محافظ محافظة صنعاء عبدالباسط الهادي لـ»الثورة«: حريصون على مواصلة الجهود لتنفيذ الرؤى المؤدية إلى ثورة زراعية حقيقية
تعد الثورة الزراعية اللبنة الأولى والخطوة الصحيحة في طريق الحرية والكرامة، والاستحقاق المناسب للشعب اليمني في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم الاستسلام لمحاولات العدوان الغاشم ورهاناته لتركيع الشعب اليمني من خلال الورقة الاقتصادية.
وتشكل التوجهات للعودة إلى العمل الزراعي سلما للنجاح وبارقة أمل في استعادة القطاع الزراعي لحضوره الكامل في حياة الشعب اليمني من خلال الاستفادة من التجربة المعاشة في ظل تداعيات العدوان والحصار واستغلال الأراضي الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
محافظة صنعاء ، تعد إحدى المحافظات الواعدة لرفد الاقتصاد الوطني بما تمتلكه من بيئة زراعية وتنوع للنهوض بواقع القطاع الزراعي والإسهام في تحقيق ثورة زراعية وتنموية لتعزيز الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.. محافظ المحافظة عبدالباسط الهادي يتحدث من خلال هذا اللقاء الذي أجرته معه “الثورة” على تركيز الجهود وتعزيز التنسيق بين اللجنة الزراعية والجهات المعنية لتحقيق الأهداف المنشودة وما تم تنفيذه من أنشطة ومبادرات مجتمعية وتوعوية وحشد الجهود نحو ثورة زراعية صانعة لمجمل أحلام الوطن وتطلعات الشعب ، إلى التفاصيل :الثورة /
جميل القشم
بدأت في مديريات محافظة صنعاء تحركات لأنشطة مجتمعية لتحقيق التنمية الزراعية.. حدثنا عن خطتكم في هذا الخصوص ؟
– تنطلق خطتنا بناء على دعوة قائد الثورة السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- في بذل المزيد من الجهود في سبيل عزتنا وكرامتنا، فتراب الوطن الطاهر معطاء، ولا يحتاج إلا إلى من يعطيه من جهده ووقته، كي يغدق عليه من خيراته ، إذ نسعى من خلال مجمل التحركات والتنسيق بين اللجنة الزراعية بالمحافظة والسلطات المحلية لتفعيل الثورة الزراعية وتوحيد جهود وطاقات الإنتاج والعمل في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم الرضوخ للخارج ببوادر أمل تسهم في تجاوز التحديات وتشكل نقطة ضوء للمضي في إصلاح الواقع الراهن.
ماذا تمثل الجبهة الزراعية وتحريك أبناء المجتمع في مثل هذه الظروف ؟
– الجبهة الزراعية لا تقل شأنا عن الجبهة العسكرية، بل هي الدينامو المحرك لاستمرارية وجود الإنسان وحضارته، فمن لا يملك اقتصاده لا يملك استقلاله، لذلك سعى شعب الإيمان والحكمة إلى امتلاك استقلاله بيده بعيدا عن المساعدات التي تهدف إلى إهلاكه وتحويله إلى عبد مهان لأجل لقمة عيشه.
انطلق الشعب اليمني متحديا كل الصعوبات وضاربا بكل قيود الحصار تحت قدميه ليخرج بأعماله العظيمة الساعية للتنمية من تحت عباءة الهيمنة الاقتصادية الأمريكية الصهيونية إلى عالم التمكين والتصنيع، فكما انتصر عسكريا وسياسيا بدأت بشائر الانتصار في الجبهة الاقتصادية تلوح في البلدة الطيبة بفضل الله وبفضل السواعد الفتية التي أدركت أهمية الاكتفاء الذاتي من أرضها الطيبة، لذلك رأينا الكثير والكثير من المؤسسات والمشاريع التنموية التي أنشئت خلال العدوان والحصار والتي هدفت جميعها لبناء الوطن والتحرر من هيمنة المنظمات وكسر الحصار الجائر.
وكما قال الشاعر “لا يرتقي شعب إلى أوج العلا ما لم يكن بانوه من أبنائه”، والشعب اليمني العظيم جسد المقولة فعلا وقولا في مختلف المجالات سواء في البناء العسكري أو البناء الاقتصادي وهذا ما لمسناه في ظل العدوان والحصار الخانق حيث لاحظنا نهضة اقتصادية تنموية تسعى إلى كسر الحصار، فاليد التي تحمي تساندها اليد التي تبني، عملية تكاملية وجهادية لدحر العدوان الغاشم، فالحصار كان فرصة للتحدي وصنع المعجزات اليمنية على أرض اليمن شعبا وأرضا وقد لمسنا أسراً تسعى جاهدة للاكتفاء الذاتي متحدية كل عوائق الحصار والعدوان من أجل بناء الوطن وتنميته والزج بالعدو في مستنقع الوحل بعد أن ظن أنه بحصاره الغاشم يستطيع تركيع شعب الإيمان والحكمة، إذ أفرزت الحكمة اليمانية أصل اليمن وتاريخه العريق في حب العيش الكريم بعزة وكرامة، فأعد وأحسن العدة وبدأ بالشيء البسيط وبفضل الله ومن ثم فضل جهوده وإيمانه بقضية وطنه العادلة حقق نصرا على العدو في تحطيم قيود الحصار، وهذا ما لمسناه في قصص من أرض الوطن تحكي نجاحها في التنمية والبناء.
ماهي الميزات التنافسية التي تزخر بها محافظة صنعاء في قطاع الزراعة ؟
– تزخر محافظة صنعاء بفرص متنوعة لاستصلاح الأراضي الزراعية والتوسع في زراعة محاصيل الحبوب والبن والفواكه والخضروات بأنواعها المختلفة، اذ تحتل المحافظة المرتبة الثانية من بين محافظات الجمهورية في إنتاج المحاصيل الزراعية، وبنسبة تصل إلى (9.2%) من إجمالي إنتاج المحاصيل الزراعية لمحافظات الجمهورية ، وتتركز رؤيتنا في هذا الجانب لاستغلال ما تتميز به مديريات المحافظة من أرض زراعية خصبة وما تمتلكه من أودية وقيعان وسدود وحواجز ومصادر مياه للري ومناخ وتنوع نباتي إلى إيجاد زخم مجتمعي لإطلاق ثورة زراعية بسواعد أبناء المجتمع وتكاتف الجهات المعنية.
الاكتفاء الذاتي بوابة الاستقلال الحقيقي .. برأيك ما الذي ينبغي لتجاوز الصعوبات التي تعرقل الاكتفاء الذاتي وتحقيق التنمية ؟
– لا بد أن نجعل المحن والتحديات التي يواجهها شعبنا جراء العدوان الغاشم سلماً للنجاح والصناعة فمثلما نجحت القوة الصاروخية والمدفعية في التصنيع بالتأكيد ستنجح الصناعات المحلية البديلة في المجالات الأخرى ، لذلك علينا رفع الوعي في أوساط المجتمع بأهمية التوجه نحو الزراعة والإنتاج والتصنيع المحلي ودعمه من قبل المستهلكين ، فالمرحلة التي يمر بها الوطن تستدعي شحذ الهمم لتحقيق إنجازات نوعية والتنافس في تنفيذ مشاريع ومبادرات زراعية عبر تحريك اللجان المجتمعية لاستغلال الموارد الطبيعية والفرص المتاحة للزراعة وكسر القيود المفروضة على الشعب اليمني منذ نحو ستة أعوام.
للتحرر من هيمنة المنظمات وكسر الحصار ..تؤكد القيادة الثورية والسياسية مرارا على ضرورة التحرر من عباءة الهيمنة الأمريكية الصهيونية إلى عالم التمكين والاعتماد على الذات ..ما الدلائل والرسائل في موجهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في مجمل خطاباته لبناء الوطن؟
– توجيهات قائد الثورة تؤكد أن الإصلاحات الاقتصادية الحقيقية لن تأتي من مستثمرين خارجيين، لا هم لهم سوى الربح، ولو على حساب تدمير البلاد، وأن الإجراءات الاقتصادية الحقيقية لن تأتي إلا من الشعب، من القاعدة العريضة الصانعة لمجمل أحلام الوطن وتطلعاته، وبالجد والجهد تبني الشعوب أوطانها ، وتتجسد توجيهات قائد الثورة في الدعوة للاستفادة من تداعيات الأزمة الراهنة اليوم تحت تأثير العدوان والحصار للبناء والإعمار والاعتماد على الذات فالنصر القادم لليمن هو نصر كل اليمنيين الشرفاء الصامدين الصابرين ، فالجميع هنا معني باستغلال البيئة الزراعية والفلاحية اليمنية التي واجهت استهداف العدوان لآبار المياه والمزارع والمراعي ، والمضي في ترجمة توجيهات قائد الثورة لتعزيز الوعي بالمخاطر التي تتربَّص بالوطن.
حدثنا عن آلية التنسيق وسير الجهود التي بدأتم التهيئة لها في اطار دعم الجبهة الزراعية لمديريات المحافظة ؟
– تواصل اللجنة الزراعية تنفيذ الورش التدريبية لتشكيل اللجان المجتمعية والزراعية في مختلف مديريات المحافظة لتعزيز الوعي بضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يمثل حاجة رئيسية ملحة وأساسية لحياة أي شعب يريد أن يعيش بكرامة واستقلال ، حيث تهدف أنشطة وبرامج اللجنة الزراعية إلى تأهيل القيادات التنفيذية والمحلية واللجان المجتمعية في المديريات وترسيخ الوعي بأهمية التوجه للزراعة لتحقيق الأمن الغذائي في ظل استمرار العدوان وحربه الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب اليمني.
أبرز الموجهات التي ترتكز عليها رؤيتكم خلال المرحلة الراهنة لتفعيل المبادرات الطوعية لدعم الزراعة وصولا لتحقيق نهضة وتنمية مستدامة ؟
– نركز من خلال المرحلة الأولى التي يجري تنفيذها عبر أنشطة وبرامج اللجنة الزراعية على تكامل الجهود بين مختلف الأجهزة والمجالس المحلية والأجهزة الإعلامية بما يسهم في تحقيق ثورة زراعية وتنموية لتعزيز الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي ، كما نسعى من خلال برامج التوعية الجاري تنفيذها إلى إلهام المجتمع بأهمية التحرك في تنفيذ تجارب ملهمة تعلم الأبناء أن الأحلام ستصبح حقيقة لكي يشقوا دربهم نحو المستقبل بوعي وصمود لمواجهة التحديات التي يحيكها الأعداء ضد اليمن وشعبه، مع اليقين الشديد أن هذه التحديات تمثل مصدرا حقيقيا للأمل والتطوير التنموي بمعاولهم وما تجود به أياديهم.
هل هناك أمامكم فرص مواتية حاليا لتنفيذ مشاريع زراعية استراتيجية بالتنسيق مع جهات ذات علاقة؟
– الفرص عديدة ومتاحة للنهوض بالواقع الزراعي واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة وتنفيذ الأعمال الأساسية والمطلوبة للمعطيات والمدخلات الزراعية وأعمال الحرث والري وصولا إلى البذر والإنتاج الزراعي بمختلف أنواعه الكمي والنوعي ، ونواصل تنسيق الجهود للنهوض بواقع القطاع الزراعي في المحافظة ، ومن أبرز الفرص بدء تنفيذ مبادرات مجتمعية تشكل جزءاً مهماً من مبادرات كثيرة وتجارب ملهمة تنفذها قيادة المحافظة واللجنة الزراعية في إطار الخطة الاستراتيجية لإدارة الأزمة الراهنة التي يتعمد العدوان اللجوء إليها لاستهداف حياة اليمنيين جراء ما لحقت وتلحق به من انتكاسات عسكرية في عدوانه على الشعب اليمني.
ماهي نتائج توجهاتكم لتفعيل الجبهة الزراعية حتى الآن ؟
– منذ بدء أعمال المرحلة الأولى للجنة الزراعية أثمرت جهود مشتركة نتبنى تشجيعها وتحفيزها كمنطلق لترجمة توجهات القيادة الثورية والسياسية واستشعارا للمسؤولية الدينية والوطنية في التخفيف من الصعوبات الماثلة، في تدشين مصفوفة مبادرات ذاتية للمجتمع بأيادي أبنائها لجعل العطاء قيمة راسخة وممارسة متواصلة من خلال أعمال بسيطة تُحدث تأثيراً بالغ المدى لترسخ قيم التماسك والتكافل والتلاحم المجتمعي.
حدثنا عن ملامح وهوية هذه المبادرات ومدى تفاعل المجتمع المحلي للاهتمام بالقطاع الزراعي ؟
– بدأ أفراد المجتمع بوعي يواجهون التحديات تخطيطاً وتنفيذاً بمشاريع صغيرة تسد فجوة الانتظار وقطار الإحباط ومواجهة ما يفرضه استمرار العدوان بمبادرات طوعية أنموذجية ، ونجحت عدد من المناطق بتلاحم أبنائها في تنفيذ مبادرات في شق ومسح طرقات وبناء حواجز وكرفانات مائية وتجري حاليا التهيئة لمبادرات عديدة للعبور إلى مسالك خدمية لتلبية الاحتياجات في ظل صعوبات المرحلة الاستثنائية.
يشارف العام السادس من الصمود في وجه العدوان على الانتهاء، ماذا تخطط قيادة المحافظة لتنفيذه في العام المقبل لمواجهة التحديات الاقتصادية من خلال الجبهة الزراعية والمبادرات المجتمعية ؟
– تعتزم قيادة المحافظة ضمن خطتها الاستراتيجية للعام المقبل تبني مشاريع للنهوض بالعمل التنموي وفقا لمصفوفة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة ، سنعمل على تعزيز ومواصلة الجهود لتنفيذ الرؤى والتصورات لإيجاد ثورة زراعية حقيقية ضمن خيارات المواجهة التي يخوضها أبناء الشعب اليمني لصد المخططات التي تتربص باليمن والمؤامرات التي تستهدف تعطيل شؤون حياة أبنائه وتدمير البنية التحتية والخدمات.