لمبادلة الوفاء بالوفاء

ضريح الشهيد الرئيس الصماد.. قبلة اليمنيين

 

الثورة / محمد الفائق
لم يعهد اليمنيون منذ قيام الجمهورية اليمنية وتعاقب الرؤساء عليها ان يكون رئيسهم في مقدمة الصفوف القتالية التي تذود عن حياض الوطن، إلا أن الرئيس صالح الصماد كان مختلفا تماما عن البقية الذين سبقوه في سدة الحكم، حين جعل اغلب تواجده في جبهات العزة والشرف.
فكان نموذجا حيا للتواضع والزهد، جسد حقيقة ان: «مسح الغبار من نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا كلها»، فكانت كلماته لها أثر بليغ لدى كل أبناء اليمن حتى خصومه، فخلال فترة وجيزة امتلك حب الملايين، وكان يمثل دافعا قويا للجهاد وقتال أعداء الله والأمة، إلى جانب ما عرف عنه برجل السلام.
فكان خبر استشهاده كالصاعقة لدى الملايين من محبيه، لتتعاظم الآلام برحيله ويلتحق مئات الآلاف بجبهات القتال للثأر من قاتليه.
فمحبة الصماد ليست أحجية، ولا تمجيداً، إطلاقا فمن أراد معرفة الشعب لرئيسهم الشهيد صالح الصماد فليذهب إلى مكان ضريحه ومرافقيه الستة، في ميدان السبعين، وكيف تحول الضريح إلى مزار وقبلة لمحبيه من مختلف فئات الشعب، الذين يأتون من كل بقاع اليمن ليقرأوا عليه السلام، ويؤكدون المضي قدما على منهاج الصماد وفاءً وجهاداً في سبيل الله.
أحد العرسان جاء إلى ضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد ليلتقط عدداً من الصور، وحين سألناه عن السبب؟ ولماذا يحرص على التقاط الصور ويجدد ذكرى استشهاده المؤلمة على الشعب اليمني وعليه كعريس في حين أن حفلة زفافه تحتاج لمشاعر ومراسم الفرح ؟!
فكان رد العريس مفاجئاً للحاضرين حين قال: «كل مظاهر الدنيا وأفراحها ليس لها قيمة كالظفر بالشهادة في سبيل الله، أو النصر، فرئيسنا الصماد علمنا التضحية والإباء والعيش بعزة وكرامة».
كذلك سألنا أحد المجاهدين التقيناه وهو يلتقط عدداً من الصور الى جانب الضريح، عن سبب زيارة لضريح الشهيد الرئيس الصماد، وقال لنا: «اقتنصت المدة المتاحة لي للمزاورة، لزيارة ابي وأمي وضريح الرئيس الصماد».
وتابع: «زيارتي لضريح الصماد اعتبرها تجديدا للعهد وتأكيدا للسير على خطى الصماد، في تضحياته واستبساله ووفائه».
لا تقتصر زيارة ضريح الشهيد الرئيس الصماد ورفاقه على فئة عمرية معينة أو على جنس معين أو على شريحة بحد ذاتها، فالزيارة تشمل الجميع وترى المرأة والطفل والمسن والشاب والعريس والمجاهد والجريح والمزاور والمزارع والموظف والمسافر، والضابط والجندي والخريج، والطالب، يتواجدون بين الحين والآخر بالقرب من ضريح الشهيد الرئيس، ويلتقطون صورا للذكرى ويقرأون عليه السلام وما تيسر من آيات القرآن المجيد.
يقول القائمون على الضريح أن الضريح يستقبل يومياً مذات الزوار من مختلف فئات المجتمع، من ساعات الصباح الأولى وحتى آخر ساعات الليل.
وفي أحيان كثيرة يتجاوز العدد إلى أكثر من ألف زائر في اليوم الواحد.
لم يحظ أي رئيس يمني من قبل بحب شعبه ووفائه له، ولم ينل أحد هذا المقام وهذا الشرف العظيم اطلاقا، فلله درك، فقد تركت إرثا جهاديا، وغمرت بحبك شعبا بأكمله، فمن أحبهُ الله أحبه الناس.
عليك السلام يا أبا الفضل يوم ولدت ويوم نلت الشهادة ويوم تبعث حيا..

قد يعجبك ايضا