ترنح التحالف وإقالة بن تركي
عبدالفتاح علي البنوس
يواصل تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي البريطاني ترنحه على وقع الضربات الحيدرية والعمليات البطولية التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر، والتي أربكت حساباتهم ، وأصابتهم في مقتل ، وألحقت بهم أضرارا بالغة ، وكبدتهم خسائر باهظة في العدد والعدة ، ورغم محاولاته المتكررة للتظاهر بتحقيق الانتصارات وتقديم نفسه على أنه صاحب الغلبة والتمكين ، وأنه من يتحكم بزمام الأمور في مختلف الجبهات ، وأن مرتزقته هم من يمسكون بزمام الأمور فيها إلا أنه لا يستطيع أن يواصل الترويج للأكاذيب وتزييف الحقائق والشواهد الميدانية ، التي تحكي بخلاف ذلك ، والتي تظهره عاجزا فاشلا مهزوما مترنحا على وشك السقوط..
ترنح التحالف السلولي بدأ مع مرور الأشهر الأولى من بدء العدوان الغاشم الذي ظن أنه سيحقق له النصر خلال أسابيع قليلة جدا ، وما يزال يترنح ويترنح ، رغم محاولاته البائسة للثبات والتماسك ، من خلال تجنيد المزيد من المرتزقة المحليين والأجانب وحشد المزيد من الآليات والمعدات العسكرية والذخائر والأسلحة الذكية المتطورة ، وتكثيف الغارات الجوية ، واللعب بالورقة الاقتصادية وتضييق الخناق على أبناء الشعب اليمني بتشديد الحصار على دخول المشتقات النفطية والتسبب في تأزيم الأوضاع المعيشية للمواطنين ، وتوظيف المجتمع الدولي لخدمة أهدافه والدفاع عن جرائمه ومذابحه وانتهاكاته السافرة ، إلا أن ذلك لم يحل دون ترنحه ولم يمنحه الثبات ، في ظل تعاقب الضربات المسددة والعمليات النوعية الموجعة الكفيلة بسقوطه المدوي..
وعلى وقع الإخفاقات والهزائم المتكررة التي يتكبدها والتي أظهرته عاجزا كسيحا ، غير قادر على مجاراة المقاتل اليمني المتسلح بقوة الإيمان والثقة بالله والتوكل عليه ، قوي الإرادة ، شديد المراس ، الذي نال بقوة الله وتأييده من قدرات التحالف العسكرية الهائلة والفائقة ، وتفوق عليها ، وها هو اليوم بفضل الله وتأييده على بعد خطوات من تحقيق الانتصار الكبير بعد قرابة خمس سنوات ونصف من العدوان والحصار..
ترنح التحالف تعكسه قرارات الإقالة التي يتعرض لها قادته بين الحين والآخر ، وآخر الضحايا المدعو فهد بن تركي قائد ما يسمى بقوات التحالف العربي في اليمن بتهمة الفساد ، وهي تهمة قد لا تكون السبب في قرار الإقالة خصوصا أن القرار جاء عقب عملية استهداف مطار أبها من قبل سلاح الجو المسير اليمني وانسحاب العديد من عناصر المرتزقة في جبهات الحدود على خلفية تأخر مرتباتهم وتدهور أوضاعهم في الوقت الذي يواصل فيه هوامير الفساد نهبها والمتاجرة بها ، حيث فشل فهد بن تركي في تحقيق ما عجز عنه من سبقوه في هذا المنصب ، ومع توالي العمليات النوعية التي ينفذها أبطال القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر داخل العمق السعودي والتي تصيب أهدافها بدقة بات موقف بن تركي مخزيا ، وهو ما دفع ببن سلمان إلى إقالته من منصبه في محاولة منه لرفع الروح المعنوية في صفوف مقاتليه ومرتزقته في ظل الهزائم والانتكاسات المتلاحقة..
بالمختصر المفيد: إقالة فهد بن تركي تؤكد بما لا يدع أي مجال للشك أن ترنح التحالف بدأ يدخل مرحلة الخطر ، مرحلة السقوط النهائي ، والذي لن تقوم لهم بعده قائمة ، وهي أيضا مؤشر على انشقاقات وانقسامات قادمة في صفوف التحالف في ظل تبادل الاتهامات فيما بينهم بالخيانة والصراع على الأموال والأسلحة والثروة والموارد في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوى العدوان، والتي وصلت إلى حد الدخول في مواجهات مسلحة وعمليات التصفية الجسدية والاغتيالات المتبادلة بين مرتزقة وفصائل العدوان، من شأنها أن تعجل بهزيمة وسقوط تحالف العدوان ، والعودة باليمن السعيد سعيدا ،آمنا مستقرا ، مستقل القرار والإرادة ، محافظا على سيادته ووحدته بمشيئة الله وعونه.
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله.