الثورة / محمد الجبري
اليوم سوف يتم إعلان الفائز في أكبر صراع سياسي في العالم كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية ببين المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الرئيس الحالي دونالد ترامب والسيناتور الديمقراطي السابق جو بايدن في سباقهما الطويل والمرير نحو البيت الأبيض.
ويعقد المرشحان للرئاسة الأمريكية لقاءاتهما الانتخابية الأخيرة قبل يوم من الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر وتظهر هذه اللقاءات الاستراتيجية التي يتبعها كل مرشح للفوز في هذه المنافسة، وفضل الرئيس دونالد ترامب أن يخصص هذا اليوم لعقد تجمعات في أربع ولايات كان قد فاز بها عام 2016، بعد ما أظهرت الاستطلاعات أن منافسه يمكنه إعادتها إلى الديمقراطيين. أما جو بايدن، فقد قرر زيارة ولايتين فقط هما بنسلفانيا وأوهايو اللتين كانتا من حصة الجمهوريين في الانتخابات السابقة.
ويسعى ترامب لتجنب أن يصبح أول رئيس يخسر إعادة انتخابه منذ زميله الجمهوري جورج إتش. دبليو. بوش في عام 1992، لذلك سيعقد مؤتمرات انتخابية اليوم في ولايات كارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن واثنين في ميشيغان.
وسيختتم ترامب حملته في غراند رابيدز بولاية ميشيغان، وهو المكان نفسه الذي اختتم فيه حملته الرئاسية لعام 2016 بحشد جماهيري بعد منتصف الليل في يوم الانتخابات.
وكان الرئيس الأمريكي الحالي قد فاز في تلك الولايات في 2016 في مواجهة الديمقراطية هيلاري كلينتون، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن بايدن يهدد باستعادتها للديمقراطيين.
من جانبه، سيقضي بايدن وزوجته والمرشحة لمنصب نائبته في الانتخابات كمالا هاريس وزوجها معظم اليوم الأخير في ولاية بنسلفانيا، وسيتوجه كل منهم إلى ركن من أركان الولاية الأربعة التي أصبحت حيوية لآمال نائب الرئيس السابق.
وسيحشد بايدن أعضاء النقابات والأمريكيين من أصل أفريقي في منطقة بيتسبرغ ، كما سيتجه بايدن إلى ولاية أوهايو المجاورة، ليقضي بعض الوقت في اليوم الأخير من حملته الانتخابية في ولاية كانت تعتبر ذات يوم محسومة لترامب، الذي فاز بها في عام 2016، لكن استطلاعات الرأي فيها تظهر الآن منافسة متقاربة.
وسافر بايدن بشكل شبه حصري إلى ولايات فاز بها ترامب في عام 2016 وانتقد أسلوب تعامل الرئيس مع وباء فيروس كورونا، الذي هيمن على المراحل الأخيرة من السباق الانتخابي.
ويتهم بايدن ترامب بالتقاعس عن مكافحة الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 230 ألف أمريكي وكلف الملايين وظائفهم. وتظهر استطلاعات الرأي أن الأمريكيين يثقون في بايدن أكثر من ترامب في محاربة الفيروس.
92.2 مليون أمريكي صوتوا بشكل مبكر
وأدلى 92.2 مليون أمريكي بأصواتهم مبكرا وهو رقم قياسي. وصوتوا إما شخصيا أو عن طريق البريد، وفقا لمشروع الانتخابات الأمريكية، وهو ما يمثل حوالي 40 في المئة من الناخبين الذين يحق لهم التصويت.
ودفعت الطفرة المبكرة مايكل ماكدونالد من جامعة فلوريدا، الذي يدير المشروع، إلى توقع معدل إقبال قياسي يبلغ حوالي 65 في المئة من الناخبين المسجلين، وهو أعلى معدل منذ عام 1908.
وسيبت قاض اتحادي في تكساس الاثنين فيما إذا كان على مسؤولي هيوستن استبعاد حوالي 127 ألف صوت تم الإدلاء بها بالفعل بينما كان الناخبون في سياراتهم في المنطقة ذات الميول الديمقراطية. ويتهم نائب جمهوري عن الولاية وآخرون كريس هولينز كاتب مقاطعة هاريس، وهو ديمقراطي، بتجاوز سلطته الدستورية من خلال السماح للناخبين بالتصويت وهم في سياراتهم خلال جائحة فيروس كورونا.
وسيعقد الرئيس السابق باراك أوباما، الذي شغل بايدن منصب نائبه لمدة ثماني سنوات، تجمعا حاشدا في أتلانتا بولاية جورجيا يوم الاثنين قبل أن يختتم حملته في المساء بتجمع حاشد في ميامي.
خمسة أسباب وراء تمسك أميركا بنظام “المجمع الانتخابي”
كل 4 سنوات، تتكرر الدعوات المطالبة بضرورة إنهاء العمل بنظام المجمع الانتخابي (الهيئة الانتخابية المكونة من 538 عضوا، ويتطلب الفوز الحصول على 270 صوتا بحد أدنى) كطريقة فريدة لاختيار الرئيس الأميركي الجديد، ولا تتبع أي دولة أخرى في العالم مثل هذا النظام، وتتضاعف تلك الدعوات عقب أي انتخابات يحصل فيها المرشح الفائز بالرئاسة على أقلية الأصوات الشعبية.
واحتد النقاش حول مستقبل نظام المجمع الانتخابي عقب انتخابات 2016 التي فاز بها الرئيس دونالد ترامب محققا 62.9 مليون صوت، وهو ما يقل عما حققته هيلاري كلينتون بـ3 ملايين صوت، إذ حصلت على أصوات 65.8 مليون ناخب؛ إلا أن ترامب فاز بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي، وحصل على 302 صوت، مقابل 232 لكلينتون.
وفاز خمسة رؤساء بالرئاسة خلال تاريخ الولايات المتحدة على الرغم من عدم حصولهم على أغلبية الأصوات الشعبية؛ إلا أنهم فازوا بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي.
ومع ذلك يُنظر إلى نظام المجمع الانتخابي على أنه جزء حاسم من الضوابط والتوازنات الأساسية للنظام السياسي الأميركي، ولا يمكن التخلي عنه لأسباب من أهمها:
الفدرالية الأميركية
إن الحجة الرئيسية للحفاظ على المجمع الانتخابي هو أنه جزء لا يتجزأ من الفلسفة الفدرالية التي تأسست عليها الدولة الأميركية، وتعني الفدرالية توزيع السلطات بين الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات 50 والحكومات المحلية، بدلا من حكومة مركزية قوية، ويتيح المجمع الانتخابي للولايات، صغيرها وكبيرها، تأدية دور هام في اختيار أعضاء المجمع الانتخابي على أساس التصويت الشعبي لكل ولاية، كما أن من شأن هذا النظام تخطي كل الانقسامات التي جمعها الاتحاد الأميركي سواء الدينية أو العرقية أو الإثنية.
يحفظ مصالح الجميع
نجا نظام المجمع الانتخابي من كل ما مرت به الولايات المتحدة على مر تاريخها من صراعات داخلية وحروب أهلية، لسبب رئيسي وهو الرغبة في تمثيل مصالح الولايات وحمايتها من أي تطرف، سواء على المستوى الفدرالي أو داخل أي ولاية.
ونص الدستور الأميركي على ضوابط وتوازنات بحيث لا تحاول السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية تغيير التوازن فيما بينها، من هنا يتمسك به الجميع سواء الولايات الكبيرة.
الحملات الانتخابية على المستوى الوطني
يقول مؤيدو نظام المجمع الانتخابي أنه يُجبر المرشحين على الدخول في منافسات على المستوى القومي بصورة كاملة، ومن المستحيل على أي رئيس أن يفوز اعتمادا على ولايات منطقة جغرافية واحدة، مثل الجنوب الأميركي أو الغرب الأميركي.
وبدون هذا النظام، يمكن لمرشح الفوز اعتمادا على أصوات الولايات الست الأكبر من حيث عدد السكان، مثل كاليفورنيا وتكساس ونيويورك وفلوريدا وإلينوي وبنسلفانيا، ويتجاهل بقية ولايات الاتحاد، كما يجبر نظام المجمع الانتخابي المرشحين والأحزاب على تطوير جاذبيتهم على المستوى القومي من خلال القيام بحملات انتخابية في الولايات المتنازع عليها بشدة في جميع أنحاء البلاد، ويوفر نفوذا واسعا للولايات الصغيرة والأقليات العرقية في الولايات الكبيرة.
نتائج واضحة وحاسمة
كما يسهم نظام المجمع الانتخابي في تحديد حاسم للطرف الفائز في ظل غياب الحصول على أغلبية الأصوات الشعبية، كما جرى بانتخابات 1968 و1992، حين وجد مرشح ثالث قوي، ولم يحقق أي من المرشحين أغلبية نصف الأصوات الشعبية، ولولا وجود المجمع الانتخابي كان سيطرح ذلك تساؤلات خطيرة حول شرعية الرئيس الجديد.
وهكذا يضمن نظام المجمع الانتخابي تحقيق أغلبية فائزة لأحد المرشحين في كل انتخابات، مما يجنب الولايات المتحدة أزمات دستورية من العيار الثقيل؛ أي إنه حل مناسب لقضية الشرعية، ولا يتطلب تعديلات دستورية أو سجالات حزبية.
تجنب قصور التصويت الشعبي
كما يوفر هذا النظام جدارا صلبا ضد التزوير، حيث لا يؤثر تزوير أعداد صغيرة من الأصوات على نتائج الانتخابات النهائية، ويمنع التزوير المنهجي من خلال اتباع كل ولاية لإجراءات وطرق مختلفة في تصويتها.
أزمات محتملة في إعلان نتائج اختبار 2020
تخضع الولايات المتحدة ونظامها الانتخابي لاختبار تاريخي هذا العام، خاصة مع توقع حدوث أزمات نتيجة عدم تعهد الرئيس ترامب باحترام نتائج الانتخابات، على خلفية تشكيكه في طريقة التصويت بالبريد، وترجيح توقع تأخر إعلان النتائج النهائية.
حيث شكك ترامب مرة أخرى في نزاهة الانتخابات، قائلا إن إحصاء الأصوات الذي سيستمر بعد يوم الانتخابات سيكون “أمرا مروعا” وأشار إلى أن محاميه قد يتدخلون.
واعتبر ترامب مرارا دون دليل أن التصويت عبر البريد عرضة للتزوير، على الرغم من أن خبراء الانتخابات يقولون إن هذا نادر الحدوث في الانتخابات الأمريكية. والتصويت عبر البريد هو سمة قديمة للانتخابات الأمريكية، وأدلى شخص من كل أربعة بأصواتهم بهذه الطريقة في عام 2016.
وروج الديمقراطيون للتصويت عبر البريد كوسيلة آمنة لكي يدلي الناس بأصواتهم خلال جائحة فيروس كورونا، بينما يعتمد ترامب والجمهوريون على إقبال شخصي كبير في يوم الانتخابات.
من هو جو بايدن؟
جوزيف روبينيت بايدن الابن ويُطلق عليه جو بايدن : (ولد 20 نوفمبر 1942، هو سياسي أمريكي كان نائب رئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين في الفترة من عام 2009 إلى 2017 أثناء حكم الرئيس باراك أوباما. وهو عضو في الحزب الديمقراطي، ومثل ولاية ديلاوير كسيناتور من عام 1973 حتى أصبح نائب الرئيس في عام 2009.
ولد بايدن في سكرانتون، بنسلفانيا، في عام 1942، وعاش هناك لمدة عشر سنوات قبل أن ينتقل مع عائلته إلى ديلاوير، أصبح محاميا في عام 1969، وانتخب لمجلس مقاطعة نيو كاسل في عام 1970، كما انتخب أول مرة لمجلس الشيوخ في عام 1972، وأصبح سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة.
أعيد انتخاب بايدن إلى مجلس الشيوخ ست مرات، وكان رابع أكبر عضو في مجلس الشيوخ عندما استقال ليتولى منصب نائب، وكان عضوا قديما ورئيسا سابقا للجنة العلاقات الخارجية. وعارض حرب الخليج عام 1991، لكنه دعا إلى تدخل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في حرب البوسنة في عامي 1994 و 1995.
وصوت لصالح القرار الذي أذن بقيام حرب العراق في عام 2002، لكنه عارض زيادة القوات الأمريكية في عام 2007.
سعى بايدن إلى الترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة في عام 1988 وفي عام 2008، وفشل في كلتا المرتين بعد عروض باهتة، ثم اختاره باراك أوباما ليكون زميله في السباق الرئاسي عام 2008، والذي فاز به، أصبح بايدن أول كاثوليكي وأول شخص من ديلاوير يصبح نائب رئيس الولايات المتحدة.
أشرف نائب الرئيس بايدن على الإنفاق على البنية التحتية بهدف مواجهة الركود الكبير والسياسة الأمريكية تجاه العراق حتى انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011.
تم إعادة انتخاب أوباما وبايدن في عام 2012، وفي ديسمبر 2016، لم يستبعد احتمال ترشحه للرئاسة عام 2020، ولكنه أعلن في 13 يناير 2017، أنه لن يترشح، إلا أنه تراجع عن هذا بعد أربعة أيام فقط، ولم يستبعد مجددا عملية ترشيحه. في 12 يناير 2017، منحه أوباما وسام الحرية الرئاسي. وبعد أن ترك بايدن المنصب، تم تعيينه أستاذا في جامعة بنسلفانيا.
قد يعجبك ايضا