عمد الإعلام الإماراتي إلى تسويق رواية الكيان الإسرائيلي في انتفاضة القدس وتجاهل الفلسطينيين وما يتعرضون له من انتهاكات يومية في المدينة المحتلة.
وشكلت الأحداث الجارية في القدس الاختبار الأبرز للإعلام الإماراتي من توقيع اتفاقية إشهار التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب منتصف سبتمبر الماضي.
ولوحظ أن الإعلام الإماراتي سجل سقوطا مدويا في وحل التطبيع والتماهي مع الموقف الإسرائيلي على حساب فلسطين والقدس وقضيتها.
وباستثناء صحيفة “الخليج” (الفارسي) الصادرة عن إمارة الشارقة، اكتفت الصحف والمواقع الرسمية في الإمارات بتغطية أحداث القدس من منظور الرواية الإسرائيلية، وتم رصد تغييب مصطلح “الاحتلال” أو حتى الإشارة إلى أن القدس مدينة محتلة، فيما تجاهلت صحف أخرى تغطية الحدث بشكل كلي.
وكتبت صحيفة “الإمارات اليوم” تحت عنوان “105 مصابين فلسطينيين بمواجهات مع الجيش الإسرائيلي في القدس” مشيرة إلى إصابة 20 شرطياً إسرائيلياً فيا قالت عنه إنه “اشتباكات بين الجانبين في القدس الشرقية ليل الخميس الجمعة”.
وتعكس تغطية “صحيفة الإمارات اليوم”، رواية الكيان الإسرائيلي، وكان لافتاً غياب كلمة الاحتلال الاسرائيلي أو القدس المحتلة في متن الخبر، فضلاً عن تجاهل التصعيد الاسرائيلي في قطاع غزة، وكذلك جرائم المستوطنين بحق الفلسطينيين وهتافهم بالموت للعرب.
أما صحيفة “البيان” الصادرة عن مؤسسة دبي للإعلام، فقد تجاهلت الأحداث الجارية في القدس المحتلة، وقطاع غزة تماما.
وبالمثل تجاهلت صحيفة “الاتحاد” الصادرة عن أبوظبي للإعلام الأحداث في فلسطين بشكل عام.
بالمقابل، كتبت صحيفة “الخليج” (الفارسي) خبراً تحت عنوان “القدس ثكنة عسكرية.. و60 ألفاً يصلون في الأقصى”.
وعلى الرغم من تجاهل الصحيفة للتصعيد الإسرائيلي في غزة، إلا أنه كان لافتاً في تغطيتها هو استمرار الصحيفة في كتابة الخبر، على النمط المعتاد عليه، في توصيف دولة الاحتلال والقدس المحتلة، على عكس صحيفة الإمارات اليوم التي تبنت الرواية الإسرائيلية، فضلاً عن تجاهل إعلام دبي وأبوظبي للعدوان الإسرائيلي.
ومطلع ديسمبر الماضي تم الإعلان عن اتفاق جديد بين الإمارات وإسرائيل يستهدف قطاع الإعلام عبر مذكرة تفاهم لأهداف مشبوهة تقوم على تعزيز تحالف إشهار التطبيع بين الجانبين.
وفي حينه كشفت مصادر خاصة لـ”إمارات ليكس” أن المذكرة الموقعة تشمل عدم استضافة شخصيات معارضة للتطبيع والتركيز على خطة لفرض العلاقات مع إسرائيل وتسويقها في منطقة الخليج الفارسي.
وأشارت المصادر إلى أن المذكرة تتضمن عدم بث أخبار انتهاكات وجرائم الكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في وسائل الإعلام الإماراتية وإبراز الرواية الإسرائيلية في مقابل حجب الرواية الفلسطينية وما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته اليومية.
وذكرت المصادر ذاتها أن المذكرة تتضمن كذلك إعطاء مساحة واسعة للمتحدثين الإسرائيليين عبر المؤسسات الإعلامية التابعة لمجموعة أبو ظبي للإعلام والترويج لتجميل صورة الكيان الإسرائيلي.
وأعلنت قناة “أي 24 نيوز” ومقرها إسرائيل، ومجموعة أبوظبي للإعلام عن توقيعهما مذكرة تفاهم “لتطوير المحتوى” و”توفير تغطية إخبارية متبادلة” لطواقم المؤسستين الإعلاميتين.
وتسمح مذكرة التفاهم بين “أي 24 نيوز” التي تبث باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، ومجموعة أبوظبي للإعلام وهي شركة خدمات عامة للإعلام تقدم خدماتها لقنوات أبوظبي وأبوظبي الرياضية وشبكة أبوظبي الإذاعية، “بتبادل التغطية في مجال الأخبار والقضايا الراهنة والتقارير وإنتاج المحتوى” مع التركيز على اللغة العربية.