أكثر من 15 ألف عائلة تعيش الألم والأمل وترتقب عودة أسراها من سجون العدوان وينتظر عودتهم، آباء وأمهات, أبناء وزوجات, وأخوة وأصدقاء، يستذكرون بحزن أحبابهم في هذه الأيام المباركة، القابعين في سجون العدوان.
عيد جديد ولا يزال في السجون أقارب واحباب, عيد جديد ولازالت دموع الأمهات تذرف صباحاً ومساء كلما تذكرن أبناءهن.
كل عام وأنتم بخير أسرانا .. كل عام وأنت بخير أم الأسير.
في هذه الأسطر سنحاول استحضار المشهد والغوص في الحالة الاستثنائية التي تعيشها نواة المجتمع(الأسرة) نتابع:
الثورة/ جمال الظاهري
أم الأسير علي: بالتأكيد لن يكون للعيد طعم وابني مأسور ولا نعلم شيئاً عن حالته وكيف يعاملونه, ولا يصلنا إلا ما نقرأه ونسمعه عبر الإعلام ومن المجاهدين الذين أفرج عنهم.
وتضيف: بالنسبة لي فإني مفوضة أمري إلى الله وأدعوه ليلاً ونهاراً بأن يفك أسره, أما في الأعياد وأمام الناس فأحاول أن أبدو طبيعية وخاصة أمام زوجته وطفليه اللذين نراه فيهما.
أما أم الأسير جابر فتقول: هذا هو العيد الثالث وابني في السجن, وأسأل ألله أن يعيده سالما إلى أطفاله وزوجته وهذا سيكون أكبر أفراحنا وأعيادنا.
زوجة الأسير: ظلت أعيننا وآذاننا معلقة بالأخبار ونأمل أن يجتمع شمل عائلتنا في هذا العيد ولكن ( تصمت)..
وتضيف نستعين بالله وندعو لهم بالفرج، هذا حالنا مجبرين على التعايش مع ألم البعد وحنين اللقاء ونحتسب كل ذلك عند الله.
وعن أجواء العيد يقول والد أحد الأسرى: بلا شك هي صعبة ولكننا وإن لم نفرح بالشكل المطلوب فإنا سنفرح ونحتفل حين عودتهم.. لن نشمت العدو بنا.. نعم قلوبنا حزينة ولكننا مؤمنون وأصحاب حق.
وعن ذكرياته مع ابنه الذي طال غيابه يقول: اعتدنا صباح العيد أن نذهب للصلاة ونزور الروضات وندعو ونقرأ ما تيسر لأرواحهم بعد تناول طعام الفطور سويا، ثم نتحرك والأولاد لزيارة ارحامنا والأقارب والأنساب، ونعود في الظهيرة للتجمع على مائدة الغداء، وبعدها نجتمع مع الأصدقاء للتخزينة، لكنني في هذا العيد سأقوم بهذه الأمور وحدي”.
فرحة منقوصة
العيد فرحة تترجمها المظاهر والأنشطة والعادات التي ألفتها الشعوب وتؤديها في يوم عيدها ولكن الفرحة بالعيد تختلف عن الطقوس لأنها إحساس بالرضى وشعور بالسعادة وهذا ما تفتقده الكثير من العائلات وإن أدت مع الآخرين كل الطقوس العيدية؟..
نعم تظل فرحتهم منقوصة لأن شمل هذه العائلات لم يكتمل فهنالك أكثر من 15 ألف أسير لا يزالون خلف أسوار السجون وبين أوساطنا تعيش أسراً وعائلات محرومة من الشعور بالفرحة الكاملة بالعيد.
خصوصية
بالتأكيد للأسرى وضع خاص يستدعي الاهتمام خاصة عندما يكون السجان بدون قيم متجرداً من الإنسانية وتحت سلطته أعداد كبيرة من الأسرى.
تمثل أيام العيد أحد الضغوط النفسية التي يعيشها الأسير خلف القضبان لأن المناسبة تفرض نفسها عليه وتجره إلى استحضار شريط ذكرياته مع أهله وعائلته، فتتوق نفسه ويتمنى أن يكون بينهم ويشاركهم فرحة العيد.
مستجدات الملف
بالأرقام وحسب الكشوفات التي قدمت في مشاورات ستوكهولم, يقبع في السجون والمعتقلات, أكثر من 15 ألف أسير سيقضون أيام العيد بعيدا عن أهاليهم، جزء منهم مرت عليه سنوات وهو على هذه الحال.
مؤخرا كانت هناك تسريبات إعلامية عن دعوات وجهها الصليب الأحمر الدولي لاستئناف عملية التفاوض بخصوص الاسرى.
وعن ذلك وفي تغريدة لمحمد علي الحوثي بتاريخ 5/5/ 2021م قال فيها: “شهر رمضان شارف على النهاية ولم تصلنا أي رسائل عبر الصليب الأحمر وأضاف: “أجدد الدعوة إلى تبادل كلي للأسرى مع دول العدوان (التحالف) ومليشياتهم إن توفرت الجدية لديهم”.
وتابع “من المناسب أن يحصل هذا (التبادل) ليعود الأسرى إلى أهاليهم مع قدوم عيد الفطر, لا يوجد ما يمنع من التعاطي مع هذا الملف الإنساني”.
إلى ذلك وحسب رئيس المفاوضين _محمد عبدالسلام_ وفي أكثر من تصريح فإن المسؤول عن ذلك هو التحالف الذي سعى للحصول على مكاسب سياسية عبر الملف الإنساني فكان هذا أحد وأهم الأسباب التي أدت إلى فشل المباحثات والمفاوضات التي تلت وآخرها التي عقدت في الأردن وانتهت بالفشل.
وفي ذات الشأن وأمام هذا التعنت استطاعت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى تحقيق بعض، الانجازات حيث نجحت في الإفراج عن المئات من الأسرى عبر وساطات محلية تم فيها إنجاز بعض صفقات التبادل.
ومن ذلك ما أعلن عنه مؤخرا من تبادل لأربع دفعات من الأسرى خلال أسابيع, الأولى بتاريخ 26/ 4/ 2021 تم فيها تحرير 22 أسيرا حسب تصريح رئيس لجنة الأسرى أما الثانية فكانت بتاريخ 2/ 5/ 2021م وتم تحرير 11 اسيرا تلتهما عملية في 3/5/2021م فيما كان آخرها بتاريخ 8/ 5/ 2021م وجميعها تمت عبر وساطات محلية.