علماء دين: لا يعني غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة أن نقوم بالمحرمات حتى في الشهر الفضيل
ليس كل ما يلمع ذهباً .. أسواق العيد.. بضائع رديئة وأسعار نار!
مواطنون: نشتري المنتجات المقلدة والتي تحمل اسم ماركات عالمية بأسعار باهظة دون أن ندري
أصحاب معامل: نستطيع تقليد أي شيء بحرفية عالية لأي نموذج يصلنا وبحسب رغبة التجار
خداع الناس هو أمر قد حمل رايته كل من مات ضميره واستحلى الربح المادي المضاعف من ورائه، ونقصد أصحاب المعامل الذين وجدوا في الحارات والأحياء السكنية مخبأً آمناً يخفي أعمالهم غير المشروعة في تقليد الماركات وبيعها للمواطن بنصف السعر على أنها ماركة عالمية أصلية حتى في الشهر الفضيل.. يزداد بيع هذه الماركات بعد إقناع المستهلك بأن السبب وراء انخفاض سعرها يرجع إلى كونها مهربة ولا تتم العملية بنجاح إلا بالتعاون مع تجار يشاركونهم الخداع من خلف الستار …تفاصيل أكثر تطلعون عليها في هذا التحقيق:
من محل بيع العطور القريب لمنزله قرر- يسري منصور- شراء هدية لصديقه بمناسبة زفافه، فذهب إلى ذلك المحل الكائن في حي الدائري وطلب منه عطراً فاخراً (هوجو ) فاشتراه بسبعة آلاف ريال بعد التخفيض كما قال له صاحب المحل وقبل أن يعطيه لصديقه استشار أخاه الأكبر فأخبره أنه مقلد وأن سعره في سوق الجملة بألف ريال، فذهب يسري إلى باب السلام وتأكد بنفسه أن العطر الذي اشتراه ليس ذلك العطر الذي شاهد الإعلان الخاص به في القنوات الفضائية فقرر إعادته لصاحب المحل الذي قام بخداعه ولم يراع حرمة الشهر الفضيل والخوف من الله.
منتجات رديئة
المنتجات الرديئة أصبحت تحاصرنا من كل مكان، لذا فأنا ألجأ إلى الماركات العالمية المعروفة حتى لا أشتري أي شيء مقلد، وفي الآونة الأخيرة باتت تلك المنتجات مقلدة هي الأخرى وهذا ما يجعل عملية الشراء مجازفة.. هذا ما قالته إيمان الفقيه -إعلامية- واتفقت معها صديقتها نهلة وأضافت: غالباً ما أسأل نفسي: لماذا لا تقوم الجهات المعنية بملاحقة تلك البضائع؟ ولماذا لا تقدم إدارات الشركات العالمية سواء العطور أو الملابس والحقائب شكوى ضد من يقوم بتقليد منتجاتها وتشويه سمعتها في السوق؟
وأتذكر حينما اشتريت حقيبة من نوع (ديزل) للسفر في ثاني أيام عيد الفطر الماضي وما إن وصلت إلى عدن حتى انتفخ الجلد الخارجي بسبب أشعة الشمس وتقشّر على الرغم من أني اشتريتها بثمانية آلاف ريال كونها ماركة عالمية ومضمونة لأكتشف بعد فوات الأوان أنها مقلدة.
لا شيء مستحيل
في أحد الأحياء الشعبية بمنطقة نقم يقع معمل العم الزريقي الذي يقوم ببيع بضاعة الحقائب الجلدية بأنواعها.. توجهت صوب المعمل وتظاهرت بأني أحد أصحاب محلات بيع الحقائب في شارع هائل ولدي فروع في حدة وغيرها فرح العم الزريقي بهذا الحديث وأخبرني عن طلبي فقلت له إني أبيع حقائب لماركات عالمية وإني على خلاف في الوقت الراهن مع الشخص الذي يبيعني تلك الحقائب وأريد منه أن يقلد لي تلك الحقائب بنفس الشكل كي لا أخسر زبائني، فردّ الزريقي: لا عليك اعطني نموذجاً لتلك الحقائب وأنا سأقلد لك نماذج بقدر ما تريد بنفس الشكل وسترى بعينيك فقلت له لكنها ماركات عالمية فقال لي (هات الشنطات مابش شي اسمه مستحيل ولا تقلق أبداً).
ظاهرة منتشرة
في باب السلام وبالتحديد في أحد محلات بيع العطور بالجملة أكد لي هشام الجراش صاحب المحل أن هناك معامل ومصانع في صنعاء والحديدة وغيرها تعمل على تقليد العطور العالمية وتخدع المواطن البسيط الذي لا يعرف الرائحة الحقيقية والجودة العالية للعطر العالمي سواء في رمضان أو غيره، أما من يعرف ذلك فهذا صعب خاصة في الآونة الأخيرة حيث أصبح المستهلك أكثر وعياً ودقة.. حتى في معاينة تاريخ الإنتاج والمكان المناسب والمضمون لشراء تلك العطور، ولم يخف الجراش استياءه من تلك المنتجات المقلدة وقال : هذه المنتجات يدخل بيعها في دائرة الإثم وتمحق الرزق الحلال الذي هو شيء أساسي في التجارة،.. واعتبر الجراش أن السبب وراء انتشار مثل تلك العطور أو البضائع المقلدة يعود إلى جهل المستهلك وخيانة بعض تجار الجملة والتجزئة للأمانة خاصة عند بيع تلك المنتجات للمواطن على أساس أنها أصلية.
مراعاة رقابة الله
لا يعني غياب العقوبات الرادعة من قبل ولي الأمر أو الجهات المختصة على شيء ندرك جميعاً أنه محرم أن نقوم به وبتفنن.. هذا ما استهل به الداعية محمد صالح حديثه والذي عبر فيه عن استيائه من مثل هذه الأعمال وقال: تقليد منتجات أي طرف كان حتى وإن كان غير مسلم لا يجوز شرعاً، فنحن نمثل الإسلام دين الأخلاق والصدق والأمانة، وعلى كل من يقوم بذلك أن يدرك أنه دخل في دائرة الكذب والغش سواء من يقوم بتزوير منتجاته أو من يشتري تلك المنتجات ظناً منه أنها أصلية، ويجب على هؤلاء أن يستغلوا إمكانياتهم تعمل ما هو مفيد بدلاً من إلحاق الضرر بالشركات المصنعة وبالمواطن.. وختم صالح حديثه بالقول : الصنعة التي منحها الله لنا هي هبة منه وأمانة في آعناقنا ومن المهم ألاّ نخون تلك الأمانة وأن نعي ونستشعر رقابة الله عز وجل فهو المطلع على خفايا كل شيء.