الثورة / أمين العبيدي
أكد قائد المسيرة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه التاريخي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، على الثبات ومواصلة مشوار الشهداء العظيم الذين قدموا فيه أعظم الدروس وتعزيز حالة التعاون والتآخي مع أبناء الأمة لدحر العدو الإسرائيلي والقواعد العسكرية الأمريكية من المنطقة، وقال السيد عبدالملك :”إن المسؤولية اليوم كبيرة أمام التضحيات والوفاء لهذه التضحيات مسؤولية كبيرة علينا جميعا ونحن معنيون كمسلمين بالتصدي للهجمة علينا وعلى أمتنا، وأن نتصدى للعدوان الذي نعتبره جزءا من الهجمة الأمريكية الصهيونية على الأمة”، لافتا إلى أن أمتنا جديرة بالحرية والاستقلال، وهذا لن يتحقق بوجود حالة الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، وأردف السيد عبدالملك عليه سلام الله قائلا “واثقون بالله وأن التضحيات تصنع الانتصارات الكبيرة، كلما قدمنا قوافل الشهداء في موقفنا الثابت فإن الله سيحقق الانتصار لأمتنا، معبرا عن أمله في مواصلة دعم الجبهات بالمال والرجال والعناية بالجبهة الداخلية على كل المستويات وحمايتها من الاختراق والاستهداف.. وعن المشاكل الداخلية دعا القائد العلم للتعامل الراشد لا التعامل الذي يبتعد عن المسؤولية والرمي بالاتهامات في الاتجاهات غير الصحيحة ،منوهاً بأن ذكرى الشهيد ما هي إلا محطة نجدد فيها العزم ونستذكر فيها شهداءنا وتضحياتهم لأخذ الدروس المفيدة من مسيرتهم ونستشعر في ذكرى الشهيد المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع والدولة تجاه أسر الشهداء و أن ظروف أمتنا وشعبنا نرى فيها الحاجة الملحة لإحياء ذكرى الشهيد لإبراز مستوى وحجم المظلومية الصمود والثبات وقوة الإرادة والاستعداد التام للتضحية، مذكرا بأنه عندما نكون في مشكلة مع الظالمين فإنهم سيتحركون لإيذائنا، وعلينا أن نكون على مستوى عال من الاستعداد للتضحية.
وأشار السيد عبدالملك عليه سلام الله- إلى أن هدف مؤامرات الأعداء هو السيطرة على الأمة واستغلالها في واقعها البشري وفي إمكانياتها المادية وموقعها الجغرافي، منوهاً بأنه إذا لم تتحرك الأمة الإسلامية للتصدي لهذه الهجمة فهي معرضة لخسارة كل شيء لأن الأعداء يسعون لتذويب كيان الأمة وتفكيكها كليا والسيطرة عليها وتطويعها واستغلالها، قائلا “نحتاج لترسيخ مفهوم الشهادة في سبيل الله لمواجهة طواغيت العصر أمريكا وإسرائيل وعملائهم” وبيَّن أن مرحلة الاصطفاف تعني إما أن تكون مع أمتك وقيمك الإسلامية وإما أن تكون مع أعدائها خانعا وخاضعا لا قيمة لك.
وعن الشهيدين سليماني والمهندس قال السيد عبدالملك الحوثي “إن الشهيدين المجاهد الكبير الحاج قاسم سليماني والمجاهد العزيز أبو مهدي المهندس قتلتهما أمريكا لأنهما كانا قائدين من أحرار هذه الأمة، لافتا إلى أن كل قائد من أبناء الأمة يحمل توجه الدفاع عنها يجب أن نعرف قدره ونعتبره بطلا من أبطال الأمة الإسلامية”.
وأضاف “نحن في مرحلة مهمة ووجدنا أن مفهوم الشهادة في سبيل الله أثمر النصر في واقع الأمة، ” وأردف إن تحرير قطاع غزة في فلسطين والانتصارات التي حققها حزب الله في لبنان نماذج عن نجاح تجربة الجهاد والاستشهاد، مشيرا إلى أن الثورة الإسلامية في إيران تجربة أظهرت ثمرة التضحية وكانت النتيجة تحرير إيران من الهيمنة الأمريكية ونظام الشاه.
وتابع “سوريا والعراق والبحرين تقدم نماذج عن ثمار الصمود والاستعداد للتضحية والشهادة”، مشيرا إلى أن العدو في هذه المرحلة لا يكتفي بالتحرك من الخارج بل يسعى لاختراق الأمة في واقعها الداخلي من خلال حركة النفاق.
وقال السيد عبدالملك الحوثي إن حركة النفاق في الأمة تتمثل في النظامين السعودي والإماراتي وعسكر السودان ونظام آل خليفة في البحرين ومؤخرا النظام المغربي.
وأوضح أن حالة الفرز تساعد على مستوى الوعي والفهم الصحيح لطبيعة ما يجري في المنطقة وهذه إيجابية كبيرة جدا، مؤكدا أن وجود العدو الإسرائيلي في فلسطين حالة لا شرعية لها أبدا وكلها بغي وإجرام ومصادرة للحقوق وسفك للدماء بغير حق.
وبشأن تحرك قطار التطبيع علنا، قال السيد عبدالملك “إن تحرك قطار التطبيع علناً مع الكيان الصهيوني يكشف علاقة بعض الأنظمة العربية بالعدو الإسرائيلي لتمكينه من قيادة المنطقة بكونه وكيلًا لأمريكا، لافتا إلى أن أمريكا لا تجد في السعودية وكيلا لائقا لها في المنطقة، بل تراها “بقرة حلوب”، ولا ترى في بعض أدواتها وعملائها حتى بقرة حلوب، بل “أشباه أحذية”.
وأضاف أن حقيقة المعركة القائمة في واقع الأمة هي معركة تقودها أمريكا وإسرائيل وينضم بعض كيانات هذه الأمة إليهما، مشيرا إلى أنه في مواجهة التطبيع حاول البعض التنصل عن المسؤولية وإثارة الالتباس عبر تحويل بوصلة العداء إلى داخل الأمة الإسلامية.
وأكد أن التطبيع سيعزز سلطة كيان العدو على المطبعين، أما الشعوب المقاومة فلديها المنعة لمواجهة السيطرة عليها، مفيدا بأن المطبعين سيتحركون كأبواق للعدو الإسرائيلي للترويج للولاء له، وسيتحركون سياسيا للضغط على دول أخرى للتطبيع.
وتابع “برنامج المطبعين هو التحرك لصالح العدو الإسرائيلي لا لتحقيق مصالحهم، وهم سيكونون الخاسرين”، مضيفاً أن كل المتطلعين للحرية والاستقلال معنيون أن يواصلوا المشوار بكل ثبات واستبسال لمواجهة التطبيع ومشاريع الهيمنة.
وأردف السيد عبدالملك إن كل محاولات تحويل بوصلة العداء إلى الداخل الإسلامي عبر توجيهها إلى إيران ودول محور المقاومة هي لإبعاد الأمة عن التصدي لأعدائها الحقيقيين، مشيراً إلى أن أول المتحدثين عن الخطر الإيراني كان الأمريكيون والصهاينة قبل أن يتردد هذا الحديث بشكل دائم عند السعودي والإماراتي.
وأكد أن الأمريكيين والصهاينة هم الذين أشعلوا نيران الفتنة الطائفية في أوساط الأمة لتحريك التكفيريين داخلها، مشيرا إلى أن السعودية ومن معها في العدوان على اليمن يخوضون هذا العدوان بإشراف أمريكي وبالتعاون مع كيان العدو، وأفاد بأن السعودية بمؤامراتها ضد أحرار الأمة تخوض معركة أمريكا وإسرائيل.
وقال السيد الحوثي إن المعركة اليوم هي معركة الأمة في مواجهة خطر يستهدفها تقوده أمريكا وإسرائيل والأنظمة العميلة داخل الأمة الإسلامية، لافتا إلى أن أمتنا اليوم معنية بتعزيز الجهود وترسيخ مستوى التعاون، باعتبار أنها أمة مسلمة واحدة مهما تعددت البلدان.
وأضاف أن تعدد البلدان لا يعني تجزئة المعركة، فالانتماء الإسلامي يشرفنا جميعا والاستهداف أيضا يشملنا جميعا، منوهاً بأن عملاء أمريكا وإسرائيل يسعون لحصار كل شعب بمفرده، ثم يتحركون بمؤامراتهم بشكل جماعي لاستهداف أبناء الأمة الإسلامية.
وأكد أننا أمة مسلمة واحدة، والاستهداف لنا واحد، ويجب أن نكون في خندق واحد ولا نقبل بتجزئة المعركة.
وبخصوص القضية الفلسطينية لفت السيد الحوثي إلى أنها ستبقى الأساس بالنسبة لنا مهما فرط فيها الآخرون الذين انكشف أمرهم، موضحا أن المؤامرات باتت اليوم مكشوفة لصالح كيان العدو ضد الشعب الفلسطيني، حيث يساهمون في حصار الفلسطينيين ويقاطعونهم في كل شيء ويمدون جسور التعاون مع العدو الإسرائيلي.
وبيَّن أن السعودية تعتقل نشطاء محسوبين على حركة حماس وتعذبهم لا لذنب سوى أنهم يدعمون المقاومة ضد كيان العدو وقال “كأمة إسلامية علينا تعزيز حالة التعاون والتآخي كما أمرنا الله وبما يعزز من قوة الأمة وموقفها”.
وأشار إلى أنه على مستوى محور المقاومة يجب تعزيز التوجه بأننا أمة واحدة في خندق واحد، وأن المصطفين مع إسرائيل تحت الراية الأمريكية هم المنحرفون والشاذون عن المسار الصحيح.