تحقيق / هشام المحيا –
تقدم للامتحانات 1500 في جامعة صنعاء و337 في جامعة عدن
الطلبة: الامتحان يشعرنا بالرضا.. ونعتبره فرصة للمنافسة الشريفة
,الدكتور الروضي: تصحيح النتائج عبر الكمبيوتر.. ومندوبون من جهاز المحاسبة لمراقبة التصحيح
,التعليم العالي: امتحان الكفاءة سيقطع الطريق على الوساطة والسمسرة بالمنح
بعد أن سادت أجواء الحصول على المنح الخارجية لطلاب الثانوية العامة غيوم الوساطة والمحسوبية فترة من الزمن ” عمدت وزارة التعليم العالي ولأول مرة إلى وضع اختبار للراغبين في الحصول على المنح الخارجية بالتعاون مع جامعتي صنعاء وعدن بهدف إعطاء المنحة لمن يستحقها لتضع الوزارة الكرة في مرمى الطلبة الذين بدورهم تغنوا بـ” أخيرا جاءت الفرصة ويا أحلى الفرص هلي” … من جهة أخرى اعتبرت وزارة التعليم العالي اختبار الكفاءات بمثابة إثبات الذات للطلبة والوزارة في آن واحد … تفاصيل أكثر عن سير عملية التسجيل والاختبارات وانطباعات الطلبة والوزارة في سياق التحقيق التالي :
المنح الدراسية كانت بمثابة الحق المستحيل لبعض خريجي الثانوية العامة في مختلف المحافظات باستثناء من يملكون أحد الأوراق الرابحة وهي إما الوساطة أو المحسوبية أو كان يملك معدلا كبيرا مع أن المعدل ليس المقياس الوحيد خصوصاٍ مع ظهور حالات غش في السنوات الأخيرة في اختبارات الثانوية العامة ونتيجة لهذه الغوغاء والعشوائية تلقت سمعة التعليم اليمني صفعات متعددة ومتلاحقة حيث تذكر بعض التقارير والتصريحات الرسمية أن العديد من الطلبة الذين حصلوا على منح خارجية في الأعوام الماضية لا يجيدون القراءة والكتابة باللغة العربية فقبل ثلاثة أعوام تم إرسال طالبين إلى سوريا للدراسة وأعادتهم الجامعات السورية نظرا لعدم قدرتهم على القراءة والكتابة ومثلهم في ماليزيا وروسيا والسودان ودول أخرى.
طفح الكيل
بعد أن ملِ الطلبة وبعض المسؤولين في وزارة التعليم العالي من الوضع المزري الذي كان يقوم عليه توزيع المنح الدراسية للخارج قامت الوزارة بطرح فكرة وضع اختبارات لتحديد الكفاءات من المتقدمين للمنح لقطع الطريق على الوساطة والمحسوبية وفتح المجال للمنافسة المتكافئة وفور الموافقة على الفكرة خاطبت التعليم العالي كلا من جامعتي صنعاء وعدن للتنسيق معهما لا ستقبال الطلبة الراغبين في الحصول على المنح وتهيئة الأجواء لهم وتم الرد من الجامعتين بالموافقة واستمر استقبال الطلبة لمدة أسبوع في الجامعتين حتى يوم الخميس الماضي وفق شروط محددة وهي أن يكون المعدل الأدنى في الشهادة الثانوية ٪80 وأن يكون المتقدم من خريجي الأعوام 2009ـ2010و2010 ـ 2011و2011 ـ 2012م لترفع جامعة صنعاء تقريرها للوزارة بقبولها 1500 طالب وطالبة فيما سجلت جامعة عدن عدد 337 طالباٍ وطالبة هذا وقد حددت وزارة التعليم العالي يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 26و27/ من الشهر الجاري موعدا لإجراء الاختبارات وليتقدم للمنافسة 1500 طالب وطالبة في صنعاء و337 في عدن .
أجواء الامتحان
منذ الساعة السابعة من صباح الثلاثاء وقبل موعد الامتحانات بساعتين بدأ الطلبة يتوافدون إلى كلية الطب جامعة صنعاء بهدف وضع أقدامهم على سلم طائرة الأحلام إن وفقوا في الاختبارات وفي الساعة التاسعة والنصف تم توزيع الطلبة على مقاعدهم المجهزة بالرقم مسبقا ومنحتهم إدارة الامتحانات ثلاث ساعات للإجابة على الأسئلة البالغ عددها خمسين سؤالا في مادتي الكيمياء والفيزياء يوم الثلاثاء ومادتي الأحياء واللغة الانجليزية يوم الأربعاء .
وحسب ملاحظة كاتب التحقيق وشهادات الطلبة فإن الوضع اتسم بالهدوء التام أثناء عملية الإجابة على الأسئلة ولم تحدث أية مشاكل .
الخوف من المجهول
بعض الطلبة أبدوا تخوفا من الإسقاط المظلي “الوساطة ” فهذا الطالب بدري محمد يقول “أنا واثق بأنني سأحصل على منحة إذا لم يكن هناك وساطة “مثله الطالب مؤمن عباس يقول ” كلنا أمل في الحصول على منحة إذا ما غابت الرشوة والوساطة فإجاباتنا كانت ممتازة ” ويقدر هذا الطالب إجابته بأنها ستتجاوز %90 أما حسين بن علي فيقول ” كلما أفكر بالمنحة يقف أمامي كابوس أصحاب الوساطات فأنا أتخوف من أن يأخذوا كل المنح ” لذا فإن حسين رضي بـ %50 للكفاءات و%50 لأصحاب الوساطات .
موقف الوزارة
إن خوف الطلبة من الوساطة كان طبيعيا إلا أن وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات الدكتور عبد الكريم الروضي طمأن الطلبة المتقدمين وقدم لهم ضمانات تمثلت في عدة نقاط أولها أن الوزارة خاطبت جهاز الرقابة والمحاسبة لإرسال مندوب عنهم لحضور عملية التصحيح وثاني هذه الضمانات أنه تم استبعاد أي توجيهات عليا تخالف نظام التسجيل والقبول للمنح ثالثا سيتولى الكمبيوتر عملية التصحيح واختيار أفضل الطلبة إجابة إضافة إلى ذلك أن أي خرق لشروط القبول هو خرق للعملية برمتها ولن يوقع عليه كمسؤول عن هذه الامتحانات من جهة أخرى يرى الدكتور الروضي أن هذه التجربة التي تعد الأولى تجربة فريدة تصب في مصلحة الوطن حيث ستعمل على تجاوز المحسوبية والوساطة والسمسرة في مجال المنح ولأن مخرجات التعليم الثانوي كانت غير جيدة فالطالب يحصل على %97 ومستواه العلمي ضعيف وفاشلين في الدراسة وبالتالي كان اختبار الكفاءات أفضل وسيلة لتحديد مستوى الطلبة العلمي كما ستعمل هذه الخطوة على تحسين صورة التعليم اليمني في الخارج وعن إمكانية استمرار هذه العملية في السنوات القادمة يقول الدكتور الروضي ” سنستمر في هذه العلمية رغم الضغوط التي نواجهها لما فيه المصلحة العامة لطلاب اليمن ” غير أن وزارة التعليم العالي لم توضح عدد المنح المقررة للمتقدمين والسبب أن الميزانية لم تحدد بعد التي على ضوئها سيتم معرفة عدد المنح.
أما قائد الجعفري مسجل عام كلية الطب فقد دعم كلام وكيل الوزارة حول تخوف الطلبة من الوساطة بالأدلة حيث يقول ” ستجري عملية التصحيح وفقا للآلية التي تطبقها كلية الطب في اختباراتها للمتقدمين الذين يتنافسون على مقاعدها حيث يتم التصحيح بأرقام سرية على ظروف الإجابات المغلفة بالشمع الأحمر وهناك لجان للمراقبة وللمراجعة ولجنة للإدخال إلى الكمبيوتر وسحب النتائج منه وبهذا سيكون الكمبيوتر هو الحكم في اختيار الطلبة الذين حازوا على أفضل الدرجات.
ضبط الجودة
الدكتور عدنان الصنوي من إدارة ضبط جودة التعليم في وزارة التعليم العالي بارك هذه الفكرة واعتبرها خطوة نحو بناء كفاءات متميزة مشيرا إلى أن السبب الأول الذي استدعى وضع اختبارات للطلبة هو ما شاهده بأم عينه عندما كان ملحقا ثقافيا بسفارتنا بماليزيا حيث وجد طلاب مبتعثين للدراسة هناك وهم لا يجيدون القراءة والكتابة وطلاب لم يخضعوا لشروط ضبط جودة التعليم المتمثلة بضرورة أن يكون مستوى الطالب العلمي متميزاٍ وذا كفاءة علمية تمكنه من التحصيل الذي يحلم به .
ختاما
اعتبر الطلبة عملية دخولهم اختبار الكفاءة هو بمثابة فرصة لإثبات ذاتهم خصوصا وأن الكثير منهم لم يحالفهم الحظ في الحصول على معدلات كبيرة كما اعتبرت وزارة التعليم العالي أن هذه الخطوة هي إثبات لذاتها أمام الرأي العام بمن فيهم الطلبة المتقدمون إلا أن المشكلة تبقى قائمة فعدم تحديد عدد المنح لأسباب تتعلق بالميزانية سيفتح المجال أمام أصحاب الوساطات لإدراج أسماء بعض الأقارب فهل ستصدق الشكوك أم سيصدق وعد كيل الوزارة الدكتور عبد الكريم الروضي الذي قال لن نسمح بأي خروقات حتى آخر لحظة وهذا ما نأمله.