مرشدون وخطباء لـ”الثورة “: “إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الإنسانية”.. مبدأ إنساني أرساه الإمام علي عليه السلام وكرسه حكماً وسيرة
قرارات العفو التي أصدرها السيد -رضوان الله عليه- تثبت للعالم أن المسيرة القرآنية مسيرة تعايش وأخوة واعتدال
الحرب الظالمة ليس لها هدف إلا إضعاف هذا الشعب والسطو على ثرواته الزاخرة والمختلفة في تنوعها
التسامح والتصالح وحب الوطن من صفات المؤمنين رجال الرجال وصنَّاع البطولات
المراحل الحالية والمتغيرات تثبت أن بشائر النصر تشرق يوماً بعد يوم
يقول الإمام علي عليه سلام الله « الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق » هكذا ثقافة الإسلام الصافي التي تشربها المسلمون من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم والتي هي أصل التعايش والقبول بالآخر إذا لم يكن من العملاء المفسدين المرجفين المعتدين.. كل هذا وأكثر يطرحه العلماء والمرشدون في ثنايا الاستطلاع الآتي:
استطلاع /أمين العبيدي
في البداية استهل الدكتور عبد القيوم أحمد سلبة خطيب مسجد الإيمان حديثه بقوله: في ظل الحصار وتضحيات اليمنيين الذين قدموا مواكب الشهداء لنيل السيادة والحرية والاستقلال والنيل من كل المرتزقة والعملاء وعودة كل شبر من تراب الوطن لأهله وقيادته الحقيقية وعدم المساومة والارتزاق والارتهان للخارج نجد أن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- يدعو تكراراً ومراراً في الكثير من خطاباته كل من غُرر بهم للعودة إلى حضن الوطن وأن يرجعوا عما هم فيه من حالة مزرية ببيع أنفسهم والارتهان للريال السعودي، وعليهم أن يدركوا أن هذا الوطن يتسع للجميع ..وكم هي قرارات العفو التي أصدرها رضوان الله عليه وكل هذا ليس ضعفاً منه عليه سلام الله ولكن ليثبت للعالم بأسره أن المسيرة القرآنية من أكبر ركائزها ومن أهم مناهجها صفاء قلوب من آمنوا أنها السبيل الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى لإخراج الأمة من غثائها والشعور الحق بأن النافع والضار هو الله وليس أمريكا وإسرائيل، وأنها مسيرة الأخوة والشعور بكل هموم الأمة والتحديات، وكذلك غرس الشعور بالجسد الواحد لدى كل الأفراد الذي قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ».
ولكننا لا نجد علاجاً لأولئك الذين طمس الله على قلوبهم فأغلقت وأبصارهم فعميت وآذانهم فصُمت قال تعالى:﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلوبِهِم وَعَلى سَمعِهِم وَعَلى أَبصارِهِم غِشاوَةٌ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ﴾.
أما الأستاذ علي العبيدي- أستاذ القرآن الكريم وعلومه في مدارس الهمة النموذجية فيقول :على الرغم من التحديات التي تواجه اليمنيين والمتمثلة في الحكومات الظالمة خدام أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط وتفاقم الأوضاع بشكل كبير على كافة الأصعدة وتكالب المستفيدين وأصحاب المصالح الشخصية الضيقة الذين تناسوا أن مصلحة الوطن فوق كل المصالح المذهبية والحزبية والطائفية وغرزوا خنجر الخيانة المسموم في ظهر الوطن المسلوب حقه والمحاصر شعبه، إزاء ذلك كان لزاماً على أبناء اليمن الأوفياء الوقوف صفاً واحداً جنباً إلى جنب ومد الأيادي لخلق مستقبل مختلف واحتواء التصادمات والمواجهات والاختلافات بتحكيم العقل والمنطق والمضي بعزيمة عالية نحو تحقيق الأهداف من أجل بناء اليمن وإخراجه من براثن التدخلات السعودية الإماراتية والوقوف بعزيمة وصمود وصبر للعيش بعزة على تراب هذا الوطن الغالي والحرية في اتخاذ القرارات وإرجاع سيادة البلاد لأهلها ولشعبها بدون إملاءات خارجية وأن يصبح اليمن حراً في إنشاء وتطوير مؤسساته وعلاقاته الخارجية بدون قيد أو شرط ..
إنها حرب ظالمة ليس لها هدف إلا إضعاف هذا الشعب والسطو على ثرواته الزاخرة والمختلفة في تنوعها.. هي حرب جشع وطمع الأنظمة البائدة لنهب ممتلكات وطن يعاني من الفقر والجوع وسوء التغذية، فأصبح المواطن فيه بين نازح ومشرد عن المكان الذي كان يأويه ويعيش فيه.. التدخلات والإملاءات من العدوان تتلقى الصفعات في مختلف الجبهات يوماً بعد يوم وبتكبرهم المارق في استهداف النساء والأطفال وبنية البلاد التحتية أصبحوا في ثوب واحد هم والشيطان في جهنم في دنياهم بموت ضميرهم الإنساني وفي آخرتهم بالعذاب من ربِّ العباد ..فلذا يجب أن يشعر الجميع تجاه دينهم ووطنهم بالمسؤولية، فالبلاد بحاجة إلى رصّ الصفوف وعدم الانجراف إلى مستنقع وطوابير الخونة والمرتزقة الذين يقتاتون بفتات الريالات السعودية وبواقي الدراهم الإماراتية على حساب شعبهم الصامد في ميدان الدفاع عن العزة والكرامة واستقلال كل شبر من الأراضي اليمنية، إنها مفارقة بين من سيخلد التاريخ أسماءهم بأنهم دافعوا وقدَّموا الغالي والرخيص للدفاع عن الأرض والعرض والدين وبين من ماتوا وعلى جبينهم الخزي المكتوب بمداد الذلة في صفحة الارتزاق ..علينا ألاَّ نستهين بالواقع والمتغيرات التي تحدث أمامنا، والمدرك بعين البصيرة يجد أن المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد من أخطر المراحل ولذلك يجب رفع المعنوية القتالية والحس الأمني وشحذ الهمة الجهادية بإشباع غريزة العزة والكرامة التي تربى عليها كل أبناء اليمن منذ اعتناقهم الحق، ومنذ أن رضوا بالإسلام ديناً وبمحمد نبياً كما أن على الجميع أن يعلموا بمصير كل الخونة الذين سيقفون في صعيد واحد ويجمعهم الله والله يجمع الخبيث على بعض فيركمه جميعاً وإن شاء الله ستأتي قريباً رياح الحق في يوم عاصف فتذر باطلهم وعدوانهم فلا ترى منه شيئاً إلا سراباً يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه، لا جرم أن الحق معروف ولكن يأبى لذلك المبصرون ومن خلق الله لهم عيوناً يبصرون بها وآذاناً يسمعون بها إلا أن يعيشوا في غياهب الظلام المعروف بالباطل والعدوان على شعب الإيمان والحكمة.
وأما الأستاذ محمد احمد النزيلي -ماجستير دراسات إسلامية فيقول : الله سبحانه هو العلي الأعلى واشتق لعلي اسماً من اسمه وعلي ولد في جوف الكعبة فهو عليه سلام الله منارة الحق وسند المظلومين باب مدينة العلم ومنه رضوان الله عليه نستقي الدرس ونتعلم كل مبادئ الحرية ،الصمود ،العزة ،الكرامة والسيرة العطرة بتكريم الله له حين يردد كل مسلم كلمة كرّم الله وجهه أي لم يسجد لصنم قط.. قال : أبو بكر رضي الله عنه لولا علي لهلك أبو بكر وكذلك تكلم الخلفاء من بعده. هي سيرة عطاء وحب لكل البشرية. ونقول لكل قوى العدوان ومخططاتهم التدمير إنه لا تهلك أمة تعلمت تحب علياً ولا ينتصر عدو على شعب يسير في خطى الإمام علي الذي قال عنه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم “سأعطي الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله”. هز باب خيبر دنت لعظمة تقواه المدن وأرتعد في تنكر وتمرد من عدالته الظلمة فحاربوه لكي يستمروا في ما هم عليه من ظلم.. انه حدث عظيم وموقف يشهد به القريب قبل البعيد نادى رسول الله صلى الله عليه وآله الناس في غدير خم مكان يشرب ويجتمع عليه الكثير، وقت الظهيرة والشمس حارة ليجتمعوا ويسمعوه لأهمية ما سيقول رفعت الروؤس وأشرأبت الأنظار وتفتحت كل مسامع الحاضرين لما سيقول حبيب الله بأبي هو وأمي ما كان منه إلا أن رفع بيد الأمام الطاهر وخير سند من نام على فراشه يوم اجتمع عليه رؤساء الكفر وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.. سُئل الإمام الشافعي في المجلس العباسي قالوا: كم هي الأحاديث التي رويت في فضل الإمام علي فقال: ماذا أقول في رجل كتم فضائله محبوه خوفاً.. وكتمها أعداؤه حسداً ومع ذلك ظهرت بينهم كنور الشمس.. وأما إمام الحنابلة فقد سأله ابنه قال: يا أبتي يقول بعض الناس إن الإمام علياً قسيم الجنة والنار أليست مبالغة فقال له إمام الحنابلة ألم يقل فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، فأين يكون المؤمنون وأين يكون المنافقون.. هو حقاً قسيم الجنة والنار.