في الحفل المركزي لحكومة الإنقاذ بالعيد الـ 58 لثورة 26 سبتمبر
السامعي: ثورة 26 سبتمبر تعرضت لحرب شعواء كما هو الحال مع ثورة 21 التي جوبهت بعدوان مسنود بأدوات محلية
الثورة / سبأ
شارك عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي ومعه رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في الحفل المركزي الذي أقامته حكومة الإنقاذ بصنعاء أمس بمناسبة العيد الـ58 لثورة 26 من سبتمبر الخالدة.
وأكد عضو السياسي الأعلى السامعي في الحفل الذي حضره رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس، أن ثورة 26 سبتمبر جاءت كنتاج لعوامل ذاتية وموضوعية، توفرت فيها كل شروط النجاح كونها عبرت عن إرادة شعب واحتياجات وطن ضارب بجذوره في أعماق التاريخ، ووطن كانت الثورة فيه حتمية بعد تسلط أنظمة الجهل والفقر والمرض عليه لقرون.
وأوضح أن ثورة 26 سبتمبر تعرضت لحرب شعواء كما هو الحال مع ثورة 21 التي جوبهت بعدوان مسنود بأدوات محلية .. لافتاً إلى أن النظام السعودي عمل على مدى أكثر من خمسة عقود على إفراغ الثورة اليمنية من أهدافها وانتزاع مشروعها الوطني مروراً بتنصيب عملائه في مفاصل إدارتها وصولا إلى شن عدوانه الشامل على اليمن الأرض والإنسان.
وبين أن حرب العدوان التدميرية لا مبرر لها ولا يمكن قبول مبرراتها السفسطائية المعبرة عن حقد دفين ومؤصل في ذاكرة دول العدوان على رأسها أمريكا ومملكة الشر السعودية والإمارات.
وأشار السامعي إلى أن عدو ثورة 26 من سبتمبر هو نفسه عدو اليوم الذي استهدف ويستهدف الثورة والتحولات في الجمهورية اليمنية مع اختلاف الأسباب والأدوات فيما تظل الدوافع والأهداف واحدة هي البقاء تحت وصاية دول العدوان وعلى رأسها السعودية.
وقال” إن الفارق بين رجال الأمس ورجال اليوم هو إيمانهم بالقضية الوطنية والمصيرية في التخلص من التبعية والارتهان معاهدين الله والوطن والشعب بتصحيح مسار ثورة 26 من سبتمبر و14 من أكتوبر و11 من فبراير، عبر خاتمة الثورات 21 من سبتمبر التي أوقدنا شعلتها السادسة بالأمس”.
وذكر أن ثورة 21 سبتمبر جاءت كضرورة ملحة لاستكمال وتصحيح مسار الثورات وأعادت السلطة إلى الشعب اليمني، على طريق التحرر الوطني وإسقاط الوصاية الخارجية والتحكم في القرار السيادي لا رجعة فيه.
ونوه السامعي بالمآثر البطولية والوطنية التي سطرها الأحرار وثوار ثورة 26 من سبتمبر مقدمين أرواحهم رخيصة فداء للوطن بهدف الخلاص من الاستعمار الخارجي والمحلي والتي ما تزال تشن عدوانها لإجهاض مشروع التحرر والاستقلال.
وعرج السامعي على تصريحات أحد مرتزقة العدوان ودعوته للانتفاضة الشعبية ضد القوات المحتلة التي أتت لاحتلال اليمن والتي أكد أنها دعوة كانت محل تقدير من المجلس السياسي.
وطالب المغرر بهم العودة إلى جادة الصواب والعقل والمنطق بالانضمام إلى صفوف المدافعين على سيادة وكرامة واستقلال اليمن واغتنام توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بهذا الخصوص والمؤكدة على أن يعودوا إلى وظائفهم التي كانوا فيها.
بدوره استهل رئيس مجلس الوزراء الدكتور بن حبتور كلمته بنقل تحية الحاضرين لقائد الثورة الحبيب عبدالملك بدر الدين الحوثي ولفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى وأعضاء المجلس وثوار سبتمبر والشعب اليمني بالعيد الـ58 لثورة 26 سبتمبر .
واعتبر هذه المناسبة من الأيام الخالدة في حياة الشعب اليمني ومحطة من الصعب تجاوزها أو نسيانها أو القفز عليها .. لافتا إلى أن ثورة 26 سبتمبر ثورة مجيدة استطاعت أن ترسي نظاماً وطنياً جمهورياً بديلاً عن النظام الملكي، وهو ما أزعج دول الجوار وتحديدا السعودية.
ونوه بالمشاركة الرسمية التوعية في الاحتفاء بهذه المناسبة ومن تبقى من المناضلين الذين أسهموا في الشرارة الأولى لانطلاق ثورة 26 سبتمبر الذين لهم حضور في وجدان وقلوب وعقول اليمنيين جميعاً في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه.
وقال “نحن من هذه القاعة ومن صنعاء نحتفل للعام السادس على التوالي في ظل العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، العدوان يواصل ذلك الاعتداء الذي بدأ عام 1962م، عندما قامت الثورة بقيادة المناضلين الكبار الذي كان يقودهم المناضل الفقيد عبدالله السلال، الذين استطاعوا أن يربكوا المعادلة السياسية داخل دول الخليج وتحديدا المملكة السعودية التي جابهتها منذ اللحظة الأولى وحاربتها حتى هذه اللحظة”.
وأضاف” نعيش في هذه الأيام احتفالات متواصلة وكل ثورة من الثورات لها إنجاز ولها أيضا حضور، إذا أخذنا الثورة الأم 26 سبتمبر 1962م نحن بطبيعة الحال أقل من أن يقيم تجربة هذه الثورات كلها”.
واعتبر أول إنجاز أنجزته ثورة 26 سبتمبر وهو ضخم لا يمكن أن ينكره عاقل عدى من ينكرون كل شيء، هو الوحدة اليمنية المباركة التي لا يمكن أن تأتي إلا في ظل هذه الثورة ثورة 26 سبتمبر، إضافة إلى الإنجازات الأخرى في المجالات السياسية والديمقراطية وحقوق الإنسان وأيضا في مجالات التربية والصحة وغيرها”.
وقال” كذلك الحال في ثورة 14 أكتوبر أولى إنجازاتها أنها طردت المستعمر البريطاني وجاءت بـ30 نوفمبر 1967م والذي كان له حضور لافتاً على مستوى الوطن العربي أن تندحر بريطانيا العظمى ويرحل آخر جندي بريطاني، كذلك الحال في ثورة 21 سبتمبر التي عشنا احتفالها قبل أيام كان أول إنجاز لها أنها صمدت في وجه العدوان ستة أعوام والذي لا يمكن أن يوصف إلا بالمعجزة” .
وبين رئيس الوزراء ـن الشعب اليمني وقف بثبات وصمود لأن هناك قيادة ثورية قادت هذه الثورة والإنجاز وحققت ما لم تحققه الكثير من التجارب والدول وقضت على الأوكار الخطيرة لتنظيمات القاعدة وداعش.
ولفت إلى أن أمريكا بكل إمكانياتها لم تستطع أن تنجز شيئاً في هذا الوضع، وبالتالي كل ثورة من الثورات اليمنية لها محاسن وبطبيعة الحال لها إخفاقات وهذا طبيعي .. مستعرضاً الأعمال العدوانية للولايات المتحدة الأمريكية ضد أكثر من بلد والتي تنتهي باستسلام البيت الأبيض ورضوخه للجلوس على طاولة الحوار.
وذكر أنه لولا دعم أمريكا ومصانع الغرب الرأسمالي والدعم الدبلوماسي والسياسي لما صمدّت الدول المعتدية أمام عنفوان الشعب اليمني طيلة هذه الفترة .. مبيناً أن السعودية والإمارات تبحثان حالياً عن حليف جديد وتريدان التطبيع مع العدو الصهيوني من أجل حمايتهم وحماية عروشهم.
ولفت إلى أن هذه الحرب التي يتعرض لها اليمن منذ خمس سنوات ونصف إذا لم تتوقف سيفضي ذلك إلى نشوء قوى جديدة ستقض مضاجع الرياض وأبو ظبي.
وجدد التأكيد على من صمد ست سنوات وبقدرات محدودة، سيصمد العشرات من السنوات .. وقال” نقول لمن يفهم ويعي دروس التاريخ اليمني لا يجدي أن تضع مجموعة من قادة أنصار الله في القائمة السوداء للولايات المتحدة الأمريكية، ولا يجدي هذا الحصار وإغلاق الموانئ اليمنية كما لا يجدي أيضا إغلاق مطار صنعاء وأيضا طباعة الورق التي ليس لها قيمة وإضعاف العملة إلى أدنى مستوى لها”.
ومضى قائلا ” الشعب اليمني الذي صمد طيلة الفترة السابقة بطبيعة الحال سيواصل صموده ، لذلك نحن نبحث معاً عن طريق سوي من أجل حل مشكلات اليمن وإنضاج فكرة تأتي من اليمن بعيدة عن الوصاية وعن الإملاءات الخارجية”.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالشكر الجزيل لوزير الثقافة ومساعديه على تنظيم الفعالية الاحتفالية.
وخلال الحفل الذي حضره نائبا رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والرؤية الوطنية محمود الجنيد ومستشار الرئاسة البروفيسور عبدالعزيز الترب وعدد من أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى وقيادات عسكرية وأمنية، هنأ وزير الثقافة عبدالله الكبسي القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية المجيدة.
ونوه بالتحولات التي صنعتها ثورة 26 سبتمبر على مدى مسيرتها المباركة وكذا ثورتي 21 سبتمبر و14 أكتوبر جسدت قدرة المواطن اليمني على إحداث التغيير المشهود على الواقع.
ولفت إلى أن من صنع هذه الثورات قادر وبكل تأكيد على صيانة أرضه ووحدته وطرد كل معتد ومستعمر باغٍ .. مبيناً أن الأزمنة وحقب التاريخ كانت وما تزال شاهده على عظمة الشعب اليمني الأبي الذي طوع الحياة وصنع المعجزات.
وألقيت كلمة عن مناضلي الثورة اليمنية من قبل علي محمد عبدالمغني، أشار فيها إلى المؤامرات التي واجهتها الثورة الأم ومن عدوان من قبل النظام السعودي المستمر حتى اليوم وتوظيفها المتواصل للأموال في إطار سعيها لوأد الإرادة اليمنية.
وترحم على شهداء الثورة اليمنية الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إنقاذ الشعب اليمني المظلوم .
تخلل الحفل فقرات فنية معبرة.
تصوير/فؤاد الحرازي