الأمه المحمدية بين الماضي والحاضر
محمد الحاكم
منذ الأزل والأمة العربية والإسلامية تعاني الفشل في كل شؤونها بالأخص منذ فارقها سيد الكون صلوات الله عليه وآله ومنذ أن قال لها “أنا فرطكم على الحوض” هذا الرقم الأكبر الذي كان كالهدية الخاصة لهذه الأمة العربية بالذات أرسله الله رحمة للعالمين، وهؤلاء العرب في المقدمة وربما في زمن تواجدت فيه كل الرذائل وفقدت فيه كل الفضائل وكأن العالم كله كان مهيئا لمثل ما أصاب قوم نوح لولا عناية الله جل شأنه اختاره الله وعلَّمه وأدبه كما قال هو (أدبني ربي فأحسن تأديبي) هذا الإنسان الكبير وآخر من أرسله لقرب نهاية هذه الدنيا بل الكون كله قد يجوز لقاتل أن يقول كيف أن الله اختار الزمان والمكان والإنسان؟ ربما في ذلك كله إكرام وإجلال وإكبار، لكن هل هذه الأمة العربية الآن بالأخص تريد بعث نبي جديد من عند الله يعلِّمها الطريق الأمثل ويدلها إليه؟ لا إنها قد عادت إلى ما كانت عليه قبل محمد صلوات الله عليه وآله، إذ قال هو في حينه وهو حي يرزق (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) كما قال أيضا ( بعثت بين جاهليتين أخراهما أسوأ من أولاهما) السؤال الكبير: ماذا يريد هذا الإنسان العربي الذي كان المعول عليه أن يسوس هذه الأمة ويرعاها كلها من شرقها إلى غربها؟! أم هل يجوز أن ثمة خللاً فيما جاء به محمد صلوات عليه وآله بحيث لم تعلم ما قاله الله ورسوله صلوات عليه وآله عندما قال (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها) وما قاله الله جل شأنه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا).
الحالة التي تمر بها أمة الإسلام مأساويه للغاية وبالأخص العرب منهم فأصبحوا متنكرين لكل ما جاءهم من رسولهم صلوات الله عليه وآله ولكل ما أوحى الله إليهم في كتابه، وكلهم اليوم يرون إسرائيل وأمريكا الملاذ الآمن ومن تضمنان لهم الحياة ونسوا الله ورسوله واليوم الآخر.. الإنسان العربي المسلم لا يساوي شيئاً إذا قورن باليهودي مثلا، ومثال على ذلك أن حركة حماس أو أي حركة أخرى في فلسطين أسروا يهودياً واحداً وعجزت إسرائيل عن معرفة مكانه فقامت الدنيا لهذا الأمر الجلل وبالتالي استنقذته إسرائيل بألف وسبعين إنساناً عربياً فلسطينياً من سجونها .. هذه هي قيمة الإنسان اليهودي أما الأسرى الفلسطينيون في سجون اليهود فلا قيمة لهم عند الحكام العرب ولا أحد يسأل عنهم وكذلك المرأة العربية الفلسطينية السجينة هل تسمع عنها في الإعلام العربي؟!! إذا فنحن فقدنا زمام الأمر منذ زمن ومنذ وفاة محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وآله الذي أراد أن يعلي شأن هذه الأمة العربية التي هو منها عندما قال لها قبيل وفاته (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) لو أن بني أمية بزعامة معاوية المشؤوم في حدود العام الأربعين للهجرة ترفعوا عن تلك الرزايا وفي مقدمتها قتل الإمام علي كرم الله وجهه الرقم الأول، ثم بعد ذلك قتل الإمام الحسين سبط رسول الله في أول عهد يزيد بن معاوية لما عاشت هذه الأمة ما عاشته منذ ذلك الزمن وإلى اليوم لأنها كلها كأمة لم تغضب لله مما جرى مع علمها بما قاله الرسول صلوات الله عليه وآله ما نصه أو معناه “أن الله تعالى أوحى إلى نبي من أنبيائه أني معذب من قومك مئة الف أربعين من شرارهم وستين من خيارهم، فقال يا رب هؤلاء الأشرار، فما بال الاخيار فقال الله لأنهم سكتوا ولم يغضبوا لي” فالنصارى اليوم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي المشؤوم ترامب يقول إن العرب خونة لأنهم قتلوا ابن بنت نبيهم فهل من يسمع؟! ما يجري اليوم والحرب الكونية على اليمن وتسخير البترول العربي والإعلام العربي والسلاح العربي، فإلى أين وكيف؟!! وحسبنا الله ونعم الوكيل.