الزكاة تطهِّر ساحة المجتمع المؤمن من الحقد والكراهية

 

عدنان الكبسي

في الحقيقة أن بعضاً ممن ينتمون إلى الإسلام لا يعرفون أهمية الزكاة وتأثيرها في واقع الحياة، حتى أن البعض يتحايل على إخراج الزكاة لجهله بإيجابيات الزكاة ودورها في نفسية مخرج الزكاة ونفسية المجتمع ولها أيضاً دور كبير في إصلاح الحياة.
إذا كان الله جعل من الدلائل الحقيقية لمن يدخل الإسلام هو إخراج الزكاة، فبالأولى لمن هم في الأصل مسلمون ((فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)).
وكذلك إخراج الزكاة زكاء نفس وطهارة الساحة ووحدة الأمة ((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)).
أيضاً الزكاة تطهّر ساحة المجتمع المؤمن من الحقد والكراهية، وتحد من السرقة والنهب والسطو، وتصنع الإخوة وتُغيَّب العداوات والبغضاء، يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-: (فأي فقير يرى الأموال يرى وكأنه له، سيأتي له من هذا، ويأتي له من هذا، فالزكاة من عين ما رأى، فلا يحقد، ولا يحسد، ولا يعادي، ولا يتعدى، كيف سيسرق وهو يرى أن بإمكانه أن يأتي له حلالا من ذلك؟!).
لا يمكن أن يعتدي على مالك وهو يعرف أنك لن تحرمه منه، بل سيكلف نفسه بحمايتها ونفسه طيبة ومرتاحة حين يرى أن له نصيباً من مالك.
المؤمن هو ذلك المبادر لإخراج الزكاة حرصاً منه على زكاء نفسه وطهارة ماله، لا ينتظر من أحد حتى يأخذها منه قسراً، ولا يحتاج إلى من يذكره، بل يسارع في إخراج زكاة ماله حباً لله واستجابة لله.
البعض يحاول أن يتحايل على إخراج الزكاة، والبعض يخرجها وهو كاره، لا يريد أن يزكي أي طماع، بخيل، أحمق، مناع للخير أثيم، فذلك في قلبه مرض أو أنه من المنافقين.
فبادر أخي المؤمن إلى إخراج زكاتك لتنتفع بها أمتك، لو ترى كم انتفع بالزكاة من فقراء ومحتاجين، وكم سترت من بيوت، وكم نفعت من غارمين ومعوزين.
فالهيئة العامة للزكاة قدمت الكثير من المشاريع الخدمية النفعية للمحتاجين، وحلت الكثير من المشاكل بين المجتمع، وكم صُرفت في إطار مصارف الزكاة الثمانية.
ولا زكاة إلا ما تسلمت للقائمين بالهيئة العامة للزكاة وامتدادات الهيئة في العزل والقرى، وغير ذلك مخالف للسنن الإلهية ومعصية لله، ومن أراد مساعدة الآخرين فليساعدهم بدفع صدقة وإنفاق وتبرعات، أو ليقدم بأسماء المحتاجين إلى هيئة الزكاة العامة والتي هي بدورها ستتكفل بهم ضمن قائمة الاستهداف لديها.
فلا صلاة بدون زكاة، ولا صيام بدون زكاة، وحتى لو كنت مجاهداً في سبيل الله في مقدمة الصفوف ولديك مال يستوجب الزكاة، فلن يتقبل الله جهادك في سبيله ما لم تكن مزكياً.

قد يعجبك ايضا