الإمام الحسين.. ثورة ونهج يستلهم منه الأحرار طريقهم في مقارعة الطواغيت

 

أسماء يحيى الشامي

ويبقى الحسين عليه السلام مخلداً عبر الأزمان ثورةً ونهجاً يستلهم منه كل الأحرار في مسيرتهم لمقارعة طواغيت العصر..
فالإمام الحسين ليس ذكرى تقام له مراسيم العزاء والشعائر فقط، بل هو مسيرة عطاء، وثورة خالدة للإصلاح بكل ما لكلمة إصلاح من مفاهيم وطرق ومشاريع تغير من واقع الإنسان والأمة بل والإنسانية..
فالأمة إذا أرادت أن تخرج من واقعها، وتنهض ويستقيم أمرها فلن يكون ذلك إلاَّ بثورة تحمل كل القيم الإنسانية والمبادئ التي تنسجم مع الفطرة الإنسانية، ولا تخالف الرؤية الكونية لتنصهر الذات مع مفهوم التوحيد الخالص لله تعالى.. ولن نجد ذلك إلا من خلال معرفة كنه وحقيقة ثورة الإمام الحسين عليه السلام والتعمق في ماهيتها؛ لأنها ثورة لها أهداف وغايات من أجل إصلاح انحراف المجتمع الإنساني عن المسار الحقيقي الذي من أجله خلق الأنسان وتثبت قواعد الدين الذي حاول الطغاة المتلبسين باسم الإسلام أن يهدموها بتحريف رسالة خاتم النبيين الرسول الأكرم محمد صل الله عليه وآله وسلم..
لذلك نهض الإمام الحسين عليه السلام بثورته الخالدة وقدم نفسه وأهل بيته وأصحابه قرابين لله من أجل الإصلاح في أمة جده صلوات ربي عليه ويسير بسيرة أبيه الإمام علي عليه السلام..
ومن خلال تتبع حركة التاريخ وربطها بالسنن الإلهية يمكن معرفة سر خلود هذه الثورة التي لم ولن تنطفي ولها حرارة في قلوب المؤمنين حتى تتطهر الأرض من الفساد والمفسدين.
وفي واقع الأمة الإسلامية في هذا الزمان نجد أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام مازالت تتحرك ومسيرتها مستمرة من خلال مواجهة طواغيت العصر والشيطان الأكبر الممثل بالنظام الأمريكي والصهيونية العالمية حيث أصبحت المواجهة في أوج قوتها بين معسكر الحق الذي يمثل محور المقاومة وبين معسكر الشر الذي تقوده أمريكا ومن دار في فلكها ومنهم أدواتها من الأعراب.
وتعد من أبرز مصاديق الثورة الحسينية في هذا العصر وتجسد فيها واقعة كربلاء هي مظلومية اليمن وما يحصل من عدوان عليها..
فاليمن كربلاء العصر كما وصفها سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله وسينتصر اليمن بشعبه العظيم والمضحي وقائده العلم قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي؛ لأن الخط حسيني والمنهج محمدي، وكما انتصر الإمام الحسين عليه السلام على طواغيت عصره سينتصر اليمن في دفاعه المقدس ضد طواغيت الأرض.

قد يعجبك ايضا