فيما السفن السعودية تتوه في البحار لعدم وجود مشترين للنفط

قوى العدوان تمعن في حصارها وتحول دون استفادة اليمن من انخفاض الأسعار

 

 

الثورة / أحمد المالكي
برغم هبوط أسعار النفط على المستوى العالمي مازالت قوى العدوان تمعن في ممارسة حربها الاقتصادية الممنهجة ومزيد من الخنق والحصار بحرمان اليمن أن يستفيد من تهاوي أسعار النفط الذي هبط قبل يومين إلى مستويات تحت الصفر في الولايات المتحدة الأمريكية، وتستمر قوى العدوان بقيادة أمريكا والسعودية في احتجاز ومنع السفن المحملة بالمشتقات النفطية اليمنية من الدخول إلى ميناء الحديدة لتفريغ حمولتها برغم حصولها على تصاريح أممية، وهو الأمر الذي يضاعف معاناة الشعب اليمني في ظل الاستعداد لمواجهة جائحة كورونا، الذي يستنفر العالم لمواجهته، هذا الصلف العدواني الهمجي يجري في ظل صمت أممي ودولي وفي تجاهل علني لشعارات الإنسانية التي يتشدقون بها في كل وقت وحين.
فيما السفن السعودية تتوه وتجوب البحار عرضا وطولا بحثا عن مشترين لنفطها البائر دون جدوى بالتزامن مع ركود وتهاوي أسعار سوق النفط العالمي وفي سابقة لم تحدث في تاريخ التجارة النفطية على الإطلاق.
حيث نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤول بارز في شركة أرامكو أن السعودية قد تضطر إلى إغلاق بعض خطوط إنتاج النفط في حقل الغوار وغيره من الحقول لعدم وجود مشترين للنفط، وأضافت الصحيفة أن السعودية ومنتجين آخرين في منظمة أوبك يدرسون مقترحا لخفض إنتاج النفط فورا، وعدم الانتظار إلى مايو المقبل، حيث يبدأ العمل بالاتفاق الذي أجمعت عليه دول أوبك بلس ، ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي أن المملكة يجب أن تقوم بأي شيء لوقف نزيف الأسعار، وعبر المسئول السعودي عن خشيته من أن الوقت قد أصبح متأخرا، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن السعودية لم يعد أمامها سبيل سوى اللجوء الى تخزين الكثير من النفط في البحر، بعد أن تسببت حرب أسعار النفط التي تشنها ضد روسيا في إغراق السوق بالنفط الخام في ظل النقص الحاد في الطلب وصعوبة العثور على مشترين مع انتشار فيروس كورونا، ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسئولين سعوديين قولهم أن ناقلة واحدة من أصل كل عشر ناقلات نفط في العالم تستخدم كمرفق عائم لتخزين النفط.
وقالت:الصحيفة أن البيانات الواردة في موقع تتبع السفن(فيلتمون) تظهر وجود أربع ناقلات سعودية عملاقة على الأقل محملة بالنفط الخام غادرت المملكة أواخر مارس الماضي ولا تزال عالقة في البحر منذ أوائل ابريل قبالة سواحل مصر وسنغافورة وماليزيا من دون وجهة نهائية، وقد ارتفعت أسعار خام برنت أمس الأربعاء بنحو 2 % بعد أن كانت قد سجلت الثلاثاء أدنى مستوى منذ أكثر من عقدين نتيجة انهيار الطلب العالمي، وزيادة كبيرة في المعروض، وبلغ سعر عقود برنت تسليم يونيو 19 دولارا و70 سنتا للبرميل، أما عقود خام تكساس تسليم يونيو فقد انخفضت بأكثر من 3 % وبلغت 11 دولارا و 20 سنتا للبرميل.
المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري دييسكوف أشار إلى أن وضع أسعار النفط العالمي سلبي للغاية ومعقد ويجب بدء العمل باتفاق أوبك بلس الجديد قبل أي حديث عن الحاجة إلى إنشاء مخازن جديدة للنفط في روسيا من عدمها،مضيفا أن مستوى تغير أسعار النفط سلبي ويجب تقييمه خلال فترة طويلة وليس خلال أيام أو حتى أسابيع.
فيما أكد وزير النفط الإيراني بيقن زنقنه أن فيروس كورونا وانخفاض الطلب على النفط وحرب الأسعار كلها أدت إلى تراجع أسعار النفط بصورة غير مسبوقة، وأضاف في تصريح بعد اجتماع للحكومة الإيرانية أمس أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب تعاون جميع المنتجين وتقليل الإنتاج لتفادي خسائر أكبر.

قد يعجبك ايضا