعرف اسم عيد الفطر بـ ” شوتي ” فيما يعني بالعيد الصغير باللغة الأوردية فيحتفل أهل باكستان بالعيد لمدة 3 أيام متتالية .
ومن مظاهر الاحتفال بالعيد لديهم خروج النساء عند قدوم هذه المناسبة لزيارة البازارات وأماكن شراء الملابس لارتدائها صباح العيد منطلقين الى المساجد لأداء صلاة العيد وإخراج الصدقات الواجبة في العيد وهم يتبادلون التبريكات والتهاني والزيارات العائلية .
كما يعرف عنهم تناول وجبة خاصة صباح العيد تسمى ” طبق نودلز القمح بالحلبة والذي يعرف باسم الشعيرية ”
وفي البانيا يشهد عيد الفطر المبارك احتفالاً كبيراً لإداء صلاة العيد وذلك قبيل صلاة الفجر ممتداً إلى الصباح مرددين تكبيرات العيد والأناشيد الدينية , وفور انتهاء الصلاة يتبادل الالبانيون التهاني القلبية فيما بينهم ويبدأون بالزيارة للأهل والأقارب مقدمين الهدايا والأموال لإدخال السرور على الأطفال في هذا اليوم المبارك .
ومن طقوسهم الأساسية اجتماع العائلة يوم العيد على طاولة واحدة في حفل ” غداء العيد ” التي يعتبر من أهم مظاهر العيد التي يحافظ عليها أفراد الأسرة .