للعام السادس على التوالي يأتي شهر رمضان مع استمرار العدوان السعودي الغاشم وآثاره الكارثية على حياة اليمنيين الذين باتو يمرّون بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج 80 % من سكانه إلى المساعدات الإغاثية العاجلة نتيجة الحصار الذي تفرضه قوى العدوان وما سببته من أضرار اقتصادية واجتماعية وزيادة معاناة الناس خاصة مع دخول هذا الشهر الكريم.
ظروف معيشية صعبة
في العاصمة صنعاء حاضنة اليمنيين بدت الحركة التجارية في الأسواق ومحال بيع المواد الغذائية بعكس الأعوام السابقة عندما كانت تضج فيه هذه الأسواق قبيل حلول الشهر الفضيل بالسلع والاقبال الكبير على شراء الاحتياجات وذلك نتيجة تأثر شريحة كبيرة من سكان العاصمة بفقدان مصادر دخلهم، حيث قال المواطن أكرم خالد أحد سكان العاصمة صنعاء أنه لم يعد يستطيع توفير أبسط الاحتياجات الأساسية لشهر رمضان نتيجة انقطاع الرواتب من قبل المرتزقة فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل جنوني ولم يتلقى هو وعائلته منذ بداية العدوان أي مساعدات إنسانية والتي لا يسمع عنها حد قوله سوى في الأخبار وتقارير المنظمات، مضيفا أنه سيقضي هذا الشهر الكريم هو وأفراد أسرته الخمسة كباقي الأيام المعتادة .
ضعف القدرة الشرائية
وفي ظل العدوان وبداية الشهر الكريم تراجعت القدرة الشرائية لدى الكثير من المواطنين كماً ونوعاً خاصة مع ارتفاع الأسعار فضلاً عن وجود عوائل تعيش أوضاعاً تشبه المجاعة ولا تتوفر لها الوجبات الأساسية، حيث يقول عبدالله العزي أحد مالكي المحلات التجارية للمواد الغذائية أن هذه السنة تشهد اقبالاً ضعيفاً من قبل المواطنين على شراء المواد الغذائية بعكس السنوات الأخرى التي كان يشهد فيها محله التجاري زحمة غير اعتيادية، مرجعا ذلك إلى غلاء الأسعار وعدم استقرار أسعار الصرف اضافة إلى انقطاع الرواتب على الكثير من المواطنين الحكوميين منذ قرار حكومة المرتزقة بنقل البنك المركزي إلى عدن، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الناس يوفرون احتياجهم بالتجزئة أو بالكيلو حسب قوله والذي يسد حاجتهم ليوم أو ليومين فقط .
خطوات وقائية
رمضان هذا العام يأتي في اليمن في ظل ظروف أقسى من كل الأشهر الرمضانية السابقة فبجانب العدوان والحصار والظروف المعيشية الصعبة يعيش اليمنيون خطوات الوقاية من مخاطر جائحة فيروس كورونا في العالم أجمع ومن إمكانية تفشيه في اليمن خاصة مع تدهور القطاع الصحي وتدميره من قبل العدوان الغاشم وتمثيل إجراءات الوقاية في إنشاء مراكز للحجر الصحي وتنظيم جميع الأسواق بما يحد من الزحام، وتكليف وزارة الأشغال وأمانة العاصمة بالرش والتعقيم في مداخل المدن والحارات والزام الباصات ووسائل النقل بتوفير المعقمات والمطهرات للركاب، وكذلك إغلاق محلات الكوافير وتجميل السيدات حتى إشعار آخر.
تكافل وتراحم
ورغم الظروف الصعبة والمعقدة استقبل اليمنيون في جميع محافظات الوطن بشكل عام شهر رمضان استقبالاً خاصاً، لكونه محطة دينية روحية يتزوّد منه المؤمنون بالزاد الروحي، والطاقة الإيمانية، فينهلون من معين القرآن الكريم، ويكثرون التلاوة والذكر، ويعمّرون بيوت الله بالصلاة والقيام والدعاء، وينعكس هذا الجو الإيماني الروحي على معاملات الناس وعلاقاتهم، فتنتشر قيم التراحم والتسامح، ويلتقي أهل الحي صغيرهم وكبيرهم في بيوت الله يؤدّون الصلوات، فيرى بعضهم بعضاً في ملتقى تغشاه ملائكة الله.. وفوق كل ذلك يواسي الغني الفقير بالزكاة والصدقات، ويسعى أهل الخير إلى فك كرب الآخرين وإعانتهم على نوائب الدهر، فيتحقق التكافل والتراحم في أسمى معانيه، ولسان حال كل اليمنيين في هذا الشهر الكريم هو: أن الفرح بقدومه ومعرفة فضله ومكانته لمن أعظم الأمور المعِينة على الجد والاجتهاد فيه، ولم يضيِّع كثير من الناس الطاعة في هذا الشهر الكريم والإقبال على الله جلّ وعلا إلا من جهلٍ منهم بقيمته ومكانته، وإلا لو عرف المسلم هذا الشهر حقَّ معرفته وعرف قدره ومكانته لتهيَّأ له أحسن التهيُّؤ، واستعدّ له أطيب الاستعداد، ولبذل قصارى وسعه وجهده واجتهاده في سبيل الله، والقيام بعبادة الله على الوجه الذي يرضي الرب تبارك وتعالى.
Prev Post
قد يعجبك ايضا