حل شهر رمضان هذا العام 1441 هجريا على الأمة العربية والإسلامية في ظل جائحة كورونا التي جعلت اجتماع الناس أكبر خطر يهدد بعدوى الفيروس وهذا ما ألقى بظلاله على طقوس العبادة الإسلامية التي تقوم على الجماعة وفرضت على العالم كثيراً من المحاذير، وهكذا باتت الدول العربية والإسلامية تواجه تحديات هذه الجائحة وتزامنها مع شهر رمضان.
السعودية
وفي المملكة السعودية التي تضم أهم الرموز الإسلامية في العالم، قررت السلطات إقامة صلاة التراويح بالحرمين مع استمرار تعليق حضور المصلين، وتخفيف قيود حظر التجوال المُقرر لمواجهة فيروس كورونا، خلال أيام شهر رمضان، وكشف بيان صدر عن رئاسة شؤون الحرمين أنه قد تقرر “إقامة صلاة التراويح بالحرمين الشريفين وتخفيفها إلى خمس تسليمات (10 ركعات) مع استمرار تعليق حضور المصلين”، كما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عن مصدر بوزارة الداخلية قراراً بتعديل الأوقات التي يسمح خلالها بالتجوال خلال رمضان.
العراق
وفي العراق حددت اللجنة العليا لأزمة كورونا مواعيد فرض حظر التجول في البلاد خلال شهر رمضان، كما أعلنت اللجنة العليا أن فرض حظر التجول سيكون من الساعة السابعة مساء إلى السادسة صباحا، خلال الفترة الممتدة ما بين 21 أبريل و22 مايو المقبل، لكن اللجنة أشارت إلى أنه سيتم استثناء مناطق محددة من رفع حظر التجوال خلال شهر رمضان، ورغم تشديد الأجهزة الرسمية وحتى المرجعيات الدينية الشيعية في النجف وكربلاء على الالتزام بالعزلة.
الأردن
في السياق نفسه قررت السلطات الأردنية تخفيف فرض حظر تجوال شامل من يومين إلى يوم واحد، مع اقتراب شهر رمضان، وأوضح متحدث الحكومة أمجد العضايلة في مؤتمر صحفي أن “ساعات خروج المواطنين خلال شهر رمضان ستكون من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً، والجمعة المقبل سيكون حظراً شاملاً”.
تونس
الحكومة التونسية أعلنت موقفاً مشابهاً للموقف الأردني من خلال مقابلة لرئيس الوزراء إلياس الفخفاخ مع التلفزيون الرسمي، قال فيها إن “الحكومة قررت تمديد الحجر الصحي الشامل حتى 3 مايو المقبل، وتقليص ساعات حظر التجوال الجزئي خلال رمضان من 12 إلى 10 ساعات”.
إلا أنّ حلول شهر الصيام، وما يفرضه من مشاق على الإنسان ظهرت له أبعاد أخرى في زمن كورونا، فقد ارتفعت أصوات تقول إن الصيام يُنهك الجسد، وخاصة العشرة الأخيرة منه، وبذلك يحتمل أن يواجه الصائمون مخاطر العدوى بكورونا أكثر من غيرهم، وعلى هذا رد المفكر الإسلامي د. خضر مِحجز من غزة ” أن المسلمين يعلمون أنّ الصيام ينهك الجسد لكنهم يعلمون أن الله يقدرهم عليه ويحميهم بفضله فهم يفضلون الصيام إلا في حالات نادرة يصر فيها الطبيب على منعهم فيمتنعون عن الصوم متألمين وينالون من الله أجرين أجر صيام تم عند الله وإن لم يحدث في الواقع، وأجر ثباتهم على حكم الله، وعلى العموم الطب يقول إن الصيام يزيد في المناعة”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية لم تُجر دراسات حتى الآن لمعرفة ارتباط المرض بالصيام، لكنّها أكدت أن بإمكان الأشخاص الأصحاء الصوم، لكن يُنصح المرضى بكـوفيد-19 بأخذ رخصة شرعية للامتناع عن الصوم وذلك بالتشاور مع أطبائهم.
باكستان
أخطر الدعوات لتحدي إجراءات الوقاية من فيروس كورونا صدرت في باكستان، التي سجلت أعلى محاولات التجمع لأداء الشعائر الإسلامية الجماعية في العالم الإسلامي، وحسب وكالة الأنباء الفرنسية فقد طالب أطباء باكستانيون مرموقون الحكومة بعدم السماح بتجمّع أعداد كبيرة من المصلّين في المساجد خلال شهر رمضان لأنّ من شأن هذا الأمر أن يسرّع وتيرة تفشّي فيروس كورونا المستجدّ في بلد عجزت فيه السلطات عن حظر صلوات الجماعة، مطالبين بمنع صلوات الجماعة التي يزيد عدد المصلّين فيها عن خمسة أشخاص.