لقد تمادت دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الغاشم في سفك دماء اليمنيين الأبرياء وأوغلت في طغيانها الهمجي، في انتهاك صارخ للقواعد والأعراف الدولية ذات الصلة بما في ذلك قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، لكن توثيق هذه الجرائم من خلال إصدار التقرير الحقوقي الأول بعنوان « هيروشيما اليمن «عرَّى ذرائع دول العدوان تجاه ما ترتكبه من مجازر بحق اليمنيين فما هي الإجراءات والخطوات التي من خلالها تم إصدار هذا التقرير؟ وماذا بعد هذا التوثيق؟.. نتابع التفاصيل في هذه اللقاءات مع المعنيين :
استطلاع/ أمل الجندي
أحمد أبو حمراء – مسؤول مركز الرصد والتوثيق في الدائرة الحقوقية والقانونية بالمكتب السياسي لأنصار الله يقول : منذ بداية العدوان ومن خلال أول جريمة ارتكبها العدوان الأمريكي السعودي قمنا بتوثيق هذه الجرائم والمجازر مؤكداً أن التقرير شمل 4133 مجزرة وواقعة موثقة أهمها التقرير بقوائم تفصيلية عن زمان ومكان الواقعة وأكثر من 566 مجزرة وواقعة أوردها التقرير كنماذج بارزة للجرائم التي ارتكبتها دول تحالف العدوان بحق المدنين اليمنيين – ولدينا فريق متخصص في جميع المحافظات التي يرتكب فيها العدوان جرائمه حيث يقوم برصد وتوثيق هذه الجرائم من خلال أقوال الشهود وبيانات الضحايا وإفادات أقارب الضحايا وفقا للمعايير الدولية وللقانون الدولي الإنساني.
وأضاف ابو حمراء أن المركز يقوم بإعداد تقرير حقوقي ويتم تزويد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ولدينا الكثير والآلاف من المجازر التي تم توثيقها خلال ستة أعوام من العدوان.
وتابع أبو حمراء: سيتم رفع تقارير وقضايا أمام المحاكم الدولية والقضاء المحلي لمحاكمة ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم لحفظ حقوق الضحايا وأقاربهم.
توثيق أبرز الجرائم
وعن الإجراءات والخطوات التي آلت إليها تلك التقارير يؤكد عبدالوهاب الوشلي – مسؤول الوحدة الحقوقية في الدائرة القانونية والحقوقية لأنصار الله أن هذا التقرير استند على توثيق تم منذ بداية العدوان، على الرغم من أن التقرير لم يعرض كل تلك الجرائم المرتكبة بحق المدنيين حيث أن هناك جرائم عديدة وشنيعة لدول تحالف العدوان الأمريكي السعودي ولكنها أبرز الجرائم البشعة التي ارتكبتها دول العدوان وهذا هو التقرير الأول حيث سيليه العديد من التقارير التي توثق جرائم العدوان على اليمن.
ولفت الوشلي إلى أن هناك عملاً جباراً لإخراج تلك التوثيقات من خلال حزمة من الإجراءات، فالإجراء الأول تمثل في توثيق هذه الجرائم، وفي المراحل القادمة سيتم تنفيذ بقية الإجراءات سواء على مستوى العدالة الجنائية الدولية أو على مستوى العدالة الجنائية الوطنية، فهناك إجراءات يمكن اتخاذها على الصعيد الوطني وكذلك على الصعيد الدولي وإن كنا لا نعول كثيرا على المجتمع الدولي كونه للأسف يخلط ما بين السياسة والعدالة ولا يمكن التعويل كثيرا على محكمة الجنايات الدولية إلا إذا صوبت مسارها تلك المحكمة.
عدم الإفلات
وقال علي الديلمي – القائم بأعمال وزير حقوق الإنسان: لا شك أن هناك إجراءات كثيرة تتمثل أولا في إعداد الملفات الدولية لعدم الإفلات من العقاب والملفات الخاصة بالتحركات الخارجية، مؤكدا أنه من المهم جدا تسليم مثل هذه التقارير للجهات الدولية ولا سيما الأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة، خاصة وأن هناك مسارات كثيرة لا بد من العمل بموجبها.
جرائم العدوان السعودي الأمريكي ترقى إلى تسمية أكثر من «هيروشيما اليمن».. هكذا وصف الحال في اليمن مع العدوان الدكتور عبدالعزيز الترب – مستشار رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن الخطوات والإجراءات التي بني عليها إصدار هذا التقرير الأول من نوعه من خلال مطالبة المؤسسات والوزارات منذ وقت مبكر برصد وتحليل كل ماله علاقة بجميع الجرائم التي ارتكبت من قبل تحالف العدوان بقيادة السعودية، حتى تتم بعد هذا التوثيق مقاضاتهم وسنعمل كل ما بوسعنا على مقاطعة البضائع ومقاطعة الجلوس مع أي رمز من رموز العدوان حتى يعودوا الى صوابهم.
أبرز الجرائم
وقد ركز التقرير على أبرز فضائع العدوان بحق المدنيين الأبرياء في اليمن فكان القسم الأول من التقرير يسلط الضوء على ذرائع تدخل دول تحالف العدوان الهمجي وعلى تلك الأبعاد ذات الصلة، بينما القسم الثاني استعرض جزءاً من مجموع هائل من الجرائم الوحشية التي ارتكبتها دول العدوان الأمريكي السعودي بحق المدنيين والأشخاص المحميين، بالإضافة إلى ملحق يتضمن قائمة بوقائع استهداف دول تحالف العدوان للمدنيين والأعيان المدنية في اليمن منذ 26 مارس 2015م حتى يونيو 2020م.