صوت الحق .. وصولة الباطل

أحمد يحيى الديلمي

 

أحمد يحيى الديلمي

أصبح في حكم المؤكد الذي لا يقبل الشك أن النظام السعودي يعاني حالة غباء مركَّب يقوده إلى فضح الحقائق وكشف المستور بنفسه ومن خلال وسائل إعلامه وغرف إعلام الدفع المسبق الذي يتقاضى مليارات الدولات مقابل تزييف الحقائق وتسريب الأخبار الكاذبة بقصد خداع المتلقي وإعطاء العالم صورة مغايرة لما يجري في الواقع ، بالذات التعتيم على نتائج الضربات الميمونة للطيران المسيَّر والقوات الصاروخية اليمنية في العمق السعودي .. المشهد يتكرر دائماً ويحوَّله الإعلام المأجور إلى بطولة للجانب السعودي بالحديث عن التصدي للصواريخ وإضفاء جانب إنساني عن ضحايا مدنيين بفعل شظايا الصواريخ التي تم إسقاطها، حسب زعمه.. على مدى السنوات الماضية بعد أن استعاد الجيش واللجان الشعبية عافيتهم بامتصاص الضربات الأولى الغادرة والتوجه إلى تطوير ما تبقى من صواريخ في المخازن التي لم تطلها طائرات المعتدين وإحياء فكرة التصنيع الذاتي وما ترتب على ذلك من نقلة نوعية وتحول استراتيجي غير مسبوق في تاريخ اليمن حققوا فكرة توازن الرعب فنقلوا المعركة إلى الداخل السعودي ، وجعلوا مدن دولتي العدوان السعودية والإمارات في مرمى قوات الردع اليمنية.
ما يؤكد غباء النظام السعودي ووصوله إلى مرحلة التكلس أن الجانب اليمني لا يحتاج إلى شهود عيان وأدلة لإثبات ما حدث ، إذ يكفي الانتظار فقط لرد الفعل السعودي والتمعن في طبيعة الضربات من قبل السلاح الجوي السعودي وما تتسم به من همجية وعبثية تطال المدنيين الآمنيين وتستهدف ما تبقى من هياكل البنية التحتية ولا تستثني أي شيء يدب على الأرض بما في ذلك الحيوانات ، كما حدث بالأمس القريب في الكلية الحربية بأمانة العاصمة، فقد أدى الاستهداف العشوائي الحاقد إلى نفوق سبعين من الخيل العربي الأصيل بقصد القضاء على ما تبقى من مقومات الحضارة اليمنية في محاولة بائسة لكسر شوكة الإنسان اليمني والتأثير على شموخه واعتزازه بتاريخه المجيد ، وذلك دليل واضح على طبيعة الحقد المتأصل المدفون في قعر صدور آل سعود والرغبة المريضة في إبادة كل شيء يمني .
الإشكالية أنه حتى الإعلام الموالي للمعتدين يستدل على طبيعة الوجع الذي أحدثته الضربات اليمنية المباركة من طبيعة ردود الفعل السعودي ، مع ذلك يُصِّر النظام السعودي على غيه في ظل صمت العالم واتباع أسلوب إدانة الضحية وتبرير أفعال الجلاد، خلافاً لما هو ثابت في قوانين النظام الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.
هذا الواقع يفضح فلول المرتزقة والخونة من لا يزالون يراهنون على هذا النظام المتعفن، وهو ما يحتم على شرفاء الوطن التكاتف ورص الصفوف في جبهات الشرف والكرامة وتقديم كل أنواع الدعم وفي المقدمة للقوة الصاروخية والطيران المسيَّر لضمان استمرار الإبداع في هذا الميدان الحيوي الهام .
* موت الضمائر وانعدام الأخلاق
يبدو أن النظام السعودي وصل إلى طريق مسدود وأصبح يستخدم كل الوسائل في سبيل الوصول إلى الغاية المبيتة بما تنطوي عليه من خبث، ولا يتردد عن استغلال كل شيء ، بما في ذلك سحق معاني الرحمة والعطف والمشاعر الإنسانية النبيلة ، يتعاطى مع كل هذا بأساليب انتهازية قذرة ووسائل حقيرة تدس السم في العسل -كما يقال- فبالأمس ألقت الطائرات التي أغارت على بعض المدن اليمنية ومنها صنعاء العاصمة التاريخية لليمن صناديق بداخلها كمامات ومناديل ورقية ملوثة بوباء كورونا الخطير بهدف نشر هذا الوباء في اليمن ، وكأنه يزيد الطين بلة ، لأن البلاد في حالة عجز وعدم قدرة على مواجهة مثل هذا الوباء، لكنه ينطلق من مبدأ الحقد المتوغل في الصدور الذي يهدف إلى تدمير كل شيء في اليمن وفي المقدمة الإنسان .
بعد الفشل الذي مُني به وعدم تسرب الوباء عن طريق المنافذ البرية بسبب حالة الوعي المبكر التي اتصف بها الجانب اليمني الذي بدأ يفحص كل القادمين ويدخلهم الحجر الصحي ، لذلك لجأ إلى مثل هذا الأسلوب القذر وكأنه يحاول استغلال الجوانب الإنسانية للوصول إلى غايته الحقيرة ونشر الفيروس الخبيث كنوع من أنواع الانتقام .
الأمر يحتاج إلى أكثر من رؤية لمعرفة أبعاد هذا المعتدي ومآربه الخبيثة ، ليس منا بل من أولئك الذين لا يزالون يراهنون على هذا العدو ويدَّعون أنهم يمنيون وينتنمون إلى هذا الوطن المعطاء .. نسأل الله لهم الهداية، وللوطن النصر المبين والمحقق بإذن الله، استناداً إلى قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “للباطل صولة ثم يضمحل” وها هي صولة الباطل قد بدأت تضمحل ، وبشائر النصر تعلو في سماء الوطن ومعها يعلو صوت الحق .. والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا