السر وراء عدم إغلاق السفارة الأمريكية في بغداد

العراق يؤكد وجوب انسحاب قوات التحالف الدولي من أراضيه

بغداد /
أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي وجوب انسحاب القوات المقاتلة ضمن “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة من العراق.
ونقل موقع “السومرية نيوز” عن مكتب الأعرجي قوله في بيان أمس: إن الأخير “أكد خلال لقائه السفير الكندي في بغداد أولريك شانون على وجوب انسحاب القوات المقاتلة ضمن التحالف الدولي من العراق وفق جدول زمني متفق عليه” مبيناً أن “كندا عضو في التحالف الدولي وهي معنية بهذا الأمر”.
وكان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول أكد الأحد الماضي أن العراق لا يحتاج لأي جندي أمريكي أو أجنبي على أراضيه لأنه يمتلك قوات مدربة وتستطيع أن تدافع عن أراضيه.
يذكر أن مجلس النواب العراقي صوت العام الماضي بأغلبية مطلقة على قرار يلزم الحكومة العراقية بإنهاء الوجود الأجنبي في البلاد بعد الجرائم الأمريكية على الأراضي العراقية.
من جانبه أكد السفير الأمريكي لدى العراق “ماثيو تولر”، أن السفارة الأمريكية في بغداد لن تغلق.
تصريح السفير الأمريكي هذا يعني أن التهديدات الأمريكية القاضية بإغلاق السفارة وحتى نقلها إلى أربيل والتي أطلقها العام الماضي على نطاق واسع لم تكن سوى حلقة من سلسلة الحرب النفسية ضد العراق حكومة وشعبا لإيجاد هوة بين الشعب والحكومة من جهة والمقاومة العراقية من جهة أخرى .
منذ مائة عام والعراق يقع في قلب السياسة الخارجية الأمريكية، وهذه الأهمية تضاعفت أضعافا مضاعفة خلال العقود الأخيرة بسبب جيرته لإيران ووجود محور المقاومة، بناء على هذه الحقائق فإن إعلان السفير الأمريكي نية بلاده عدم إغلاق سفارة بلاده في العراق لا هي مسألة جديدة ولا هي مرحمة أمريكية بالنسبة للعراق .
جاء في جانب آخر من بيان السفير الأمريكي أن تواجد القوات الأمريكية وما يسمى الائتلاف الدولي في العراق هو بهدف التصدي لـ تنظيم “داعش” وأن هذه القوات ستغادر العراق متى ما كانت القوات العراقية جاهزة لهذا الأمر. هذه الفقرة من تصريحات السفير الأمريكي ليست سوى تصريحات مخادعة ، لأنه وفقا للقرار الذي صادق عليه البرلمان العراقي والقاضي بضرورة خروج المحتلين فضلا عن تصدي الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي لإرهابيي تنظيم “داعش” الإرهابي خلال العامين الماضيين، لم يعد هناك أي ضرورة لتواجد أمريكا وما يسمى قوات الائتلاف في العراق .
رغم عقد ثلاث جولات مما يسمى “الحوار الاستراتيجي العراقي الأمريكي” ورغم ما ينقل عن حصول اتفاق خلال الجولة الأخيرة من هذه المحادثات فيما يخص جدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق ، من المستبعد أن تلتزم أمريكا بمفاد هذا الاتفاق، يبدو أنه ولنفس الأسباب التي بقيت أمريكا في شمال سوريا رغم إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بانسحاب قواته من هذا البلد ، فإن أمريكا ستحاول تكرار نفس التجربة في العراق .
بناء على الحقائق الميدانية سواء في الحكومة المركزية وكذلك إقليم كردستان، فإن أمريكا ستكون مرغمة على الانسحاب من العراق ، وهذه المسألة ستتحقق عاجلا أم آجلا رغم أنه سيكون لها ثمنها.. خلافا لتوهم أمريكا فإن القوات الأمريكية وما يسمى الائتلاف الدولي لا يحظيان بالأمن والأمان لا في العراق ولا في الإقليم، وهذه الحقيقة ستلقنها المقاومة العراقية من جهة والنزعة الاستقلالية للشعب العراقي من جهة أخرى لأمريكا وسائر المحتلين في العراق.

قد يعجبك ايضا