الأعمال الإرهابية وصلت إلى ذروتها بالقتل الجماعي واستهداف الأبرياء
عشرات القتلى والجرحى سقطوا في الانفجار الذي وقع أمام وزارة الدفاع بمنطقة العرضي وسط العاصمة صنعاء إثر اشتباكات عنيفة خلفت كارثة انسانية وأمنية وإثارة الفوضى والرعب بين الأوساط المجتمعية سياسيون وحقوقيون ومنظمات مجتمع مدني أدانوا هذا العمل الإجرامي الجبان وطالبوا بسرعة الكشف عن الجناة والقوى التي تقف وراءه وتقديمهم للعدالة..
السياسي نجيب العثماني يقول : الانفجارات التي طالت عدداٍ من القادة والضباط العسكريين والأمنيين والمدنيين تمثل انتكاسة للتنمية وتقدم الاصلاحات وهناك اتهامات بوقوف جماعات أمنية وسياسية وإرهابية فقدت مصالحها وراء تلك العمليات دون أي تحرك من الدولة بشكل جدي ووطني لإيجاد الحل الجذري لحماية الوطن وأمنه وسكينته وتستغل هذه الجماعات الإرهابية ضعف الدولة بل أننا نعيش بلا دولة في ظل البقاء للمجرم وقاطع الطريق والمختطف دون محاسبة بعد قيامه بهذا الفعل في وضح النهار وأمام المارة, فهناك أشخاص يهمهم أن يظل الوضع كما هو لإرباك العملية السياسية والانتقال السلمي للدولة القادمة ..
الجهاز الأمني
* من جهته يقول جمال محمد عبد الجبار – محلل سياسي : إنه يجب الإقرار بأن هذه الأعمال الإرهابية وإقلاق الحياة الاجتماعية والأمنية لها منابع عدة منها ما يتعلق بضعف بنية الجهاز الأمني القائم الذي يستدعي إظهار قدرته في بسط الأمن والسكينة على كل الرقعة اليمنية , فهناك في كثير من الأحيان يوجد خلل أو تقصير كان التعامل معه بحرص ووعي عالُ من قبل أجهزة الدولة المختلفة , وإذا ما حاولنا تجاوز هذه النقاط فإننا بالتأكيد سنصل إلى نتائج غير واقعية لتحليل ما يجري اليوم على الواقع لتفادي تفاقمها لتصبح تهديدا كبيراٍ لواقع حياة الناس ومستقبلهم ولبنية وهيكل الدولة ذاتها .
موضحا أن مجريات الأحداث الأخيرة الإرهابية وصلت إلى ذروتها بالقتل الجماعي لخيرة أبناء اليمن الذين لا ذنب لهم سوى أنهم اختاروا أن يكونوا ضمن قوات الجيش والأمن الذين تركوا أبناءهم وأسرهم متجهين إلى مواقع الشرف لحماية أمن وسلامة الوطن والمواطن ليعودوا لأسرهم محمولين على الأكفان الذي طالما حلم هؤلاء بأن يروه شامخا وأبياٍ من أجل مستقبل أفضل لأطفالهم لتتصاعد أعمال الإخلال الأمني ليظهر لنا جلياٍٍ أن قوى الشر قد كشرت عن أنيابها مستخدمة جْل إمكانياتها الشيطانية لإسقاط ووأد مشروع اليمن الحديث حيث أصبحت الأعناق عاطشة مشرئبة ترقب أبناءها وهم يرسمون خطوط أحلامهم حول طاولة الحوار الوطني الذي أجمعت عليه كل القوى السياسية بأنه المخرج الوحيد للازمة اليمنية الحاضرة وتجاوز كل سلبيات ومآسي الماضي التي قادت الوطن اليمني لمأزق كبير الخروج منه لا يتأتى إلا بإنجاز واستكمال مرحلة الحوار الوطني وصولا ٍ إلى تنفيذ مخرجات هذا الحوار .
مشروع الدولة
مؤكد أن مجرد محاولة إسقاط مشروع الدولة اليمنية ليس بالأمر السهللأن دول المنطقة والمجتمع الدولي مجمعة على أن مصالحها وأمنها القومي يتعارض مع اي سقوط للدولة اليمنية كون ذلك يعد مواجهة شاملة مع كل مكونات المجتمع اليمني من أقصاه إلى أقصاه والذي أصبح يعرف أن استحقاق بناء يمن جديد هو نهاية مطاف هذه المرحلة التي طالما حلموا بها والتي ستأتي لتنقل اليمن واليمنيين من كل أدران الماضي إلى آفاق يعيش فيها شعبنا ووطننا استقرارا يستحقه.
إفشال المرحلة
من جهتها أدانت وبشدة منظمة العفو الدولية على لسان المتحدث باسمها في اليمن بسام الحميدي في انفجارات العرضي والتي راح ضحيتها مئات من الجرحى والقتلى داعيا حكومة الوفاق ووزارة الداخلية إلى رفع حالة اليقظة الأمنية وتشديد الحماية حول الوزارات والمنشآت الأمنية والحكومية والمصالح العامة وسرعة التحقيق في حادثة الانفجار والكشف عن مرتكبيها وتقديمهم للعدالة كونهم يستخدمون ورقة التفجيرات كورقة أخيرة لإفشال المرحلة الانتقالية ومؤتمر الحوار الوطني من أجل جر الوطن نحو الصراعات الدموية والتصفيات السياسية.
مرجعاٍ السبب إلى الانفلات الأمني وغياب هيبة الدولة وانتشار حمل السلاح وسهولة تحرك تنظيم القاعدة وتزايد حدة الخلاف السياسي بين القوى السياسية وهذا قد ينعكس سلبياٍ على الوضع الحالي ويهدد الاستقرار النسبي وينشر الفوضى ويقود اليمن إلى المجهول
مخططات ممنهجة
* ومن منظمة رواد لحقوق الإنسان في اليمن يقول رئيسها مهدي بلغيث : إن هذا الحادث الإرهابي الجبان الغادر الذي استهدف مبنى مستشفى العرضي بمجمع وزارة الدفاع جريمة بشعة بحق الانسانية بكل المقاييس تدل على الحقد الدفين وعلى المخططات الممنهجة التي تنفذ من اجل افشال الحوار الوطني وإرجاع اليمن إلي مربعات العنف والفوضي الهدامة من قبل اعداء الوطن الذين باتوا يتربصون بوطننا الحبيب في ظل وجود انفلات أمني مروع ومخيف وغياب تام للأجهزة الاستخبارتية والتي يرى بأنها فشلت فشلا ذريعا في اكتشاف مثل هذه المخططات الإرهابية.
وأشاد بدور رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على شجاعته وبسالته والتي أثبتها من خلال زيارته لمجمع الدفاع بعد التفجير الإرهابي والذي لاقى ارتياحا شعبيا لزيارته الشجاعة مع أمله بأن يتم محاسبة كل المسؤولين العسكريين الذين ثبت تقصيرهم في مهامهم الأمنية وإحالتهم للقضاء العسكري وسرعة كشف القوى السياسية والإرهابية التي كانت وراء هذا العمل الإرهابي الجبان حيث تشير البصمات الأولية إلى أن الحادث الإرهابي الذي راح ضحيته أكثر من 52 شهيداٍ و167 جريحاٍ عسكريين ومدنيين من يقف وراءه مجموعات ارهابية مثل تنظيم القاعدة وبالتعاون والتنسيق مع مجموعات سياسية عدائية لليمن .
شؤون البلاد
* ويرى السياسي منير احمد سفيان – أن تفجيرات العرضي من قبل قوى نوافذه لا تريد للمرحلة الانتقالية أن تنجح لأن نجاحها يعني زوال مصالحهم ولهذا عمدت على إفساد العلاقة اليمنية مع المجتمع الدولي ومحاولة إظهار عجز نظام هادي في إدارة شؤون البلاد خاصة وأن هادي يلقى دعماٍ غير محدود من المجتمع الدولي ويعتبر شريكاٍ قوياٍ في مجابهة العنف والإرهاب الدولي ليظل المجتمع الدولي السند الأقوى لهادي خلال المرحلة الانتقالية .
أياد مأجورة
* وهذا ما أكده السياسي فؤاد الصياد أن هذا العمل الإجرامي لم يأت بشكل مفاجئ وإنما يكاد أن يرمي بثقله نحو إفشال مؤتمر الحوار وعرقلة هذا المسار ومنع أي سبيل لاستقرار هذا الوطن وهي أيادُ مأجورة من شخصيات سياسية كبيرة ونافذة في البلد وعلى وجه الخصوص من فقدت مصالحها وسطوتها وتسعى لإفشال أهم مرحلة تمر بها اليمن ومحاولة العودة بعجلة القيادة الى الوراء والتي لا هم لها في ذلك حتى لو تحالفت مع الشيطان غير مبالين بما يحدث من دمار وخسائر تتكبدها اليمن من جراء هذه الأعمال , وهم ماضون في هذا الطريق لأنها سبيل الضعفاء والجبناء وخاصة عندما لا يجدون آذاناٍ صاغية لمطالبهم أو الاستجابة لنداءاتهم.
مجرمون متجردون
* ويقول الحقوقي فيصل المجيدي: إن هذا التفجير جريمة بشعة تتنافى مع كل الشرائع السماوية وكل الاعراف وتتبرأ منها الإنسانية جمعاء أما دلالات هذا الانفجار فهو أن البلد يعيش حالة واسعة من الانفلات الأمني وينذر بكوارث مستقبلية من صنع هؤلاء المجرمين المتجردين من كل دين وكل ضمير وما هو آت سيكون كارثياٍ وهذا الانفجار يذكرنا بمجزرة جمعة الكرامة ومجزرة 11/ 11 / 2011م بتعز أما المستفيدون من هذا فهم كثر وهم الذين تتعارض مصالحهم مع استقرار الوطن وبناء الدولة المدنية الحديثة وسيفقدون مراكزهم ونفوذهم إذا استقر الوضع بالبلد وساد القانون.
مضيفا إن هناك صراعاٍ خفياٍ وعلنياٍ على نفوذ الدولة على حساب الوطن عبر هدر دماء اليمنيين الأبرياء كما أن هناك دولاٍ منها اقليمية وغير اقليمية لا تريد اليمن أن يعيش في سلام دائم ولا يريد أن ينعم المواطنون اليمنيون بالسلم الاجتماعي محملا الحكومة سبب ذلك إن لم تفصح للرأي العام عن نتائج التحقيق ومن يقف وراء هذه الجريمة البشعة بأسرع وقت.
المجتمع الدولي
* وأما السياسي بسام البرق – عضو مؤتمر الحوار الوطني فيقول: إن الغرض من ذلك عرقلة الوصول لمخرجات نهائية للحوار الوطني وبالتالي عرقلة الاتجاه نحو بناء دولة مدنية حقيقية .وكذلك الضغط على المجتمع الدولي بورقة الأمن ليخفف المجتمع الدولي من ضغطه على بعض القوى التي تعرقل التسوية في اليمن والقوى المستفيدة هي نفسها القوى المستفيدة من عدم وجود دولة مدنية حقيقية بنت نفوذها وثروتها في غياب الدولة وتسعى لبقاء هذا الوضع غير المستقر .