قبيل ستة أيام من شن مملكة الشر واليهودة والتصهين (العربية السعودية) التي لا تمت للعروبة بأدنى صلة وبالتحديد في 20مارس من العام 2015م، أقدمت العناصر الإجرامية التكفيرية الداعشية على ارتكاب مذبحتين بشعتين في حق مئات اليمنيين كبارا وصغاراً، كانوا في ضيافة المولى عز وجل، وعلى اتصال مباشر به جل في علاه، في بيتين من بيوته العامرة بذكره، والتي يرفع فيها اسمه، دونما مراعاة لحرمة المسجد وقداسته ومكانته..
مئات المصلين في مسجد بدر في حي الصافية بأمانة العاصمة كانوا يستمعون إلى الخطبة الثانية التي كان يلقيها شهيد المنبر الدكتور العلامة المرتضى بن زيد المحطوري رضوان الله عليه ، قبل أن يقدم انتحاري لعين كان يضع حزاما ناسفا في جبس بقدمه على تفجير نفسه وسط المسجد ، فيما انتظر انتحاري آخر من نجا من التفجير الأول ليفجر نفسه على البوابة الخارجية للمسجد ما أسفر عن سقوط المئات بين شهيد وجريح في مقدمتهم شيخي ومعلمي شهيد المنبر الدكتور العلامة المرتضى بن زيد المحطوري، بالتزامن مع تفجير مزدوج مماثل شهده جامع الحشحوش أثناء أداء الشهيد الحي الدكتور العلامة طه المتوكل أداء صلاة الجمعة ما أدى إلى استشهاد وإصابة مئات المصلين، فيما نجح أفراد الأمنيات العيون الساهرة الموكل إليها مهام تأمين جامع الإمام الهادي في مدينة صعدة من إحباط عملية التفجير الثالثة التي كانت تستهدف المصلين داخل المسجد ، بعد اشتباههم في الانتحاري الذي كان يمشي بعكاز ويضع جبيرة على إحدى قدميه ، ليتم نقله إلى البحث الجنائي وهناك فجر نفسه داخل الغرفة التي تم التحفظ عليه فيها..
مسجدا بدر والحشحوش تحولا إلى بركتين من الدماء الطاهرة البريئة التي سفكت ظلما وعدوانا، من قبل عناصر تكفيرية إجرامية داعشية، أراد من خلالها آل سعود والوهابية الداعشية استباق العدوان الغاشم على بلادنا ، وخلق حالة من الرعب والذعر في أوساط المواطنين بغية الدفع بهم لهجر المساجد وعدم تعهدها بالصلوات خشية تعرضهم لعمليات انتحارية مماثلة، وكان اللافت عقب تلكم التفجيرات الإجرامية ابتهاج ومباركة وتهليل حاخامات الوهابية السعودية ووسائل الإعلام السعودية والحديث عن استهداف ما أسموه (حوزات إيرانية ) و( مجالس كربلائية ) و (مقرات حوثية) في مغالطة مفضوحة ، وتبرير أكثر قذارة ووضاعة ، وحتى وإن سلمنا بأن مسجدي بدر والحشحوش كما زعموا عبارة عن (حوزات ومجالس ومقرات إيرانية كربلائية حوثية) فمن أباح لهم استباحتها وإهدار دماء من فيها ؟!!
ست سنوات مضت على الجريمتين البشعتين غير المسبوقتين في تاريخ اليمن ، وما تزال تداعياتهما وشواهدهما حاضرة اليوم، ولا يزال القتلة يمارسون ذات السياسة والسلوك الإجرامي المتوحش، قتل للنفس المحرمة وسفك للدماء البريئة وانتهاك للحرمات والمقدسات، قصف للمساجد واستهداف للمصلين مع سبق الإصرار والترصد ، ست سنوات من الصمود اليمني نجحت خلالها القيادة الثورية والسياسية في تأمين المحافظات الواقعة تحت سلطاتها وإحباط العديد من العمليات الإجرامية التي كانت موجهة لاستهداف الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة، للحيلولة دون تكرار ما حصل في مسجدي بدر والحشحوش، محققة نجاحا أمنيا متميزا يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء..
بالمختصر المفيد: ست سنوات مضت على جريمتي بدر والحشحوش تحل ذكراهما اليوم في الوقت الذي تواصل فيه الوهابية السعودية تصدير العناصر التكفيرية الداعشية إلى اليمن تحت حماية أمريكية للقتال في صفوف المرتزقة، لنشر فكرها الإجرامي وثقافتها التحريضية العدائية المتوحشة الدخيلة على الدين الإسلامي والثقافة والمنهج المحمدي ، الثقافة الداعشية التي تقتل الأبرياء ، وتفجر المساجد ودور العبادة بمن فيها، الثقافة التي تشرعن لأصحابها ارتكاب المجازر والمذابح وتمارس المحرمات والمنكرات تحت يافطة ( الدين ) الذي لا صلة له بها ، ولكنها لن تحصد غير الفشل والهزيمة ، ولن يطول تواجد هذه العناصر المأجورة على الأرض اليمنية، ولن يسمح بعد اليوم للثقافات المغلوطة والأفكار الهدامة بتدجين عقول الناشئة والشباب والإساءة وتشويه الصورة الزاهية البهية والقيم والمفاهيم والأخلاق النبيلة للإسلام والمسلمين في يمن الإيمان وفي أوساط شعب الأنصار ، ولن تكون اليمن بعد اليوم حاضنة لتدريب وتأهيل الدواعش والتكفيريين، ولا مقرا لتواجدهم ، لن تتكرر مأساة بدر والحشحوش بإذن الله وتوفيقه..
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.