عفاف محمد
عرفنا الرسول صلى الله عليه وعلى آله عندما حلّت أنصاره. ولا ينسى أحد كيف كان النظام البائد يحاول طمس معالم النبي الأكرم صلوات ربي عليه وعلى آله الذي شهد به ربّ العزّة والجلال في مواطن عدة وكثيرة ، بل قرن طاعة الإنسان بالتسليم له {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (الزمر 54) .
ومع ذلك كانت المناسبات تمنع وتحجب إلا بعد مجيء العقائديين الأوفياء ممن يعرف دينه ويعرف قيمة تلك الشهادة التي كانت الفارق بين الحق والباطل وبين المسلم والشرك حتى صرنا نراه مهرجاناً يحكي ذلك النشيد الرائع:
طل البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعى لله داع
نعم هكذا شعرنا بما قدمه جيش العقيدة من أبطال أنصار الله وجميل انتمائهم للمصطفى صلى الله علیه وآله..
في حضرة الرسول الأعظم ..معنا ومؤسسة الإمام الهادي في دورتها السابعة ومضات مضيئة .
ومن خلال التحرك الجدي والفعال لهذه المؤسسة ذات العراقة والرقي في الثقافة والفكر والالتزام، ترتسم لنا لوحة بديعة تمازجت ألوانها وأسرت الألباب.
فما بين مُقدم لبيب ومفوه بليغ يجيد لفت الانتباه ،إلى قصيدة متفجرة عنفواناً يمانياً، وأخرى تنساب عشقاً وتغزل وتوله في مناقب الرسول الأعظم ، وبين أنشودة تعشق ترانيم الأذن ،وصوت رخيم يتفنن في المدحة النبوية. وما بين مسرحية تحكي فصولها القيم والشيم والمثل العليا تترجم الشريعة الإسلامية السمحاء بأصولها ،إلى فقرات عديدة أتقنت مؤسسة الإمام الهادي صياغتها بخيوط عسجدية لتبقى مآثر في حب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وترجمة حية لحب اليمانيين للمصطفى المختار .
نعم هكذا عودنا بالمفاجآت مهرجان الرسول الأعظم الذي تعلو علوه أنفسنا ،وتنجرف في تياره الثقافي الديني الأصيل ،الذي يعلمنا كيف نكون محبين أكثر لمناقب سيدنا الرسول، وكيف نكون محمديين أكثر. ونجتمع في حضرة حبيبنا وقرة أعيننا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله الكرام الطيبين .
ها هو تاريخ مولد نبينا الأكرم منقذ البشرية من الضلال سيدنا محمد عليه الصلاة وأفضل السلام وعلى آله يدنو بهذه المناسبة العظيمة تنشرح الصدور وتبتهج النفوس وتدمع المآقي فرحاً واستبشاراً بقدوم المولد النبوي الذي ألفناه أجواءً روحانية تنسجم النفس معها أيَّما انسجام .
وكما عودتنا مؤسسة الإمام الهادي أن تقيم مهرجانها السنوي المتنوع الفقرات الذي ينتظره جمهوره بشوق ومحبة وحماس. رسخت في الأذهان كل تفاصيل المهرجان بمقدّميه ومشتركيه ومعدّيه وفقراته وأجوائه الختامية التي تخلق بين الجمهور والمهرجان علاقة وطيدة .
كانت ولا زالت هذه المؤسسة بكل أنشطتها الثقافية تغرس القيم والمبادئ والأسس السليمة التي هي منبعها الأصيل من صعدة الشموخ حيث أعلام الهدى الذين استنهضوا القيم وأعادوا للقرآن الكريم روحه ،وأعادوا للرسول العظيم حق قدره بعد أن طمس الوهابيون حقيقة شخصيته الفريدة؛ وبعد أن زيفوا الكثير من شمائله الأصيلة ومن دروسه البليغة ومن رسالته العظيمة .
اليوم تتبنى المؤسسة المواهب وتنميها عبر تنافس شريف هادف بين المشتركين، وتغرس هذه المؤسسة الفرحة والبهجة بقدوم هذا المولد السعيد لتجعل منه عيدا وتاريخاً لا ينسى .
تحية لتلك الجهود الجبارة التي تبذل في حب نبينا المصطفى والتي تجعل لهذا التاريخ نكهة متميزة فقد عرفتنا الكثير الكثير مما جهلناه عن الرسول الكريم وآله الطيبين لأنها استسقت كل موروثها الثقافي من معين الثقافة القرآنية التي عم نورها .
وسلام عليكم يا أنصار محمد إينما كنتم
سلام عليكم وألف سلام .