محمد العزيزي
يفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد قرابة أسبوع ليعود الطلاب إلى مدارسهم وصفوفهم الدراسية في ظل ظروف اقتصادية غاية في الصعوبة والتعقيد، وأعباء إضافية على كاهل الأسرة اليمنية مع بدء كل عام دراسي وحتى نهايته.
طبعا يتضمن جدول الحصص الأسبوعية حصصاً للرياضة والدوري المدرسي، لكن هذه الرياضة عشوائية واجتهاد فردي من قبل المدارس وغير منظمة كدوري على مستوى المدرسة ثم المديرية وعلى مستوى المدينة أو المحافظة.
من البديهيات أن يتم تنظيم هذا الدوري الرياضي بشكل مسؤول وبطريقة منظمة وعلمية وأن تكون في مختلف الألعاب الرياضية وبشكل مسابقات وتحت إشراف وزارة الشباب والرياضة ووفق برنامج زمني واضح يتفق عليه المعنيون في وزارتي التربية والتعليم والشباب والرياضة، بهدف خروج هذه الجهات برؤية عملية أكثر تطور فكرة هذا الدوري ومن جهة أخرى اكتشاف المواهب الرياضية، كون المدرسة تعد تجمعاً شبابياً يضم كوادر مبدعة وبيئة خصبة لاكتشاف المواهب والمبدعين.
عدم التنسيق والتنظيم والاهتمام وفقدان البرامج النهضوية هي السمة السائدة والبون الشاسع بين وزارتي الشباب والرياضة والتربية والتعليم، وهذا الأمر يكشفه عدم إيجاد برنامج مشترك للدوري الرياضي المدرسي وهو واضح أيضا من خلال غياب التنسيق ووضع برنامج مسابقاتي يهدف إلى تنظيم تجمع رياضي لمدارس الجمهورية وعلى مستوى المحافظة يقوم على أسس علمية تفضي في نهاية المطاف إلى اكتشاف مواهب شابة في مختلف المجالات، وغياب النشاطات الرياضية المدرسية وبصريح العبارة يعد خطأ فادحا ترتكبه وزارة الشباب والرياضة وأيضا وزارة التربية والتعليم.
في سياق حديثنا عن هذا الموضوع لفت انتباهي خبر صحفي مفاده أن وزارة الشباب و الرياضة عقدت دورة تدريبية لمدربي مدرسة الموهوبين والتي اختتمت قبل أسبوعين من الآن، وهو عمل جميل ورائع ومرحب به ويستحق الإشادة والثناء، لكن السؤال الذي يفرض نفسه علينا وتلك الجهات: هل يعقب هذا التدريب متابعة من قبل الوزارة والمختصين لهؤلاء المدربين لاختيار المواهب والموهوبين الرياضيين في مختلف أنواع الرياضة لدمجهم في أنديتها ورعايتهم والاهتمام بهم ليصبحوا في المستقبل نجوما ومبدعين رياضيين مرموقين يمثلون اليمن في المحافل الدولية، أجزم بأن هذا الأمر غير وارد في برامج الوزارة، لكن الواضح أن الوزارة دربت المدربين لأجل التدريب وإسقاط الواجب وصرف المبلغ المخصص لهذه الدورة التدريبية ليس إلا.
نحن في اليمن ينقصنا تفعيل وتشغيل برنامج الوازع الوطني وضمير الإنسانية والمسؤولية في العمل والتخطيط السليم لانتشال أنفسنا وبلادنا من مربع العجلة والتنفيذ السريع لإظهار إنجازات تخدم المسؤول ولا تخدم الوطن والمسؤولية والمواطن والإنسان والمبدع على وجه التحديد، وعمل قاعدة وبنية معلوماتية نتكئ عليها ونبني من خلالها مستقبلنا ومستقبل أجيالنا، فلا يوجد مشروع وطني لهذه البلاد يقوم على أسس استراتيجية قابلة للتنفيذ والتطوير وصولا للنتيجة النهائية في التنمية والإنتاج ومنافسة الدول النامية في العالم رغم وجود كوادر في قمة الإبداع، لكنهم لا يجدون من يأخذ بيدهم ويدفع بهم نحو فضاء الإبداع العالمي.