خوفاً من خطر الإمامة ….أم تقويضاً للجمهورية؟!!

عبد الله سلام الحكيمي

 

إلى الذين انقلبوا على أعقابهم وتخلوا عن نظرياتهم وأهدافهم وشعاراتهم القومية والأممية والإسلاموية والثورية والتقدمية والاشتراكية، وانضووا تحت قيادة الإمبريالية والرجعية العربية مقاتلين معاركها في اليمن، والذين يصمُّون آذاننا بزعيقهم شبه اليومي، حول الخطر الداهم والماحق الذي يشكله ما يسمونه النظام الإمامي ويقصدون به نظام المملكة المتوكلية اليمنية لكنهم لايصرحون بذلك خشية إثارة غضب النظم الملكية العربية التي ترعاهم ماليا بعد مرحلة انقلابهم على أعقابهم عن(ملتهم) الأولى، ولمساعدتهم في فهم لغة الأرقام علهم يرعوون، نقول لهم التالي:
تشكلت المملكة المتوكلية اليمنية عام 1918م وانتهت بقيام الثورة عليها عام 1962،أي أنها عاشت مدة44عاما وتشكل النظام الجمهوري، على أنقاضها عام 1962م ولاتزال مستمرة حتى اليوم، أي أنها لا تزال قائمة لمدة 58عاما..بمعنى آخر أن النظام الجمهوري عاش فترة زمنية تزيد عن الفترة الزمنية التي عاشتها المملكة المتوكلية اليمنية بحوالي 14عاما حتى الآن، فإذا كان النظام الملكي أو الإمامي كما يحلو لهم وصفه لا يزال يمثل تهديدا وتحديا خطيرا على النظام الجمهوري ويتوقع انقضاضه على الجمهورية وبلعها في أي لحظة كما يصورون! رغم أنها لم تعمر اكثر من 44عاما فقط، أفلا يعني ذلك أن النظام الجمهوري قد فشل في اجتثاث النظام الملكي أو الإمامي ،كما يروق لهم عنونته، أو على الأقل إبعاد خطره على مدى ما يزيد عن نصف قرن من عمر الجمهورية؟! واذا كان ذلك كذلك، وهو كذلك استنادا إلى ضجيجهم الغوغائي المتواصل صبحا ومساء بأن الجمهورية باتت مهددة بالمحق والسحق والإبادة في أي لحظة من قبل النظام الملكي السابق الذي يصرون على تسميته النظام الامامي لزوم مراعاة حسابات الربح والخسارة المالية في مصالحهم الشخصية، أو لم تكن قوانين المنطق ومقتضيات الأخلاق والأمانة توجب عليهم أولا إدانة النظام الجمهوري لفشله في تثبيت نفسه بديلا للملكية أو الإمامة لا يهم، وتصفيتها واجتثاثها من جذورها على مدى اكثر من نصف قرن من الزمان، وهي التي لم تعمر سوى44عاما فقط ؟! حتى يوجدوا لأنفسهم مسوغا معقولا ومقبولا لزعيقهم عالي النبرة ممل التكرار حول التحذير من خطر الملكية أو الإمامية وشيك الوقوع؟!!
أم أن الأمر لا يعدو كونه مجرد ورقة توت يخصفونها من شجرة انحرافهم الفكري والسياسي وخيانتهم لشعبهم ووطنهم، في محاولة بائسة لستر أو للتستر على حقيقة الأجندات الطائفية العنصرية المناطقية التي يعملون عليها لتمزيق وتفكيك كياننا الوطني اليمني وإثارة الفتن والحروب والاقتتال بين أبناء الشعب الواحد الموحد، خدمة لأهداف ومطامع القوى الإمبريالية الرجعية الصهيونية مقابل اجر معلوم لكل خائن مرتزق عميل تجرد عن كل قيم الرجولة والشرف والكرامة!!

قد يعجبك ايضا