شهد العالم متغيراتٍ كثيرةً خلال العقود الماضية والتي وصل فيها طغيان دول كثيرة ومحاولات للهيمنة على العالم والسيطرة عليه فكرياً وسياسياً واقتصاديا، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية من قبل تلك الدول شنت حروب تدميرية تم فيها القتل والتدمير للبنية التحتية والإهلاك للحرث والنسل واستباحة الحرمات والمقدسات وإذلال الشعوب وإسقاطها في وحل الرذيلة، وكان للمجتمع الإسلامي النصيب الأكبر من هذه الحملة البشعة وما قول بوش الابن من بابا الفاتيكان أكبر رمز ديني للمسيحيين في العالم (نحن نخوض الحرب الصليبية الكبرى) تلك الحرب التي كانت ساحتها دولاً إسلامية ( أفغانستان – العراق) تحت ذريعة ما يسمى بمحاربة الإرهاب واستخدمت أمريكا وإسرائيل وحلفاؤها من كل الدول ومن منافقي المسلمين كل الأسلحة الفتاكة وجلبت كل المرتزقة ودمرت وهتكت الأعراض وكذا قامت بأقذر طرق ووسائل التعذيب ( سجن جونتنامو – سجن أبو غريب ) .
إن الشهيد القائد وهو يستقرئ الأحداث بمنظور القرآن الكريم وجد أن من الواجب شرعاً التحرك لمواجهة هذه الهجمة البشعة على الإسلام، من قبل اليهود والنصارى، ورأى أنه لا يوجد سلاح يستطيع أن يوقف أعداء الإسلام، أقوى من القرآن الكريم فتحرك من خلال تدبر وتمعن لآيات القرآن تحرك في أوساط المجتمع لينبهه بخطورة المرحلة وحتمية المواجهة وبدأ يغرس في قلوب الناس الثقافة القرآنية التي تحض على القتال والمواجهة وتنبذ الاستسلام وتحيي في قلوب الناس الثقة بالله سبحانه وتعالى في وقت استسلمت كل الدول وخضعت بل وشاركت اليهود والنصارى في تدمير الإسلام من الداخل من خلال نشر الثقافة الوهابية التي غيرت كثيراً من مفاهيم الإسلام وأبعدت المسلمين عن واقع مواجهة اليهود وتوجهه كخنجر مسموم للفتك بالمسلمين عبر التفجيرات والقتل والذبح في توجه صريح لتشويه الإسلام، فما كان من الشهيد القائد إلا أن تحرك لتوضيح وتصحيح المفاهيم وإعادة بوصلة العداء لوجهتها الصحيحة ضد اليهود الأعداء التاريخيين للمسلمين ومن أمرنا الله بمواجهتهم، ولم تكن هناك من أسلحة مادية عند بدء التحرك، فرأى الشهيد القائد أن يبدأ بمواجهتهم من خلال كتاب الله القرآن الكريم قال تعالى ( وجاهدهم به جهاداً كبيرا ) صدق الله العظيم، فقال لمن هم حوله ألا تملكون أن تصرخوا اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم في أماكن أخرى الصرخة التي هزت عروش الظالمين والمستكبرين ( الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام ). وبالفعل كانت الرصاصة التي قضت مضاجع المستكبرين فتحركت قوى الكفر والنفاق لمحاولة إسكات الشهيد القائد ومن حوله وشنت الحروب وتم تدمير قرى بأكملها والقتل والتنكيل والحبس لمن كان يصرخ، وتم قتل الشهيد القائد بعد إعطائه وجه الأمان ممن ليس لهم عهد، وظنوا أنهم أسكتوا صوت الحق، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، واستمرت مسيرة الحق مسيرة المستضعفين المسيرة القرآنية، وخرج السيد / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله ليقود هذه المواجهة بين الحق والباطل واستطاع أن ينشئ جيلاً متسلحاً بثقافة القرآن يحمل تلك الروحية الجهادية التي لدى الشهيد القائد السيد / حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليهم، تلك الروح المستمدة من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ومن الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين وزيد والهادي عليهم السلام، روحية الوقوف أمام الظلم والتحرك في سبيل الله لمواجهة الطغاة والمستكبرين، واستطاع المجاهدون الذين تشربوا روحية البذل والعطاء في سبيل الله استطاعوا أن يُركعوا قوى الطغيان وأن يذيقوها من بأس الله سبحانه وتعالى بأيديهم العذاب وأن يطهروا مساحات كبيرة وشاسعة من اليمن، وهاهم اليوم على أبواب أكبر معاقل القاعدة وداعش في اليمن، على أبواب مدينة مأرب تلك المدينة التي سلمت لنبي الله سليمان وبإذن الله تعالى ستسلم للمؤمنين من أولياء الله الذين تحركوا لمواجهة أمريكا وإسرائيل ومرتزقتهم المنافقين الذين طبعوا مع اليهود وصاروا منهم بحكم الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) صدق الله العظيم
ها هي مسيرة الحق تنتصر على الباطل والنصر قريب بإذن الله تعالى وما على الناس سوى التأمل في مسيرة الشهيد القائد وأخذ الدروس والعبر واستلهام معاني القوة والعزة والكرامة.