تتواصل الأنشطة والدروس التعليمية الصيفية، والتي تنظمها الإدارة العامة للدورات الصيفية تحت شعار “علم وجهاد” والتي تهدف إلى المساهمة في إيجاد جيل متسلح بالإيمان والعلم، ومواكبة الإجراءات الاحترازية من وباء كورونا. ويتم بثها عبر عدد من القنوات والإذاعات الوطنية وتشتمل على برامج وأنشطة تساعد في صقل مهاراتهم وتغذية أفكارهم وانتشالهم من الفراغ واستغلال العطلة الصيفية بما ينفعهم ومجتمعهم..
وتتميز الدورات الصيفية لهذا العام بأن الطلاب بالملايين سيستمعون إليها وسيستفيدون منها، حتى الطلاب المتواجدين في المناطق القابعة تحت سلطة الاحتلال السعودي الإماراتي، حيث ستأتي المعلومات إلى المنزل من خلال رؤية وضعت بشكل شامل لإيصال المعلومات لكل طالب وطالبة وخصوصا والبلاد تعيش في ظل وضع استثنائي وحالة عدوان وحصار، حيث ما تزال السعودية والإمارات تمارسان العدوان الوحشي ضد الشعب اليمني.
“الثورة” وعبر مسؤولين ومختصين تستعرض أهمية هذه الدورات الصيفية وتأثيرها على الطلاب ونسبة الإقبال عليها وجديدها هذا العام,,,الثورة / احمد السعيدي
البداية كانت مع الدكتور/ همدان الشامي- نائب وزير التربية والتعليم الذي تحدث لـ(الثورة) عن أهمية هذه الدورات وفائدتها على الطلاب كما عرض بعض الأرقام عن هذه الدورات وجديدها وأنشطتها هذا العام حيث قال: لهذه الدورات أهمية كبيرة لأبنائنا الطلبة، من أبرزها الاستفادة من قضاء الإجازة الصيفية في ما ينفع الطلاب بدلاً من ضياعهم في الطرقات والشوارع، واستغلال وقتهم فيما ينفعهم. أما الفائدة التي تعود على أبنائنا الطلاب والطالبات ، فهذه المراكز الصيفية تساعد في تحصين أبنائنا الطلبة من الثقافات المغلوطة من خلال حفظ القرآن الكريم والتلاوة والقراءة، ومن خلال الدروس المتنوعة التي تقدم لهم مثل دروس الفقه والسيرة، والدروس التي تعلمهم كيفية الوضوء والصلاة، والدروس التي تعزز وتنمي القيم والأخلاق والدروس التي تتعلق بمعرفة الله وعظمته، والدروس التي تتعلق بالبراءة من أعداء الله وكيفية تحصين وحماية مجتمعنا من الاختراق والحرب الناعمة، إلى جانب الدروس الثقافية والمعرفية والمهارية التي تنمي مواهبهم وقدراتهم، كما أنها تساهم في توثيق علاقة الطالب بالله سبحانه وتعالى وربطه بنبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومن ناحية الإقبال على هذه الدورات الصيفية قال الدكتور الشامي: بدأت الدراسة في 7 شوال وستنتهي في2 ذي الحجة وكان الإقبال هذا العام كبيراً جداً رغم جائحة كورونا، وتم الاقتصار على تسجيل الطلبة في الأرياف، أما عواصم المحافظات والأمانة فلم تفتح فيها مراكز كإجراء احترازي، وقد تجاوز عدد المراكز أربعة آلاف مدرسة ، يدرس فيها ما يقارب (230000 ) طالب وطالبة، ويعمل بها أكثر من 15 ألف معلم.
وأضاف نائب وزير التربية والتعليم عن الجديد والأنشطة لهذا العام: تمت طباعة أكثر من 560 ألف كتاب، ثمانية كتب لكل مستوى، حيث يشمل الكتاب سوراً من القرآن وفقه وسيرة ودروساً في معرفة الله ودروساً في الأخلاق، كما تم بث دروس المناهج الصيفية لبعض المستويات عبر القناة التعليمية و قنوات أخرى (الإيمان، سبأ ، المسيرة مباشر) حيث تبث كل قناة المنهج المخصص لمستوى معين، وتبث نفس الدروس في أربع إذاعات محلية هي “ 21سبتمبر، وطن، سام FM”، أيضاً من الجديد لهذا العام تدريب (4000 ) مدير مدرسة بدورات لمدة أربعة أيام لكل مدير، وتنفيذ ورش للمعلمين من قبل مدراء المدارس.
وعلى مستوى الأنشطة في هذا العام تم تدريب مسؤول أنشطة رياضية على مستوى كل محافظة، ومسؤول على مستوى كل مديرية، وما يقارب 250 رياضياً، بدورة تدريبية لمدة ثمانية أيام، تلقوا فيها تدريباً حول كيفية تنفيذ الأنشطة الرياضية والمسابقات وتأهيل كوادر رياضية في المدارس وتفعيلها ، وهناك أنشطة ثقافية تنفذ إلى جانب الدروس مثل: “ مسرح وتمثيل، إذاعات مدرسية، زيارات ميدانية، ، إنشاد، اختراعات وصناعات، ومعارض ورسوم ، ورحلات ترفيهية وسياحية إلى روضات الشهداء ومعالم تاريخية وأنشطة رياضية متنوعة.
الهوية الإيمانية
وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع التعليم عبدالله النعمي هو الآخر تحدث عن الدورات الصيفية وأهميتها قائلا: تأتي الدورات الصيفية في الوقت الذي تحاول فيه الكثير من القوى والأطراف الداخلية والخارجية مسخ الهوية الإيمانية وهذا جزء من الاستهداف الممنهج لبلد الإيمان والحكمة وهنا تكمن أهمية هذه الدورات والتي يتم من خلالها تحصين أبنائنا وبناتنا من هذه الحملات المشبوهة وتعزيز القيم الأصيلة في نفوسهم وربطهم بتاريخهم وتراثهم.
الثقافة الوهابية المغلوطة
وبالانتقال الى المسئولين عن الدورات الصيفية التقينا احدهم وهو الشيخ احمد الخزان – مدير عام دار رعاية الأيتام بصنعاء الذي تحدث للثورة قائلا: للدورات الصيفية أهمية كبيرة في إنشاء جيل متحلٍ بالثقافة القرآنية وبالقيم والأخلاق الإيمانية ومتأسٍ برسول الله عليه الصلاة والسلام، لذا كان لا بد من إقامة المراكز الصيفية حتى عندما كنا صغارا كنا نلتحق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم ومدارس العلوم الشرعية في مركز بدر بالجامع الكبير وغيره من المراكز التعليمية في صنعاء وغيرها من المحافظات، وهذه عادة عند اليمنيين عموما لكن بسبب انتشار فيروس كورونا كنا بصدد إلغاء هذه المراكز فكانت هناك فكرة عظيمة وهي أن تكون إقامة المراكز عبر شاشة التلفاز عبر القنوات الفضائية والإذاعات والحمد لله كانت تجربة ناجحة ومؤثرة في الصغير والكبير سواء في الفئات العمرية أو في الآباء والأمهات، فقد تلقينا الكثير من الانطباعات الإيجابية بالإضافة إلى أن بعض المناطق الريفية مازالت تقام فيها المراكز الصيفية كما في السابق وحلقات القرآن في المساجد والمدارس العلمية إلا أن الدورات الصيفية عبر القنوات والإذاعات كان الإقبال عليها اكبر بسبب الإعادة فالمستوى الأول على سبيل المثال من 7 ونصف إلى عشر ويعاد من 2 إلى 4 وكذلك بقية المستويات لتكون الاستفادة بشكل اكبر لأبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات وكذلك المشاهدين، ومن إيجابيات الدورات الصيفية لهذا العام التميز في اختيار الدروس سواء القرآن الكريم أو الأحاديث والآداب وكذلك السيرة واللغة العربية والفقه والتاريخ فهناك باختصار تنوع يواكب المرحلة التي نعيشها ولا بد ان يعرفها أبناؤنا وبناتنا لا سيما وقد حرموا من هذه الثقافة لفترات طويلة في السابق وكان هناك فريق من المدرسين المؤهلين لإلقاء الدروس وإقامة الحلقات وقد تحقق نجاح كبير بفضل الله وهذه نعمة عظيمة.
أما الجديد هذا العام على مستوى الأنشطة فأضاف الشيخ الخزان قائلا: هناك أنشطة متنوعة مثل الإذاعة المدرسية والمسابقة التي تعرضها قناة المسيرة لتشجيع الطلاب على التنافس في المنهج الذي تميز هو الآخر بالتنوع والاعتماد على بناء الإنسان البناء الروحي الإيماني بالقيم والأخلاق والاستشعار للمسؤولية والتوجيهات الإلهية.
باختصار فقد راعى المنهج ما يحتاجه الإنسان المسلم المتأسي برسول الله وآله ولا ننسى التاريخ الذي كان مضيعاً ولا تعرفه الأجيال. وأهم ما تم التركيز عليه في هذه الدورات هو تصحيح الثقافات المغلوطة التي نشرتها الوهابية منذ فترة والتي تأثر المجتمع بها تأثراً كبيراً وهذه الدورات تعالج هذه المشكلات من خلال القرآن الكريم والسيرة النبوية والتاريخ.