الأقصى والصهاينة

إسكندر المريسي

 

 

لا نستغرب من الأعمال الإجرامية المتواصلة التي ينفذها الكيان اللقيط في الظرف الراهن بحق المدينة المقدسة والمسجد الأقصى داخل فلسطين المحتلة، لأن اليهود خميرة الشر في الأرض، فهم _علاوة على ذلك_ أعداء الله وأعداء الإنسانية طبقا لما أكدته الوقائع القديمة والحقائق التاريخية لأن الصهيونية ذات النشأة الإرهابية العدوانية قامت على الحروب أصلا.
فمنذ إعلان دويلة الكيان اللقيط في 15 مايو 1948م وهي محطة حروب أبعد ما تكون عن السلام لذلك من الطبيعي أن تتواصل الأعمال العدوانية والاعتداءات المتكررة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني داخل باحات وساحات المسجد وقد ترافقت تلك الأعمال في ظل هرولة بعض الأنظمة العربية التي سبق وأن أعلنت التطبيع مع ذلك العدو.
لذلك كثف الكيان الصهيوني من حملته المنظمة لتهويد مدينة القدس التي كانت وما زالت وستظل المدينة الوحيدة في العالم التي تواجه أبشع مخططات التهويد في إطار برنامج صهيوني بهدف إلغاء هوية تلك المدينة وإنهاء طابعها الحضاري وطمس هويتها الثقافية العربية والإسلامية في ظل صمت مريب للمجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.
وكأن تلك الدول متواطئة بشكل واضح مع ما يقوم به العدو الصهيوني داخل فلسطين المحتلة وقد جاءت الانتهاكات الوحشية الأخيرة بالتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة وكذا ما تمر به منطقة الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية من اضطرابات ليست بمنأى عن الأصابع الصهيونية ولا شك أن تلك الاعتداءات ضد القدس والمسجد الأقصى سارية المفعول منذ إعلان دويلة ذلك الكيان اللقيط على الأراضي المغتصبة.
والذي أعطى أولوية في ذلك البرنامج العدواني الاستيطاني لتهويد القدس منذ جريمة الصهاينة المتمثلة بمحاولة إحراق المسجد الأقصى مرورا بحملات التهويد المختلفة لشذاذ الآفاق وجحافل الغزاة ممن يواصلون مساعيهم لطمس الهوية العربية لمدينة القدس وما يقومون به في الظرف الراهن من حفريات _تحت مزاعم ومبررات واهية منها البحث عن هيكل سليمان المزعوم_ ما هي إلا لإرضاء أولئك المتطرفين المسكونين بخرافاتهم القديمة.
وهو ما يعني أن أي مفاوضات جديدة ومرتقبة هي بالتأكيد مباحثات تخدم بدرجة أساسية الكيان الصهيوني والقمع والإرهاب من قبل إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وما نتجت عن ذلك من خسائر في الأرواح والممتلكات وجرف للأراضي وطرد المواطنين جراء تلك السياسة العدوانية الصهيونية الرافضة للسلام بكافة أشكاله وأنواعه.
لذلك ينبغي على من تبقى من شعوب الأمتين العربية والإسلامية وكذا شرفاء وأحرار العالم الإسراع بتنظيم حملة عربية وإسلامية دولية لحماية القدس والأقصى من الجريمة الصهيونية المنظمة ضد أقدس مدينة إنسانية في الأرض.

قد يعجبك ايضا